دقلديانوس قاتل أهل مصر ومعذب المسيحيين ... 800 ألف شهيد

منوعات

بوابة الفجر


ظهرت المسيحية في مصر في القرن الثالث الميلادي، وتحديداً منذ عام 248 م، حيث تنقل لنا المصادر بدء عهد الإضطهاد الروماني للمؤمنين المسيحيين . 

دقلديانوس
اعتلى فيها دقلديانوس العرش الإمبراطوري بروما في البداية أظهر تعاطفًا كبيرًا مع المسيحيين، وفي عام 286 م أشرك مكسيميان معه في الحكم ليكون إمبراطور الشرق وهنا ومن ذلك الوقت ذاق المسيحيون كأس الاستشهاد. 

إحراق زوئي 
زوئي زوجة السَّجان، التي كانت تعتني بالشُهداء الذين تحت حراسة زوجها ثم تنصرت، فعُلِّقت على شجرة تشتعِل بالنار في جذعها، ثم أُلقِيت في نهر وقد عُلِّق حجر كبير في عُنُقها.

إستشهاد كتيبة الأقصر 
وفي عام 286 م اِستُشهِدت الكتيبة العسكرية الطيبية عن آخرها وكان كل أفرادها من أبناء الأقصر، لأنهم رفضوا الإذعان لأمر الإمبراطور مكسيميان بتقديم الذبائِح للأوثان والنطق بالقَسَمْ على إنهاء المسيحية في بلاد الغال - التي أرسل إليها أفراد هذه الكتيبة- وكان ذلك في 22 سبتمبر عام 286 م.

إحراق الكنائس 
أصدر دقلديانوس مع زميله غاليروس منشورًا بهدم كل الكنائِس المسيحية وإحراق الكتب الكنسية، واعتبار المسيحيين خارجين عن القانون.

وفي 25 نوڤمبر عام 311 م وبأمر الإمبراطور مكسيميان الذي كان يملُك على الشرق استُشهِد البابا "بطرس" البطريرك السابِع عشر في خلافِة مارمرقُس الرسول.

عذاب أهل مصر 
يقول يوسابيوس المؤرِخ الكنسي، أنَّ في مصر كان يوجد جمع غفير لا يُحصى من المؤمنين مع زوجاتِهِم وأطفالِهِم ممن عانوا من كل أنواع العذابات والموت من أجل الإيمان.

وفي عصر دقلديانوس قام أريانوس والي "أنصِنا" بتعذيب عدد كبير من المسيحيين في بلاد الصعيد منهم: الشهيدة دُولاجي الأُم وأبنائها، والقديس أبو قلتة، والأنبا بضابا الأسقف وغيرهم آلاف آلاف 

ويذكُر التاريخ أنَّ هذا الوالي قد تنصَّر إثر معجزة باهرة حدثت له آمن على أثرها بالمسيح، وأرسل إلى الإمبراطور دقلديانوس رسالة يُجاهِر فيها بإيمانه ويندم على كل الاِضطهاد الذي أوقعه على المسيحيين، فأمر الإمبراطور بقتله.

800 ألف شهيد 
ويقول المُدافِع والعلاَّمة ترتليان عن تقييمه لعدد شُهداء مصر من المسيحيين: "لو أنَّ شهداء العالم كله وُضِعوا في كفة ميزان، وشهداء مصر في الكفة الأخرى، لرجحت كفة المصريين"، ويُقدَّر عدد شهداء الأقباط بحوالي ثمانمائة ألف شخص.

كان امتناع المسيحي عن بعض ممارسات الحياة الوثنية كفيلًا بكشف أمره لذلك كان سيف الموت مُسلَّط دائِمًا على رِقاب المسيحيين -بحسب تعبير العلاَّمة ترتليان- لأنه لا يجوز للمؤمن أن يشترِك مع الوثنيين في الملبس والمأكل أو في أي مظهر، علاوة على امتناع المؤمنين عن بعض الحِرَف التي لها صِلة بعبادة الأصنام، وتركهم لها فجأة كان يُعرِّضهم للمحاكمة العامة . 

وقد أورد كلٍ من يوسابيوس القيصري في تاريخه الكنسي والعلاَّمة ترتليان والشهيد يوستين الشهيد في دفاعياته كيف كان المسيحيون يُستبعدون من المناصِب العامة ومع ذلك كانوا يُحبون الإمبراطورية ويُصلُّون من أجل العدل والسلام، ولكنهم لا يعبدون الأباطرة، مُظهرين غيرة شديدة نحو الإيمان.

واعتُبِرَت المسيحية أبشع جريمة يموت من أجلها كل من دُعِيَ عليه اسم المسيح، فضلًا على أنَّ الدُهماء والغوغاء اضطهدوا الكنيسة أشد اضطهاد. 

في سنة 313 م، وفي مدينة "ميلانو" صدر مرسوم للتسامُح مع المسيحيين، يُعرف باسم "مرسوم ميلان" أُعطِيت به الحرية الدينية للمسيحيين، وكان هذا على يد الإمبراطور قسطنطين المُحِب للإله، الذي يُعتبر آخر الأباطِرة الوثنيين وأول المسيحيين.