ملفات شائكة أمام القمة العربية في الأردن

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تكتسي القمة العربية لدورتها الثامنة والعشرين، التي تنطلق أعمالها في العاصمة الأردنية عمان، آواخر شهر مارس  المقبل، أهمية كبيرة، بما يتعلق بتوقيتها في ظل الأزمات الكبيرة التي تواجه الدول العربية.
 
وتأتي القمة في ظل ظروف صعبة تعيشها الدول العربية إن كان من اقتتال وحروب أهلية سفكت دماء مئات الآلاف، في سوريا وليبيا واليمن، في حين يعاني العراق منذ سنوات طويلة من اتساع رقعة وجود الإرهابيين، في الوقت الذي تعيش فيه القضية الفلسطينية وقتاً صعباً  بالنظر إلى النوايا الأمريكية بنقل سفارتهم إلى القدس المحتلة، علاوة على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن "حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ليس السبيل الوحيد من أجل السلام".

وإذا كان الحرب على الإرهاب عنواناً أساسياً لأعمال القمة، كما يرى خبراء، فإن أمور أخرى تفرض نفسها عليها، فإن أزمات الدول العربية سيكون لها نصيب كبير من أعمال القمة، وانقاذها من التشتت والتشرذم، وبحث تحكم دول إقليمية بالمشهد في سوريا والعراق كإيران وتركيا وروسيا إضافة للولايات المتحدة.

وفي تصريح للناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أكد أن القمة سوف تتناول القضية الفلسطينية بتفاصيلها، وسيتم طرح الرؤية العربية بشأنها، فموقفها مهم وسيكون له امتداداته الإقليمية والدولية، وقال المومني إن الدول العربية لها اتصالاتها وثقلها وأوراق ضغط، وعندما تأتي وتتحدث بالملفات المهمة وتعبر عن قناعاتها، حتما ستنظر لهذه القضية بالأمر المهم.

وأكد على خصوصية القضية الفلسطينية للأردن، لافتاً إلى أنه في إطار الاستعدادات السياسية لقمة عمان القادمة، فمن أحد الأمور التي يتم التداول بشأنها وتجتهد الدبلوماسية الأردنية بتوجيه من الملك من أجل وضعها ضمن إطارها الصحيح وأولويتها التي تستحق هو موضوع القضية الفلسطينية، وأن تأتي الدول العربية في قمة بعمان وتتحدث عن هذه القضية ورؤيتها بشأنها وتفاصيلها، في ظل أن موقف الدول العربية من مؤسسة القمة الاستراتيجي يجعل من هذه القضية أمراً مهماً.

ومن جانبه، يقول رئيس الوزراء الأسبق، طاهر المصري في حديثه عن القمة العربية أن القمة يجب أن تتخذ قرارات لوضع حد للتدخلات بسيادة الدول العربية.

ويرى المصري أن الانقسام الذي يشهده الوطن العربي يستوجب الإجماع على اتخاذ قرارات تعيد الثقة للمواطن العربي.

ومن جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب رائد الخزاعلة أن المطلوب من القمة العربية البحث عن حلول للصراعات الدائرة في المنطقة العربية لوقف نهر الدماء الذي غمر دول عربية.

ولفت الخزاعلة إلى أهمية الدور الأردني في المنطقة بعد استضافته للقمة العربية بدلاً من اليمن.

وفيما يتعلق بسوريا وعدم دعوتها للاجتماع لقرار جامعة الدول العربية بتجميد عضويتها، اعتبر الخزاعلة أن دعوة أي طرف سواء النظام أو المعارضة سيزيد من الخلافات، كون سوريا ليست طرفاً واحداً اليوم، متسائلاً إن كان يمكن دعوة وفد يمثل جميع أطياف الشعب السوري.

وبدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية حسن الخالدي أن انعقاد القمة العربية في هذه الظروف بالغ التعقيد والصعوبة من حيث فقدان الثقة في مؤسسة القمة بشكل عام بسبب تفتت وتشتت العديد من الدول العربية التي فقدت سيادتها.

ويرى الخالدي أن محاولة صيانة الجسم العربي واستعادة الثقة لمؤسسة الجامعة، أهمية مطلقة بسبب انشغال كل دولة بمشاكلها كالإرهاب والحروب والتحديات الاقتصادية.