شارع مصدق

منوعات

بوابة الفجر


شارع مصدق بالجيزة يقع بين شارع السودان والدقي، فالشارع بفضل تميز موقعه وحسن تنظيمه ورفاهية سكانه صار من الأماكن المرغوبة، لذلك فإن مجرد الحصول علي شقة أو مكان فيه يعز إلا علي ذوى الإمكانيات والحيثيات العلمية والمادية.

كما أن الشارع والمنطقة المحيطة به من الأماكن المفضلة لسكن زوار القاهرة من البلاد العربية خصوصاً من الخليج العربي، فهو يجاور منطقة المهندسين التي تتمتع بسمعه طيبة بين أحياء القاهرة.

فهى تتميز بحسن التنظيم وحداثة العمارة والقرب من وسط المدينة وقديماً كان سكان الشارع خليطاً من الفلاحين، فقد كان أرضاً زراعية تحدها من الغرب بولاق التكروري التي حرفت فيما بعد إلي الدكرور ومن الشرق الفرع الثانر لنهر النيل وكان يعرف باسم البحر الأعمى لأن الماء كان يجف منه فترة معينة كل عام.

وفي عهد أسرة محمد علي أي بعد زحف العمران من كل جانب بدأت أرض الشارع والمنطقة المحيطة تتراقص في مخيلة المسئولين والمعماريين، باعتبارها من الأماكن الجديرة باحتضان امتدادات واتساعات  القاهرة الحديثة، وفي ثلاثينيات القرن الماضي اختارها صاحب العزة "أحمد خيري بك" مدير مصلحة التنظيم في تلك الفترة لإقامة مدينة علي الطراز الأوروبي تحمل أسم "الفؤادية" نسبة للملك فؤاد في ذلك الوقت، وكانت أرض الشارع ملكاً خاصاً بوزارة الأوقاف المصرية، هذا ما كان يشجعه أحمد خيري حيث أنها فرصة حسنه لتطبيق قواعد الفن الحديث من شوارع رئيسية وأخري جانبية وأحياء للطبقات الراقية، وكان يقترح أيضاً نقل النوادي الرياضية من مكانها بالجزيرة في ذلك الوقت إلي منطقة الشارع علي أن يحول موقعها بالجزيرة إلي غابة عظيمة أو متنزة عام أسوة بعواصم أوروبا.

ويرجع أسم"حي المهندسين" نسبة إلي عمارات سكنية أقامتها نقابة المهندسين للعاملين بها.

كان أسم الشارع في القديم "بهلوي" ذلك لأن أرض الشارع كانت إحدى ساحات الصراعات والتغيرات السياسية التي وقعت في مصر وإيران قبل وبعد ثورة 1952 فاسم الشارع القديم أطلقة رجال العهد الملكى في مصر وهو "رضا خان بهلوي شاه إيران" في بداية خمسينيات القرن الماضي، ولكن بعد عام 1952 أطاح رجال الثورة المصرية باسم الشاه الإيراني من علي الشارع وأطلقوا عليه أسم "محمد مصدق" رئيس الوزراء وصاحب الإصلاحات الثورية في إيران خلال الخمسينيات.

"محمد مصدق" ولد عام 1880 لأب كان من من المرموقين بين موظفي الدولة الإيرانية، وحصل علي الدكتوراه في القانون من جامعة لوزان السويسرية، وعين رئيساً لحكومة مقاطعة فارس، ثم عين وزيراً للاقتصاد، ثم وزيراً للشئون الخارجية وعضواً للبرلمان الإيراني، وفي عام 1951 أجاز البرلمان الإيراني دعوة تأميم النفط فتضاعفت قوة " محمد مصدق" الأمر الذي أجبر شاه إيران تعيينه رئيساً للوزراء، إلا أن الصراعات علي إدارة الحكومة بين مصدق والشاه لم تنتهي حتي حاول الشاه إعفاء مصدق من العمل إلا أن خرجت الجماهير المؤيدة لمصدق إلي الشوارع مدافعة عنه ومطالبة بمغادرة الشاه نفسه من الأراضي الإيرانية، ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتي تدخلت الولايات المتحدة ونجحت في تنحي مصدق وإعادة الشاه إلي البلاد، وتم تقديم مصدق للمحكمة باعتباره خائناً وحكم علية بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الخيانة وبعد انتهاء المدة فرضت علية الإقامة الجبرية في منزله حتي مات عام 1967.