الطربوش كان زياً وطنياً ثم صار فلكلوراً شعبياً

منوعات

بوابة الفجر


اشتهر أفراد العائلات المصرية العريقة بارتداء الطربوش مثل عائلة سعد زغلول، طه حسين، ومصطفى لطفي المنفلوطي. 

يرجع البعض "الطربوش" إلى أيام الخلافة العثمانية، والبعض الآخر يرجعه إلي بدايات عصر "محمد علي باشا"، وكان الطربوش اساسياً في الزي المصري خصيصاً في المناسبات الرسمية، وهو مظهر من مظاهر الوقار، ويشير إلى ارتفاع المستوى المعيشي، مما جعله رمزًا للوجاهة الاجتماعية، بل إن البعض كان يعيب على الرجل خروجه من منزله دون وضع "الطربوش". 

اختفى الطربوش منذ ما يزيد على 60 عاما، ولم يبق له سوى صور ترافق الذكريات. وينتشر صانعوه في مناطق محددة، مثل: الحسين والصاغة وحارة اليهود. 

يصنع الطربوش من الورق المقوى والقماش الأحمر، وغالبا ما كانت تستورد خاماته من النمسا قبل ثورة يوليو 1952م، التي خاضت معارك ضارية للقضاء على ثقافة الطربوش الدالة على الملكية.

يتخذ الطربوش شكلًا مخروطيًا غير مكتمل، وتتدلى من الجانب الخلفي منه حزمة من الخيوط الحريرية السوداء، تعرف بالـ "زر"، وفي مصر نوعين من الطرابيش هما: الطربوش الأفندي، وطربوش العمامة الخاص بمشايخ وطلاب الأزهرالشريف، ويظل الطربوش معمراً مع صاحبه فوق الـ 15 عام . 

عدد قليل من الورش الصغيرة المتفرقة ومن الصناع هو كل ما تبقى من مهنة "الطرابيشي" التي كانت يوما ما هي أكثر الحرف اليدوية في مصر ازدهارا. 

الطربوش لنحو 150 عاما كان زيًا وطنيًا واجبًا على كل مصري ارتداؤه، ولكن على مدار الخمسين عاما الماضية أخذت مكانة تلك المهنة تتراجع وقل الطلب عليه، وكاد أن يتلاشى لولا أن الدراما التاريخية أعادت للمهنة بعض البريق والاهتمام.

ومن الجدير بالذكر أن مسلسلات مثل "الملك فاروق" و"حديث الصباح والمساء" و"أسمهان" و"إسماعيل ياسين" وغيرها أعادت للذكري مشهد "الطربوش" ولاسيما الجيل الذي لم يره قط، فساعدت على جذب البعض لارتدائه ولو على سبيل الفكاهة والمرح، وذلك من فرط تأثرهم بشخصيات الأعمال الدرامية، وخصيصاً أن ثمن الطربوش أصبح متناول الجميع.  

السياح الأجانب انتبهوا لأهمية الطربوش كتراث مصري عربي فباتوا يقدمون على شرائه كتذكار.

القرى السياحية بالساحل الشمالي وشرم الشيخ والغردقة والإسكندرية والمطاعم الشرقية داخل محيط القاهرة الفاطمية بشارع المعز، والغورية، والقلعة تحرص على أن يرتدي العاملون بها الطربوش كنوع من الأصالة والانسجام مع طبيعة هذه المنشآت وتصميماتها ومواقعها المتميزة بالقرب من المزارات السياحية والأمكنة التراثية خاصة بعدما انتبهوا إلى أن ارتداء الطربوش يُعد من المظاهرالمحببة لدي السائحين.