ترامب عازم على إنهاء "داعش" من الوجود

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، عرض على الرئيس، يوم الإثنين 27 فبراير، خطة أعدتها الوزارة لتكثيف محاربة تنظيم "داعش" ليس في سوريا والعراق فحسب وإنما في العالم بأسره.

وكان الرئيس الأمريكي قد وقع، يوم 28 يناير الماضي، أمرا يلزم الحكومة الأمريكية بوضع خطة في غضون 30 يوما للقضاء على تنظيم "داعش" المصنف إرهابيا على المستوى العالمي.

عن ذلك يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أمير الساعدي لوكالة "سبوتنيك" "لو استعرضنا ماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية على أرض الواقع منذ بدء حربها على الإرهاب القاعدي والداعشي في الشرق الأوسط أو حتى في عموم المناطق التي تنشط فيها تلك الجماعات المتطرفة، إن كانت قاعدية أو داعشية، وما حدث من قيام ترامب بتوجيه اللوم على سياسة أوباما التي لم تنجح في محاربة "داعش"، حيث قال ترامب من أنه مازال تنظيم "داعش" يتمتع بمصادر اقتصاد عالي كونه يسيطر على الكثير من الآبار النفطية والتي تورد له ما يحتاجه من تمويل حتى ينشط عملياته الإرهابية. أعتقد أن ترامب سوف يقوم بضرب تلك المنابع النفطية والمصافي حتى يقضي على القاعدة الاقتصادية للتنظيم في العراق وسوريا".

وأضاف الساعدي "إن الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه الولايات المتحدة والذي أشار إليه ترامب هو سيطرة "داعش" على منابع النفط. ومع قيام الرئيس الأمريكي الجديد بإسناد وزارة الدفاع إلى أحد الصقور، لكن من خلال الاطلاع على الخطة الموضوعة لانرى فيها معالجات حقيقية للإرهاب، ويبدو ذلك من خلال عدد الطلعات الأمريكية في العراق ضد تنظيم "داعش". الولايات المتحدة تتعكز اليوم على ترويج إعلامي  لترامب حتى ينجح في المائة يوم من الاختبار الأول ولتتطابق أفعاله مع ما أطلقه من وعود انتخابية وما يمكن أن يحققه في المائة يوم الأولى، وأنا أرى ما تم تقديمه من مقترحات من قبل البنتاجون وإن كانت فيها حزم من الإجراءات العسكرية والدبلوماسية إلا أني لا أتصور أن تلقى عملية إنفاذ سريعة  حتى تستطيع أن تقوم بالمعالجة،  كما أنه لا توجد معالجة حقيقية لدى الولايات المتحدة لتجفيف منابع الإرهاب على الرغم من معرفتها الجيدة بتلك المنابع ، فمازالت المافيا التي تقوم لتهريب الآثار والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وجميعها تمر عبر بوابة واحدة أو اثنتان ولدى تنظيم "داعش" حضور مافيوي مع طرف إقليمي قد تكون تركيا وقد يكون بعض الأحيان استغلال الأجواء الغير منتظمة بين الحكومة الاتحادية العراقية واقليم كوردستان لتمرير التهريب خارج الحدود وايضا تصب في الحدود التركية وفي كلا الحالتين فإنها تمر عبر دولة عضو في حلف الناتو، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون أكثر ضاغطة سياسيا إن أرادت أن تصحح التزامهما أمام المجتمع الدولي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن".

من جهته علق الدكتور هشام الهاشمي الخبير في شؤون الجماعات المسلحة على هذه الخطة لوكالة "سبوتنيك" قائلا " يمكن أن يكون القضاء على تنظيم "داعش" واقعيا إن كان المقصود القضاء عليه عسكريا او القضاء عليه اقتصاديا أو حتى على مستوى الإعلام الإلكتروني، لكن فكريا يحتاج إلى خطة شاملة ليس من ينفذها الولايات المتحدة، فهناك منظرين ودعاة وناشرين عبر منصات تنشر لهذا التنظيم المتطرف من عقائده  ومنهجه وفقهه، وهذا جميعها لم يسيطر عليها رغم تحالف الفيسبوك وتويتر واليوتيوب لاستهداف تلك المنشورات، لكن هذا الاستهداف ليس بدرجة كبيرة من الوعي".

أما المحلل السياسي نجم القصاب فقد قال عن هذا الموضوع لوكالة "سبوتنيك" " معروف تاريخيا أن أول من دعم وسهل التنظيمات المتطرفة هي الولايات المتحدة في العام 1979, واليوم تنظيم "داعش" فإن كل الاتهامات بما فيها اتهامات ترامب كانت موجهة لحكومة أوباما، في تسهيل دخوله وخروجه من دول أوروبية ومن الولايات المتحدة للمجيء الى سوريا والعراق".

وأضاف القصاب " التساؤلات المطروحة، من يتحمل كل تلك الدماء التي أريقت ولماذا هذا القرار الآن قد صدر من الطبقة السياسية الأمريكية، وعلى ما يبدو أن المسرحية ستنتهي في العراق وسوريا للقضاء على "داعش"، اذا هذا كله يتمثل بإرادات وأجندات ونفوذ ووجود دولي على حساب كرامة ودماء الشعوب العربية التي كانت وما زالت تعطي الضحايا ولا تدرك مدى الخطورة التي تتعرض لها، فمع الأسف الشديد أن الولايات المتحدة تصنع الإرهاب وتقضي عليه لتجعل منها ورقة ابتزاز لكل الحكومات ومنها حكومات الشرق الأوسط".