"اللي اختشوا ماتوا" حرقاً في حمام إينال ... (أصل الكلام)

منوعات

بوابة الفجر


حمام "السلطان الأشرف اينال" من الكنوز الأثريه التي تقع في شارع المعز بجانب المدرسه الكامليه بالجماليه وهو حمام شعبي أثري يرجع عمره إلى 700 عام مضت. 

يقول المؤرخ "بسام الشماع" أن الألسنة تناقلت واقعه شهيرة حدثت بهذا الحمام، فمستوقدات هذه الحمامات كانت تستعمل الأخشاب والنشارة والحطب لتسخين أرضية الحمام وتسخين المياه، حيث كانت تمر بالحوائط من خلال مواسير فخارية بغرفتي الحمام الساخنة والدافئة، وفي أحد الأيام المخصصة للنساء شب حريق بالحمام، وإشتعلت النيران بغرف الحمام وخاصة بغرفته الباردة أو "المسلخ" وبها غرف خشبية صغيرة لإستبدال الملابس، وانغلق الطريق للخروج فالغرفة الباردة يليها المدخل ثم الشارع. 

أصبح أمام النساء اللاتي أتين كي يستمتعن بحمام دافئ، وطاقم الحمام المكون من النساء فقط خياران، إما أن يبقين في الحمّام فيمتن حرقا وإما أن يخرجن عاريات إلى الشارع أمام العامة، وبالطبع منهن من ركضن خوفًا وهربًا من النار دون تفكير، ومنهن من لم يستطعن إرتداء كامل ملابسهن فقد بقين خشية العار وفضّلن الموت على الخروج عاريات. 

وبعد الحريق نجا من النساء من ركضت عاريه والبقيه ماتوا من حيائهم وخشيتهم التعري أمام المارة، وبسؤال الناس في ذلك الوقت عن عدم خروج بقية النساء قالوا "اللي اختشوا ماتوا"، ويضيف "الشماع" أن القصة غير موثقة ولم تنقلها الوثائق التاريخية وأنها منقولة مشافهة . 

حمام إينال من أهم تحف المعمار الإسلامي، وكلمة "إينال" هى كلمة جركسية "شركسية" من مقطعين و تعنى "شعاع القمر"، قام بتشيدة السلطان "أبو النصر إينال" أحد المماليك الجراكسة.

‏الحمامات العامة أُنشئت لتؤدى وظيفة إجتماعية، وليس مجرد الإستحمام، يقول د. مصطفي نجيب أستاذ الآثار بجامعة القاهرة "كانت الحمامات بمثابة النوادي الإجتماعية فهي تشبه إلي حد كبير مركز التجميل الحالية الملحق بها حمامات "الساونا"، وأصبح الذهاب للحمامات العامة من أهم العادات التى اعتادها المصريون والمصريات علي حد سواء .

ويُعد حمام إينال من أهم حمامات القاهرة المملوكية، يتميز بنظام إضاءة تُضفي علي المكان الراحة والهدوء، فالقباب التي يتكون منها سقف الحمام، تطل علي السماء من خلال نوافذ زجاجية ملونة صغيرة متجاورة مما يعطي الإضاءة الداخلة ألوان متعددة. 

ويقول د. نجيب أن "حمام إينال يتكون من أربعة مغاطس، ويوجد غرف خاصة لمن يريد عدم الاختلاط بالعامة" 
وللحمام واجهة واحدة تطل على شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو مدخل رئيسي ضيق منخفض ويليه ممر منكسر وذلك لتخفيف إندفاع الهواء بالحمام، وحتى لا يستطيع المارة في الشارع مشاهدة من بالداخل. 

يلي الممر قاعة استقبال مربعة أو "المسلخ" وهي لتبديل الملابس، ويلي المسلخ الغرفة الدافئة، وذلك حتي لا ينتقل "رواد الحمام" من الغرفة الباردة "المسلخ" إلي الغرفة الساخنة مباشرة، ويوجد بالغرفة الدافئة "مخدع" للاستراحة، ويعلوه قبة ذات زجاج ملون أيضاً، ثم يلي الغرفة الدافئة الغرفة الساخنة وبها المغطس الرئيسي ويتفرع منها أربع غرف صغيرة أخري بها بقية المغاطس.