فيصل زيدان يكتب: جهاد "حلال" .. وجهاد "حرام" .. وجهاد "جريشة" !!

الفجر الرياضي



لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .. انها الحرب .. هيا بنا نعد لهم ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل .. نرهب به اعداءنا اعداء الحق .. اهل الضلال والتضليل .. اقوام الطبل والتطبيل .. والرقص والتهليل .. بقدرة قادر حولنا الكورة لحرب .. والملعب لساحة قتال .. والتنافس من غالب ومغلوب .. لقاتل ومقتول .. قامت الدنيا وهاجت وماجت لخطأ تحكيمى وااارد وجداااا .. رغم انه واضح جدا .. مستفز جدا .. رخم جدا .. لكنه وارد .. وبيحصل .. وحصل .. وياما هيحصل .. لست هنا بصدد سرد وقائع باخطاء تحكيمية مشابهة بل واغرب واعجب واكثر وضوحا واستفزازا ورخامة .. لكنى فقط اضع اكبر علامة تعجب على منظومة كروية تعانى من شيزوفرينيا اقل ما تستدعيه ان يقوم كل مرضاها بزيارة فورية الى اقرب طبيب نفسى .. يمتطون الشزلونج .. ويفضفضون بكل مشاكلهم الخارجية .. وازماتهم الحياتية .. وعقدهم الزوجية .. التى تدفعهم " لاخراج " كل هذا الكبت بدعوى انها انفعالات لا يخرج نطاقها عن ساحتها الكروية .. جهاد جريشة ليس محور ازمة التحكيم – لانه افضل حكم فى مصر – لكنه حتما محور ازمة " اليومين دول " .. ولنا كل يومين ازمة .. جهاد الذى يلعنه اليوم الزملكاوية بتهمة " الفسوق التحكيمى " .. هو نفسه الذى لعنه الاهلوية وبنفس التهمة فى واقعة " المصافحة " الانتخابية الشهيرة .. جهاد الحلال .. فى نفس اللحظة وذاتها هو عندنا ايضا جهاد الحرام .. جهاد افضل حكم .. هو فى ذات التوقيت اسوأ حكم .. جهاد عفيف اليد .. هو فى نفس اللحظة ملوث الصافرة .. جهاد نقى الضمير .. هو فى ذات التوقيت استيك الذمة .. اخطأ جهاد خطأ كبيرا .. يستدعى الملامة والتعنيف .. لكنه لا يستحق الاشغال الشاقة ثم الشنق فى ميدان عام .. يستوجب خروجه وخروج لجنته باعتذار كبير للزمالك والزملكاوية .. لكنه لا يستدعى الرجم بدعوى الخيانة العظمى .. حتى لو كانت المباراة ببطولة .. حتى لو كان الظلم يساوى لقبا .. حتى لوكان الخطأ ينتهى الى حرمان من حق .. كلها امور يجب قبولها وتقبلها فى دنيا كرة القدم .. لانها ببساطة شديدة لعبة تجرى بقوانين مختلفة .. اساسها " يوم لك ويوم عليك " .. ضع انت ما شئت من قوانين لكرة القدم .. ستجدها تفرض عليك قوانينها الخاصة جدا .. ستجدها كعادتها .. لا تقبل ان تلعب بها .. دون ان تسبقك هى فتلعب بك .. كم من فريق تسيد الموقف ثم انهزم .. كم من مباراة انتهت لصالح فريق لم يقدم خلالها اى من فنون الكرة .. كم من بطل فاز بالصدفه .. كم من مهزوم كان الاحق بكونه بطلا .. كل ذلك يحدث وسيحدث بدون " جهاد " .. فعندما يحدث فى وجود " جهاد " فليس منطقيا ان نعلن عليه " الجهاد " و نحكم عليه بالوقوف فى مرمى السهام ثم يتفنن كل منا كيف ومتى واين سيوصب فيه سهمه .. اخطأ جهاد .. لكن قبل ان نشنقه .. فليفتش كل منا بداخله عن " سلامة " !!!!