تحديد هوية مهندس تفجيرات بروكسل وباريس

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يعكف المحققون في اعتداءات باريس وبروكسل الإرهابية على فك خيوط شبكة التنظيم الخيط تلو الآخر. ويبدو أنهم لم يتمكنوا بعد من فك كافة العقد.

وكشفت مصادر أمنية في مطلع الأسبوع عن أن التحقيقات الجارية مكنت من تحديد هوية مهندس المفخخات التي استخدمت في الاعتداءات، وهو أحمد الخالد، حيث يشتبه في أنه غادر أوروبا عائداً إلى سوريا بعد تفجيرات باريس في 13 نوفمبر2016. 

وقد يكون الوحيد أو ضمن أقلية المتشبه فيهم، الذين لم تتمكن أجهزة الأمن بعد من الوصول إليهم واعتقالهم.

ويحمل أحمد هوية سورية، وهو من مواليد 1 يناير1992 في حلب. 

واستخدم أيضاً هويات مزورة باسم ياسين نوري من مواليد 18 أغسطس1993 في بروكسل، وكذلك باسم محمد نوار محمد الخالد المولود في 21 يوليو 1992 في بغداد.

وأحمد الخالد هو واحد من العناصر الذين دسهم تنظيم "داعش" في أمواج اللاجئين في خريف العام 2015 والذين شقوا طرقات البلقان إلى أوروبا، من أجل ارتكاب عمليات إرهابية .

تحركات أحمد الخالد
وذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية، استناداً إلى مصادر أمنية، أن أحمد الخالد غادر أوروبا مباشرة فور اعتداءات باريس، وقد يكون وصل إلى سوريا في 16 نوفمبر 2016، أي بعد ثلاثة أيام عن تنفيذ العمليات الإرهابية.

ونسبت صحيفة "لا درنيير هو" و"لا ليبر بلجيكا"، في عدد الثلاثاء، إلى أحمد الخالد "توليه الدور الرئيسي في صنع المفخخات، حيث عثر المحققون على أثر بصماته في الحزام الناسف الذي فجره إبراهيم عبدالسلام في مقهى "كونتوار دي فولتير" في باريس، وأيضاً في حزام لم ينفجر منسوب إلى شقيق إبراهيم، صلاح عبدالسلام.

وقد يكون الأخير عدل عن تفجير الحزام ورماه في حاوية نفايات في مونتبورغ في باريس.

وأبلغ المتهم في تفجيرات بروكسل أسامة كريم، سويدي من أصل سوري، المحققين عن دور وهوية أحمد الخالد الحقيقية.

تقنيات صنع المتفجرات
ويقبع أسامة كريم في السجن في بلجيكا منذ اعتقاله في 8 أبريل2016 على خلفية تهم مشاركته في تفجيرات مترو "مالبيك" ونشاطات منظمة إرهابية. 

وتذكر الصحيفتان أن أحمد الخالد ظل يتواصل، بعد عودته إلى سوريا، مع الانتحاريين والمتهمين في تفجيرات بروكسل "وزود نجيم العشراوي أحد انتحاريي مطار بروكسل بتقنيات صنع المفخخات".

وتفيد المعلومات التي تم الكشف عنها في جهاز الحاسوب المنسوب إلى الانتحاريين، والذي عثر عليه المحققون، فور اعتداءات يوم الثلاثاء الأسود 22 مارس2016، في حاوية نفايات قرب البناية التي انطلق منها الانتحاريون في ضاحية "سكاربيك"، أن الانتحاريين في بروكسل بحثوا تفاصيل تقنية مع شخصين في سوريا، أحدهما أبو أحمد، وهو واحد من مسؤولي التنظيم في الرقة، والثاني يدعى محمود وقد يكون الأخير أحمد الخالد.

ويسأل نجيم العشراوي صديقه محمود عن نسبة المخلوط المتفجر، ونظام التفجير عن بعد. كما يطلب نجيم من محاوره اختبار التفجير في خط حديدي في الرقة.

ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية، استناداً إلى إحدى محاضر المحادثات، أن نجيم يسأل محمود قائلاً: ما هي نسبة مادة "نيتروغليكول" أو "نيتروغليسيرين"، وهل يمكن الحصول عليها من مادة حامض (محدد) وبنسبة 60% دون تنقيتها..؟" وتعود دوافع استفسارات نجيم إلى احتمال اصطدامه بصعوبات التزود بالمواد اللازمة في صنع المتفجرات. لذلك فهو يسأل عن نسبة تركز ونقاء الحامض.

التنقل داخل أوروبا
ودخل أحمد الخالد إلى أوروبا عن طريق جزيرة ليروس اليونانية في 20 سبتمبر 2015. 

وتولى صلاح عبدالسلام نقل أحمد الخالد وسفيان عياري من اولم في جنوب ألمانيا إلى بروكسل ليل 2-3 أكتوبر 2015. 

وتعد الرحلة الرابعة التي قام بها صلاح عبدالسلام من بلجيكا إلى النمسا والمجر وألمانيا من أجل نقل الدواعش الذين سينفذون اعتداءات باريس وبروكسل. واعتقل صلاح عبدالسلام وسفيان عياري في ضاحية مولنبيك في 18 مارس 2016، أي قبل 4 أيام من تفجيرات بروكسل.

وزوَّد التنظيم في بروكسل أحمد الخالد بهوية بلجيكية باسم ياسين نور ويعتقدُ أنه أشرف على عمليات التحضير لاعتداءات باريس. وعثر المحققون على أثر بصماته في اثنتين من البيوت التي أقام فيها #الانتحاريون في بلجيكا قبل التحول إلى باريس وتنفيذ خطة الاعتداءات.

ومع انتهاء التحضير للعمليات، يشتبه في أن أحمد الخالد غادر بلجيكا إلى المجر، حيث أوقفته الشرطة المجرية على متن القطار الذي يربط بين فيينا وبلغراد. 

ونسبت وسائل إعلام بلجيكية إلى المشتبه به التصريح للشرطة المجرية أنه "لجأ إلى أوروبا لكنه مضطر للعودة إلى تركيا من أجل زيارة جدته المريضة".

واعتقلت الشرطة المجرية أحمد الخالد في #مركز_للاجئين مغلق حتى يوم 9 نوفمبر، حيث تم نقله ثانية إلى مركز بيشك، وهو مركز مفتوح يسمح فيه للاجئين بالخروج في النهار. وفي اليوم نفسه، اختفى أحمد خالد، ورصدت الشرطة في 16 نوفمبر حيث سافر من مطار فيينا إلى اسطنبول.

وهناك اختفى أثره ولا يستبعد أن يكون قد عاد إلى حضن التنظيم في الرقة في سوريا، حيث كان، في حينه، كل من وزير إعلام "داعش" مسؤول العمليات الخارجية أبو محمد العدناني، وكذلك المسؤول عن العمليات في أوروبا أبوبكر الحكيم يمارسان دورهما في التخطيط للعمليات في أوروبا. وقتل العدناني في أغسطس 2016 وأبو بكر في نوفمبر2016، بصاروخ أطلقته طائرة من دون طيار أميركية.