تحالفات «الأغا» و«مستر مارلبورو».. تعلن عودة «القاعدة»

العدد الأسبوعي

تحالف الجماعات المسلحة
تحالف الجماعات المسلحة فى الصومال


قياداتها المصرية «التاريخية» ترث داعش فى سوريا

عادت القاعدة إلى واجهة المشهد الإرهابى العالمى من جديد.. وبقوة، وكالعادة تنتهى الخيوط «الأهم» فى اللعبة لدى القيادات المصرية التاريخية فى الكواليس.!

على مدار الساعات الماضية تناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، ما أعلنته أربعة من أخطر الجماعات الإرهابية العابرة للحدود فى إفريقيا، وتحديداً فى شمال إفريقيا ومنطقة الساحل (الجزائر ومالى وموريتانيا)، عن اندماجها فى تنظيم إرهابى واحد، تحت اسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين».

يقود التنظيم الجديد، المالى «إياد آغ غالي»، حيث قدم بيعته العلنية لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، مشيدًا بمؤسسها وزعيمها السابق أسامة بن لادن، وذلك عبر نافذة إعلامية باسم «الزلاقة».

خطوة الاندماج الكامل بين التنظيمات الإرهابية الأربعة، سبقتها طوال الفترة الماضية تنسيق متبادل وتحالف بين تلك التنظيمات، والمتمثلة فى «المرابطون» بزعامة الجزائرى مختار بلمختار «مستر مارلبورو» و«جماعة أنصار الدين» بزعامة «آغ أغا»، وأيضاً «إمارة منطقة الصحراء» بزعامة يحيى أبوهمام، و«كتائب ماسينا» بزعامة محمدو كوفا.

وهى النقلة النوعية التى تنذر بتصاعد الهجمات خلال الفترة المقبلة على دول الساحل الإفريقى، وبتكرار حدوث التفجيرات أو عمليات خطف للرهائن من جانب التنظيم الجديد الذى سيسعى قطعاً لإثبات وجوده دولياً، خاصة فى ظل ضعف تنظيم «الدولة الإسلامية/داعش» وبالتالى غالبية فروعه فى إفريقيا.

مايحدث ينذر أيضاً بعودة قوية لتنظيم القاعدة فى تلك المنطقة، تحت قيادة ميدانية أشد شراسة من قياداته المؤسسة نفسها، فى نفس التوقيت الذى تتمتع فيه تلك التنظيمات أيضاً بعلاقات شديدة القوة مع القبائل المحلية مثل (قبائل البرابيش، وقبائل الفولانى،وقبائل العرب، والطوارق فى أقليم أزواد) حيث ينتمى إليها قيادات تلك التنظيمات «المندمجة» وأعضاؤها، الأمر الذى وفر لها حاضنة اجتماعية مثالية، شكلت دورها عاملاً حاسماً كفل لها الاستمرارية ومواجهة التحديات خلال الفترة الماضية.

وبينما تتركز الحرب ضد الإرهاب منذ عام وأكثر، ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ومعاقله التى تتهاوى تباعاً الآن، تتزايد، وفى نفس التوقيت أيضاً، الدلائل التى تشير إلى عملية صعود جديد لتنظيم «القاعدة» العجوز الذى عانى من الضعف، ثم بدأ - على مايبدو- الآن فى ترتيب بيته من الداخل، وتدعيم فروعه التاريخية، ومناطق نفوذه الجديدة أيضاً.

الاندماج الإفريقى الأخير، لم يكن الأول من نوعه أيضاً بين التنظيمات التابعة للقاعدة، ولكن سبقه قبل فترة وجيزة، الإعلان عما يعرف الآن بـ«هيئة تحرير الشام» التى تتبع بدورها تنظيم «القاعدة» أيضاً، وذلك بعدما نجحت «جبهة فتح الشام» - النصرة سابقاً - فى ضم 4 تنظيمات مسلحة أخرى فى سوريا هى حركة نور الدين الزنكى وجيش السنة وجبهة أنصار الدين ولواء الحق، إضافة إلى الجناح المتشدد من جبهة «أحرار الشام» الذى انشق عنها، حيث قامت تلك التنظيمات بحل نفسها والاندماج جميعا فى كيان جديد، يتزعمه أبوجابر هاشم الشيخ قائداً عاماً، وأبومحمد الجولانى مسئولاً عسكرياً.

وهو الكيان الجديد الذى أصبح يشار إليه الآن بأنه «دولة القاعدة» فى شمال سوريا، حيث النفوذ الواسع والأراضى التى تقع تحت سيطرة تلك التنظيمات.

فى نفس التوقيت الذى تتوالى فيه الغارات الأمريكية «الانتقائية» بواسطة الطائرات بدون طيار، التى تصطاد قيادات الـ»صف الأول»، المصرية شديدة الخطورة من نجوم «الرعيل الأول» فى تنظيم القاعدة «الأم»، والذين يتواجدون بشكل سرى فى سوريا، ويقومون بمهام غامضة لصالح التنظيم هناك، وذلك فى سبيل الحيلولة دون إتمام تلك المهام، وإيقاف تحركاتهم الغامضة بين التنظيمات الإرهابية هناك.

آخر هؤلاء هو قيادى تنظيم القاعدة التاريخى، أبوالخير المصرى المعروف بعبدالله عبدالرحمن وأحمد حسن أبوالخير، وهو صهر زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، ونائب الزعيم الحالى أيمن الظواهرى وخليفته المرتقب، وأيضاً الرجل الثانى فى التنظيم، وذلك قبل أن يلقى مصرعه - قبل أيام فقط - بغارة أمريكية استهدفته فى إدلب بسوريا التى اتجه إليها فى أعقاب الإفراج عنه من إيران فى 2015.

سبق أبو الخير المصرى أيضاً فى نفس المصير على الأراضى السورية، قيادى تنظيم القاعدة، وقائد الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية سابقاً أيضا، رفاعى طه (أبوياسر) الذى لقى مصرعه بضربة جوية من طائرة دون طيار استهدفت سيارته فى إدلب أيضا، وقد تم الإعلان عن أنه كان يقوم بدور الوساطة بين التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة هناك، فى سبيل التمهيد لخطوة «الاندماج» التى تمت بالفعل بعد ذلك.

إضافةً إلى مسئول تنظيم الجهاد السابق فى أذربيجان، أحمد سلامة مبروك (أبوالفرج المصرى) الذى لقى مصرعه أغسطس الماضى أيضا، بعد أن ظهر فى فيديو لـ»جبهة النصرة» وتردد أنه فى ذلك الوقت أنه كان يشغل منصب قيادى مهم بالجماعة، كما كان أحد الشرعيين البارزين فيها.

الضربات الأمريكية المتلاحقة فى اليمن مؤخراً، هى أيضاً محاولات لإضعاف أحد أقوى فروع التنظيم «القاعدة فى شبه جزيرة العرب»، يتم شنها على أمل تحجيم التنظيم والحد من نفوذه، فيما تؤكد التسريبات على تحالف غير معلن بين «القاعدة فى اليمن» وبين ميليشيات الرئيس اليمنى السابق على عبدلله صالح.

بالتوازى، يظهر تنظيم القاعدة أيضا، كلاعب بارز ومؤثر فى إطار الصراع الدائر فى منطقة الهلال النفطى فى الأراضى الليبية، حيث أعلنت الجماعات المرتبطة بالقاعدة دعمها الكامل لـ»ميليشيا سرايا الدفاع عن بنى غازى» المتصارعة مع الجيش الليبى. من ناحية أخرى، توجد علاقة وثيقة أيضا بين تنظيمات القاعدة فى ليبيا، وبين التنظيمات الإفريقية التى بايعت الظواهرى مؤخرا، فتمدها بالمال والسلاح، كما ثبت كذلك ضلوع تلك التنظيمات فى تهريب السلاح للخلايا الإرهابية داخل مصرأيضا، وذلك وفقاً لاعترافات محمد جمال «أبوأحمد» أحد المتهمين فى قضية خلية مدينة نصر، ثم فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى، بأنهم حصلوا على أسلحة وصواريخ وأموال من الميليشيات الجهادية فى شمال مالى.