"ترامب" يضرب بقرارات "أوباما" عرض الحائط.. وخبير يكشف خبايا سياسة التغيير الأمريكية

تقارير وحوارات

الرئيس الأمريكي-
الرئيس الأمريكي- دونالد ترامب



منذ أن ترشح الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، للانتخابات الأمريكية، وهو دائمًا ما يحث على سعيه لتغيير سياسات الرئيس السابق باراك أوباما، وبالفعل كان لإلغاء قرارات أوباما، النصيب الأكبر من اهتمامات ترامب، حيث كان آخرها عملية تطهير في وزارة العدل، بإقالة 46 مدعيًا عامًا فيدراليًا، وبدوره كشف خبير العلاقات الخارجية، سعي ترامب لاتخاذ سياسات مغايرة لسياسات أوباما من أجل صناعة أصدقاء في الداخل والخارج، على عكس سابقه.
 
إقالة 46 مدعيًا عامًا فدراليًا
هذا وأجرت إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب عملية تطهير في وزارة العدل، بطلبها من 46 مدعيًا عامًا فدراليًا عيّنهم سلفه الديموقراطي باراك أوباما تقديم استقالاتهم.

حيث تجرى العادة، أنه في الولايات المتحدة عادة ما يطلب الرؤساء الجدد من موظفين في وكالات فدرالية معيّنين بموجب قرارات أصدرها أسلافهم تقديم استقالاتهم كي يتسنى لهم تعيين أشخاص موالين لهم في هذه المناصب، ولكن ما ليس عاديًا هو إقالة هذا العدد الكبير من المدعين العامين مرة واحدة.
 
إلغاء قرار أوباما للسجون الخاصة
وفي 24 فبراير، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن ترامب ألغى إجراءات أساسية اتخذتها إدارة باراك أوباما للحد من سجن المحكومين الفدراليين في سجون خاصة.
 
وأكد وزير العدل الجديد المحافظ جيف سيشنز، في رسالة وجهها إلى رئيس إدارة السجون إلغاء أمر صدر في 2016، عن الحكومة السابقة ويحمل عنوان "تقليص استخدام السجون الخاصة".

وكانت إدارة أوباما قد قررت الاستغناء تدريجيًا عن استخدام تلك السجون بسبب نقص في إجراءات السلامة وأعمال العنف وعدم توفير فرص كافية للإدماج.
 
إلغاء قرار أوباما بشأن المراحيض
وفي 25 فبراير، ألغى ترامب، قرار للرئيس السابق، أوباما، يخص المراحيض، حيث كان يسمح للطلبة المتحولين جنسيًا، باستخدام المراحيض في المؤسسات التعليمية بحسب اختيارهم.

 وكان قرار أوباما، مخصصًا لأولئك الناس، الذين يختلف مستوى إداركهم لجنسهم سواء ذكر أو أنثى، ويمنحهم الحق باستخدام مراحيض الجنس الآخر إذا ما كان يشعر على المستوى النفسي بأنه ينتمي لهذا الجنس، أي أنه ليس بالضرورة أن يغير جنسه حتى يتمكن من دخول مراحيض الجنس الآخر.
 
وواجه البيت الأبيض حملة انتقادات واسعة النطاق، عقب إصدار هذا البيان، وتجميد قرار أوباما، ووصف بعض المنتقدين للرئيس الأمريكي الجديد بأنه سعى لإرضاء المحافظين، خاصة وأن توقيت تجميد القرار كان قبل أيام قليلة من المؤتمر السنوي للمحافظين الأمريكيين، الذي استغله ترامب لحشد التأييد له.
 
إلغاء قانون "أوباما كير"
وفي 23 يناير، وقّع ترامب، مرسومًا تنفيذيًا يتعلق بإلغاء قانون "الرعاية الصحية بأسعار معقولة" المعروف لدى الرأي العام في الولايات المتحدة باسم "أوباما كير"، وذلك في أولى خطواته بالبيت الأبيض عقب تنصيبه رسميًا.

وقال البيت الأبيض، إن المرسوم الذي وقعه ترامب بشأن قانون "أوباما كير" يهدف لاتخاذ تدابير من شأنها التخفيف من الأعباء الاقتصادية على المواطنين.

وقدّم الحزب الجمهوري، أكثر من 60 مشروع قانون، بهدف إلغاء "أوباما كير" معتبرًا أن جعل التأمين الصحي إجباريًا يتعارض مع الحريات الفردية، وينتهك الدستور الأمريكي.
 
إلغاء اتفاقية تجارية تجمع 12 دولة
وفي 23 يناير، وقع ترامب، أمرًا تنفيذيًا تنسحب الولايات المتحدة بموجبه رسميًا من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ "TPP"، التي تجمع 12 دولة.


وتعتبر اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ "TPP" أكبر اتفاق تجاري عالمي في الـ 20 عاما الماضية، وتضم كل من أستراليا، وبروناي، وكندا، وتشيلي، واليابان، وماليزيا، والمكسيك، ونيوزيلندا، والبيرو، وسنغافورة، والولايات المتحدة، وفيتنام.

وتقتضي الاتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة واسعة بين 12 دولة، وبادرت إليها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما. وجرى توقيع الاتفاقية في فبراير الماضي.
ووصف ترامب قرار الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ بأنه "شيء عظيم للعامل الأمريكي".
 
إلغاء قواعد متعلقة بالخصوصية على الإنترنت
كما يسعى جمهوريون في الكونجرس الأمريكي، لإلغاء قواعد كانت تبنتها إدارة أوباما في أكتوبر 2016، وهو ما قد يخضع شركات الإنترنت لمزيد من التدقيق مقارنة بالمواقع الإلكترونية بهدف حماية البيانات الخاصة للعملاء.
 
وقدم السناتور جيف فليك عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، قرارًا دعمه 34 سناتورا آخرين لإلغاء القواعد وفقًا لبند يتيح للكونجرس إلغاء قواعد اتحادية تمت الموافقة عليها في الآونة الأخيرة.
وقبل أيام علقت لجنة الاتصالات الاتحادية بصورة مؤقتة تنفيذ بعض القواعد مما مثل انتصارًا لشركات الإنترنت في حين عارض هذا الإجراء أنصار حماية المستهلك.
 
"اللاوندي": ترامب يسعى لصناعة أصدقاء لا أعداء
وبدوره، كشف الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن اتجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتغيير سياسات وقرارات الرئيس السابق باراك أوباما، ترجع إلى أن ترامب يمثل الحزب الجمهوري، على عكس أوباما الذي يمثل الحزب الديمقراطي، لذلك السياسات مختلفة تمامًا.

وأضاف اللاوندي، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن ترامب ينفذ ما وعد به في حملته الانتخابية أثناء ترشحه لرئاسة أمريكا، متابعًا ترامب يسعى لعمل سياسة خارجية أمريكية مغايرة لزمن أوباما.

وأوضح خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن كافة القرارات التي ألغاها ترامب لسابقه أوباما تعبر عن أنه يريد أن يكون إنسانًا مغايرًا.

ولفت اللاوندي، إلى أن قرارات ترامب الخارجية والداخلية تنم عن أنه يصنع من الدول الخارجية أصدقاء لا أعداء، كما فعل أوباما مع موسكو والصين وغيرها.