53 عامًا على ذكرى رحيل عدو المرأة وحبيب الفقراء «العقاد»

منوعات

بوابة الفجر


«لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني»... أنه أديب الفقراء والبسطاء، من أشهر الأدباء في الوطن العربي أشتهر ببساطة الألفاظ والسهولة في المعاني، عُرف بعدم التأثير بأي أتجاه وإيمانه بحرية النقدالأدبي، لديه الكثير من الكتب يتحدث عن الديمقراطية.

المفكر والأديب والصحفي الكبير «عباس محمود العقاد» لم يكمل تعليمه ولكنها يُعد من العباقرة في مجال الأدب والكتابة والشعر، حبه الوحيد لم يُكمل أيضًا، عمل بوظائف كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف، لكنه كان لم يحب الأعمال الروتنية، وكان كثير الإطلاع بالكتب والقراءة وكان يقضي أوقات كثيرة بالقراءة الكتب، ولديه ثقافة كبيرة في مختلف المجالات  فعمل بالصحافة.

نشأته وتعليمه:
ولد عباس محمود العقاد يوم 9 يونيو عام 1889م، بصعيد مصر في محافظة أسوان ، من أسرة متوسطة كان والده يعمل موظفًا في إدارة المحفوظات،  في سن السادسة من عمره التحق بالكُتاب لتعلم القرآن الكريم،  ثم التحق بالمدرسة الابتدائية وأنهي المرحلة الابتدائية ولم يُكمل تعليمه، بسبب ظروف أسرته المادية.
كان العقاد محبًا للثقافة والقراءة فاستطاع أن يتعلم العلوم العربية، واستطاع أيضًا أن يتعلم العلوم الغربية وتعلم اللغة الإنجليزية بإتقان عن طريق التحدث مع السائحون الوافدون بمحافظة أسوان والأقصر.

حياته العملية:
توفى والده عام سنة 1907م،  فانتقل العقاد إلى القاهرة، وبدأت رحلة الراحل الكبير في مجال الصحافة، فعمل مع محمد فريد وجدي في جريدة الدستور اليومية، فتحمل أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير، فلم يكن معهما أحد يساعدهما في التحرير، فتوقفت الجريدة، وعمل العقاد على تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف، وبدأت في العمل بمجال السياسية؛ لأنه الجريد كانت تؤيد الخديو عباس حلمي.

وفي عام 1917 عاد العقاد مرة أخري للعمل بالصحافة في جريد الأهالي ، وكانت تصدر بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام عام 1919م.

وشارك العقاد بالحركة الوطنية التي ظهرت عقب ثورة 1919، وبدأ في الكتابة عن الحريات والدفاع عن الأستقلال، ودافع عن حزب الوفد ضد الأحزاب الأخرى وأصبح الكاتب الأول للحزب، وكما دافع عن سعد زغلول باشا أمام منتقديه حول المفاوضاته مع الإنجليز.

حياته السياسية:
انتخب العقاد عضوًا بمجلس الشعب، ووقف أمام الملك فؤاد؛ لأنه كان يريد إسقاط مواد بالدستور تنص على: أن الأمة مصدر السلطات، وأن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، فبدأ في معارضة الملك قائلًا: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه"، شجاعته أودعته بالسحن لمدة تسعة أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية.

علاقته بالنساء:
عُرف العقاد بموقفه تجاه المرأة وعداوته لها، وقد لُقب بـ"عدو المرأة"، وظهرت هذا خلال كتابته وقد هاجم المرأة في كثيرًا من الندوات والكتب، ، وقد ظل دون زواج حتى موته، وقد وصف المرأة بأبشع الصفات من خلال كتاب "هذه الشجرة" يقول إن الإغراء والإغواء خصلتان من خصال الأنوثة، ويؤكد أن المرأة تتظاهر بغير ما تخفيه، لكنه اعترف بدور المرأة في الحياة والأستقلال، والمساواة بينها وبين الرجل.

أحب العقاد كثيرًا من النساء من بينهم الأديبة اللبنانية  مي زيادة، وقد كتب الكثير من الرسائل إليها وعلى سبيل المثال رسالة تقول " لا ينقصني من رؤيتك شيء... فإني أراك في غدوك ورواحك".

كتبت مي في رسالة للعقاد قائلة: "لا تحسب أنني اتهمك بالغيرة من جبران فإنه لم يرني ولعلّه لن يراني ولكن طبيعة الأنثى يلذ لها أن يتغاير فيها الرجال".

لم يكن العقاد هو الكاتب الوحيد الذي أحب "مي"، ولكن قد أغرم بها الكثير من الأدباء مثل أحمد لطفي السيد ومصطفى لطفي المنفلوطي، ولكنها لم تُبادل أي منهم نفس الشعور، وسظل أمر العقاد مختلفًا عن هؤلاء الأدباء، فكانت مي تبادله الكثير من الرئاسل، وقد ذكر العقاد في قصة "سارة" علاقته بمي.
قال الكاتب محفوظ عبدالرحمن، أن حياة العقاد كانت مغلقة، وفيها الكثير من الغموض، مؤكدًا أنه أنكر في أحدى ندواته علاقاته بالأديبة مي زيادة.

وأضاف "عبدالرحمن" أن العقاد كان يهاجم المرأة دائمًا بالصالونات الثقافية التي كانت تُعقد بمنزله، ولم تُكمل أي علاقة مع أي أمرأة إلى النهائية.

وأكد أن الأديبة مي زيادة كانت احبت الكتاب الكبير جبران خليل جبران، وكانت تتبادل الرسائل معه، ولكن لم تراه أبدًا.

"عشت يا مي اجرًا أو عطوفا.. أنتِ مرموقة على الحالتين
عذبيني أعرف مكانك عندي .. وألذ العذاب لو فيه حيني
وأُهن فيك كبرياء عزيز .. لم يكن قبل أن يراك بهين!"
هذه الأبيات من الشعر لم يُنشر إلا عقب وفاة العقاد، أثبت من خلالها حبه الشديد للأديبة اللبنانية مي زيادة، وتظل علاقاته بالأديبة حائرة وغامضة إلى الآن.

مؤلفاته:
عقب خروج العقاد من السجن انسحب من العمل السياسي، وبدأ في العمل بمجال التأليف، لم ينقطع اتصاله بمجال الصحافة ولكن ظل يُكتب مقالات، كما شارك العقاد في تحرير الكثير من الصحف على رأسهم: " روزاليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر".
كتب العقاد الكثير من الكتب في موضوعات مختلفة، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع تحت عنوان "مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون، وساعات بين الكتب، وعقائد المفكرين في القرن العشرين، وجحا الضاحك المضحكوالفصول، واليد القوية في مصر".
فكتب أيضًا في النقد أشهرهذه الكتب "الديوان في النقد والأدب،  وابن الرومي حياته من شعره".
فكتب أيضًا في مجال السياسة مثل: "الحكم المطلق في القرن العشرين،  وهتلر في الميزان، وأفيون الشعوب، الشيوعية والإسلام، والنازية والأديان، ولا شيوعية ولا استعمار.
وأسهم العقاد في ترجمة الكثير من الكتب مثل : " عرائس وشياطين، وألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي".

كتب العقاد الكثير من الكتب الإسلامية مثل: "عبقرية محمد، ثم توالت سلسلة تضم الكثير من العباقرة  من الصحابة مثل عبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعبقرية علي، وعبقرية خالد، وداعي السماء بلال، وذو النورين عثمان، والصديقة بنت الصديق، وأبو الشهداء وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وفاطمة الزهراء والفاطميون".

وفاته:
توفي العقاد في عام 1964 م ، عن عمر يناهز أربعة وسبعين عامًا.