كريم كمال يكتب : البابا شنودة عاشق الوطن

ركن القراء

كريم كمال
كريم كمال


اشكركم جميعا يا اخوتي واحبائي ... ولست الان انا موجودا معكم ... انتم في قلبي في استمرار ... لقد عشت زماني كله في قلوبكم و مازلت اعيش ...  اخذتكم في قلبي وفي فكري انتم وآلامكم ومشاكلكم اعرضها علي الله ... من اجلكم انا هنا و من اجلكم اذهب الي هناك .


كلمات قالها الراحل العظيم قداسة البابا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاقباط القبطية الارثوذكسية والذي تحل ذكري رحيله الخامسة يوم 17 مارس حيث رحل عن علمنا يوم 17 مارس من عام 2012م وان كان رحل بالجسد ولكن قداسته موجود معنا لاننا كما كنا في قلبه وفي باستمرار هوايضا يسكن قلوبنا وافكارنا بأعمال خالده سطرها رجل كتب التاريخ قبل ان يكتب التاريخ عنه ليس علي المستوي الكنسي فقط ولكن علي المستوي الوطني والعربي والعالمي فقد كان قداسته من صناع الفكر ومن اصحاب الحضور القوي والكاريزما التي تستطيع التأثير في ملايين الناس حينما ينطق ولو بكلمات بسيطة .


بكل تاكيد الحديث عن البابا شنوده يحتاج الي مجلدات وليست بضعه سطور قليلة لان الراحل العظيم كان واعظ وخطيب مفوه وشاعر وكاتب ورجل سلام ومحبة ووطني من طراز رفيع عاشق للوطن بالافعال وليس بالاقوال حيث ترجم حبه الي وطنة الذي قال عنة انة وطن يعش فينا وليس وطن نعيش فية الي واقع معاش بدأ مع تولي قداسته المسؤلية في الكنيسة القبطية في 14 نوفمبر عام 1971م حيث سجل سابقة تاريخة في تاريخ باباوات الكنيسة القبطية بذهابة الي جبهة الحرب قبل واثناء وبعد حرب 6 اكتوبر المجيده عام 1973م لمؤازرة الجنود ليكتب قداسته بذهابة الي جبهة الحرب تاريخ جديد مشرف لوطنية الكنيسة القبطية الارثوذكسية يؤكد فيه ان دور رجل الدين الوطني لا يقل اهمية عن دورة الديني .


وتمر الاعوام ليسجل قداسة البابا شنوده الثالث موقف اخر يؤكد من خلالة انه صاحب مدرسة وطنية برفضه الذهاب الي القدس مع الرئيس الراحل محمد انور السادات ورفضه لذهاب الاقباط للقدس الا بعد تحريرها من الاحتلال وذهاب المسلمين والمسيحيين معا وهو موقف نابع عن ايمان عميق بالقضية الفلسطينية وبواقع المنطقة العربية وهو الموقف الذي سجله التاريخ بحروف من نور ليس لقداسته فقد ولكن للكنيسة القبطية الارثوذكسية التي لم تنفصل في عهد قداسته عن القضايا الوطنية للوطن وللمنطقة العربية .


ايضا تعامل قداسته مع الاحداث الطائفية المريرة التي حدثت خلال اربعة عقود تؤكد ايمانه العميق بان الوطن غالي فوق الطوائف حيث كان دائما يعلي مصلحة الوطن في جميع الاحداث دون تفريط في حق الابناء فقد كان الاسد المرقسي كما اطلق علية الشعب رجل حكيم يدافع عن ابنائه من خلال دفاعة عن الوطن في العديد من الاحداث الاليمة التي حدثت ومنها احداث الزاوية الحمراء في سبعينات القرن الماضي واحداث الكشح الاولي والثانية وحادث كنيسة القديسين وغيرها من الاحداث الطائفية التي حاول خلالها الارهاببيين والمتطرفين احداث شرخ في جدار الوطن ولكنهم فشلو فشل زريع لوجود رجل حكيم وطني مثل البابا شنوده علي راس الكنيسة المصرية والذي كان يؤمن ايمان عميق بأن اذا صمت تحدث الله ولان ننسي كلمته المؤثرة بعد احداث كنيسة القديسين بالاسكندرية التي قال فيها ربنا يصبر يصبر لكن لو غضب غضبه بيكون مخيف... مخيف هو الوقع في يد الله الحي وهي كلمات اراد بها قداسته ان يرسل رساله بأن الارهاب لن ينجع في تقسم الوطن وارهاب شعب يؤمن انه في حماية الله الحي وايضا رساله تؤكد ايمانه العميق في حمايه الله للشعب وعدم التفريط حقوقه .


ايضا لم يقتصر دور قداسة البابا شنوده علي المستوي المحلي فقد كان من القادة المؤثرين علي المستوي العالمي من خلال رئاسة مجلس الكنائس العالمي ومجلس كمائس الشرق الاوسط عدد من الدورات بجانب قيامة بتحويل الكنيسة القبطية من كنيسة محلية الي كنيسة عالمية واسعة الانتشار في اوروبا واسيا وافريقيا والولايات المتحدة الامريكية وامريكا الجنوبية واسترليا حيث كان دائما يحمل في زيارتة الرعوية الي خارج رساله الي قادة العالم الذين كان يتسابقون الي استقابلة بان الوطن خط احمر والتدخل الخارجي في الشأن المصري مرفوض رفض تام وايضا تأكيده المستمر بان مشاكل الاقباط تحل داخل الوطن وهي رسائل كانت كافية خلال اربعة عقود في احباط العديد من المؤامرات للتدخل في الشأن المصري .

بابا الوطنية المصرية وقديس العصر وبابا العرب وذهبي الفم الجديد وعاشق الوطن القاب اطلقها الشعب المصري والعربي علي رجل صنع تاريخ مشرف لكنيسته ووطنه ... رحم الله الراحل العظيم الذي سيظل ساكن القلوب والعقول من جيل الي جيل با أعمال خالده .