منال لاشين تكتب: فى وداع أصوات مصرية

مقالات الرأي



أعلنت مؤسسة تومسن رويترز عن وقف (أصوات مصرية) مع نهاية شهر مارس الجارى. وقدمت أصوات مصرية تقارير وقصصا إخبارية مميزة جدا واستطاعت أن تخلق لنفسها شخصية مميزة ومستقلة منذ أن بدأت عملها فى مصر بعد ثورة 25 يناير. وكنت فى كثير من الأحيان أعرف أن هذا التقرير أو تلك القصة من إنتاج الزملاء والزميلات فى أصوات مصرية حتى لو كانت القصة على فيس بوك دون ذكر الموقع أو المصدر.

واختفاء أصوات مصرية ليس لأسباب سياسية أو شكوى من سقف الحرية أو المشاكل التى كانت ولاتزال تطارد الصحافة المصرية من عقود طويلة.

ولكن الاختفاء لأسباب مادية وللعجز عن توفير التمويل - بحسب بيان للشركة.

وأزمة التمويل ستصبح الشبح الذى يطارد الصحافة بل والإعلام المصرى خلال الفترة القادمة، وهى أزمة لا تقل خطورة على الصحافة من أزمات الحريات أو بالأحرى كبت الحريات.

فالكثير من الأصوات المصرية الصحفية مهددة بذات المصير.

وأعتقد أننا صناع الصحف فى حاجة إلى مراجعة الشكل الحالى للتمويل. والى عدم التهوين من أهمية إدارة مالية منضبطة ومحترفة للصحف. فالوضع السائد أن معظم الصحف والقنوات والمواقع تبدأ بانفاق مالى كبير فى البداية، انفاق على طريقة انفق ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب. ونظرا للظروف الاقتصادية التى تعيشها مصر. لم تحصد هذه الصحف أو القنوات ما انفقته. ولذلك تتدهور احوال الصحف والقنوات ويتدهور معها المحتوى الذى يجذب القارئ أو المشاهد. ولذلك فإن الجهاد الأكبر الآن فى عالم الاعلام هو جهاد لرفع مستوى المحتوى وتجديده من ناحية، ولرفع كفاءة الإدارة المالية للصحف والقنوات من ناحية أخرى.

وبدون النجاح السريع فى هاتين المهمتين فإننا سنضطر لوداع أصوات مصرية مقروءة أو مسموعة أو قنوات، بمثل الحزن والأسى الذى نودع به الآن أصوات مصرية الصادرة من رويترز.

وبدون تجديد المحتوى وجذب قراء جدد للصحافة، وبدون إدارة مالية محترفة للمشروعات الصحفية. بدون هذا وذاك فإن القدرة على كبت الحريات فى الصحافة والاعلام ستكون أكبر وأسهل.

لذلك نحن فى حاجة فى البيت الصحفى إلى عمل جاد وسريع وحاسم ومبدع ومحترف لحماية كل الأصوات الصحفية والإعلامية المصرية.