محطات الصحافة المصرية منذ محمد علي باشا وحتي الآن ... (أسرار التاريخ)

منوعات

بوابة الفجر


الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالبا ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها.

الإنسان بشكل عام محب للإطلاع، والمعرفة، وخصيصاَ ما هو جديد حول العالم، وقبل ظهور الصحف كان الإنسان البدائي يعرف أخبار البلاد الأخرى من خلال السفن والرحالة الذين يتنقلون بين البلاد. 
فكانت الأخبار تأتي من الغرب والشرق ولكن بعد أن تقع بأيام أو شهور أو أعوام. 

ظهرت أول صحفية في العالم وهي التايمز البريطانية، وصدر أول عدد بالطريقة المعروفة الآن عام 1785م.

تاريخ الصحافة بمصر:
وفي عام 1798م، ومع دخول الحملة الفرنسية بقيادة نابليون إلى مصر قرر إنشاء مطبعة عربية فرنسية في مصر، تحت عنوان مطبعة جيش الشرق بالأسكندرية، ومع انتقال الحملة إلى القاهرة  أُطلق على أسم المطبعة المطبعة الأهلية، وكان الهدف منها نشر المنشورات العربية والمطبوعات العربية والفرنسية وخاصة الصحف، كما أنشأ أول من صحفية عربية  بعنوان جريدة التنبيه عام 1800م.

الصحافة ومحمد علي باشا
واستمرت الصحافة بمصر بين المد والجزر وبعد تولي محمد علي باشا حكم مصر، أصدر صحيفة يومية  بعنوان الجرنال، وكانت تصدر يوميًا، ثم تحولت هذه الصحيفة عام 1828 إلى صحيفة الوقائع المصرية التي أصبحت أول صحيفة رسمية وحكومية، وعقب تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر، اهتم بالصحافة اهتمامًا كبيرًا، وأعاد إصدار جريده الوقائع المصرية مرة أخرى، وأصدر الخديوي جريدة طبية اسمها "يعسوب الطب".

الصحافة وإسماعيل 
أصدر الخديوي إسماعيل الجريدة العسكرية المصرية، وجريدة أركان حرب الجيش المصري، وجريدة ديوان المدارس التي عاصرت النهضة التعليمية،  ومع قرار الخديوي بإنشاء مجلس شورى النواب صدرت صحفية نصف أهلية ونصف حكومية تُسمى جريدة وادي النيل. 

صدرت أيضاً مجلة نزهة الأفكار في عام 1869م ، وهي مجلة أسبوعية سياسية ولكن توقفت بعد العدد الثالث لها بأمر من الخديوي لنقدها اللاذع للأوضاع السياسية.

سليم تقلا
وفي عام 1875م سمح الخديوي إسماعيل لـ "سليم تقلا" بإنشاء مطبعة الأهرام، وإنشاء جريدة تحمل نفس الأسم بالأسكندرية، وفي عام 1876م تم أصدار سليم الحموي صحيفة شعاع الكوكب، وفي نفس العام صدرت مطبعة الأهرام صحيفة أخرى تُدعى صدى الأهرام، ومجلة نصف شهرية تحمل اسم المنارة.

أول صحيفة كوميدية 
وفي عام 1882 صدرت أول صحفية كوميدية تعبر عن الثورة العرابية تُدعى المفيد، وعقب دخول الاحتلال البريطاني عام 1888، أصدر الشيخ علي يوسف صحيفة المؤيد عام 1889، وأصدر عبد الله النديم صحيفة الأستاذ عام 1892،  وفي عام 1900 أصدر مصطفى كامل صحيفة اللواء.

الصحافة والثورة 
قيام ثورة 23 يوليو 1952 م توقفت كثيرًا من الصحف والمجلات عن الصدور، ولكن استمرت الصحف القديمة مثل الأهرام وصحف ومجلات دار أخبار اليوم وروز اليوسف ودار الهلال في الصدور، وقد صدرت جريدة باسم الثورة، لتعبر عن الثورة وأهدافها، وصدر صحف أخرى مثل مجلة التحريرالأسبوعية، الجمهورية اليومية، وصحيفة الشعب التي كانت تُصدر بشكل يومي.

وفي عام 1960م صدر قانون تنظيم الصحافة، والذي كان من نتيجته تأميم دور الصحف الكبرى، وتم نقل ملكية هذه الصحف إلى الاتحاد القومي و الذي تحول إلى الاتحاد الاشتراكي العربي عام 1963.

الصحافة والسادات 
وبداية حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1970م، عمل استفتاء شعبي عام 1979م، على أن تكون الصحافة سلطة رابعة بجانب السلطات  الثلاثة الأخرى التشريعية والتنفيذية والقضائية، مما ادى إلى إصدار تشريع جديد ينظم كل ما يخص الصحافة، وخاصة ما يتعلق بملكية الصحف التي انتقلت إلى مجلس الشورى.

مبارك والصحافة
وفي نهاية عام 1981م وعقب وفاة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتولي الرئيس محمد حسني مبارك، بدأت ظهور الصحف الحزبية والتي تعبر عن أفكار الأحزاب، بالإضافة إلى إصدار العديد من الصحف الجديدة والمتخصصة، وإصدار مؤسسة الأهرام طبعة دولية يتم طباعتها وتوزيعها بالعالم لحظة صدورها في القاهرة.

بعد ثورة يناير 
شهدت الصحافة طفرة كبري مع أحداث ثورة يناير حيث تصدرت الصحافة الإلكترونية المشهد وخصيصاً صحافة الفيديو، وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي إقبالاً من الصحف الإلكترونية حيث أصبحت مواقع مثل "فيس بوك" و"تويتر" مصدراً أساسياً للأخبار بالنسبة للمستخدم العادي. 

تطور الأمر وأصبحت تكنولوجيا الإتصالات هي المسيطرة علي الصحافة وتراجعت سيطرة  الصحافة الورقية حتي كادت تختفي، وبدأت تظهر مطالبات من الصحفيين ببدل تكنولوجي، وهو الأمر الذي أصبح مطروحاً للدراسة في الآونة الأخيرة. 

إزدياد الإنتشار وسهولة النشر الصحفي أتاح للكثيرين الإلتحاق بالمهنة في الوقت الذي تزايد فيه القمع للصحفيين والتضييق عليهم من بعد ثورة يناير و30 يونيو، فلا زال العديد من الصحفين الذين تساقطوا برصاصات مجهولين وعلي رأسهم "الحسيني أبو ضيف" غير معروف من أسقطهم ، ولا زال هناك آخرين خلف القضبان.