أحمد شوبير يكتب: حل اتحاد الكرة فرصة من ذهب للبداية من جديد

الفجر الرياضي



■ لا يمكن أن تنجح منظومة كل عضويتها رئيس 

■ الاتحاد فقد شعبيته تماما وآن الأوان لإعادة ترتيب البيت

■ صعدنا لكأس العالم 90 بدون اتحاد كرة أصلا

 ■ الكرة المصرية فى خطر شديد فى ظل هذا النظام الكروى السيئ


لا أصدق أن قرار حل اتحاد الكرة بحكم قضائي جاء مفاجئا لأحد خصوصا رجال الاتحاد فأي متابع للأحداث وللعملية الانتخابية من بدايتها يعلم جيدا أن الانتخابات كانت باطلة وكل رجال القانون والخبراء أكدوا من قبل الانتخابات أنها باطلة بكل المقاييس فلا يمكن أبدا أن يترشح اثنان عليهما أحكام بالإفلاس وطبقا لدستور مصر والقوانين فإن ترشيحهما باطل ومع ذلك يصممان على الترشح وينجحان، ورغم أننا حذرنا مرارا وتكرارا من أن الكرة المصرية هي التي ستدفع الثمن ولا أقصد بالثمن النتائج فهذا غير صحيح على الإطلاق فالمنتخبات يتم وضع سياسة وخطة إعداد لها وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بمجلس إدارة الاتحاد سوى فقط اختيار الأجهزة الفنية وما دون ذلك فهو ملك الأجهزة الفنية والمدير الفنى لاتحاد الكرة ولو أن الأمور تسير بشكل عكسي بكل أسف داخل اتحاد الكرة إلا أننى أعود لأؤكد أن الأمور مختلفة وأضرب مثالاً واضحاً فى تأهل مصر لكأس العالم 1990 فقد تم حل اتحاد الكرة فى هذا التوقيت بموجب حكم قضائي تم تنفيذه وتم تعيين مجلس إدارة مؤقت وأذكر أننى وقتها كنت حارسا لمرمى منتخب مصر وأننا تعاملنا مع ثلاثة مجالس إدارات لاتحاد الكرة ولكن وللحق والتاريخ أن د. عبدالأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وقتها احتضن المنتخب تماما وكان محمود الجوهرى على رأس الجهاز الفنى ففزنا وتأهلنا لنهائيات كأس العالم دون أن نعرف من هو رئيس اتحاد الكرة، إذن لا علاقة على الإطلاق بين وجود شخص ما على رأس اتحاد الكرة وبين نتائج المنتخبات وإلا فلماذا خرج مثلا منتخب مصر للشباب من الدور الأول للبطولة الإفريقية الأخيرة ولماذا وصل منتخبنا الأول إلى نهائى بطولة الكبار؟ لذلك فالأمور الفنية ليس لاتحاد الكرة دخل بها ولكن ما يهمه فى المقام الأول هو الأمور التنظيمية والسياسة الإدارية لاتحاد الكرة يعنى باختصار الإدارة الرياضية وهو للأسف الشديد ما نعانيه بشدة داخل المنظومة الكروية فى مصر فاتحاد الكرة على مر العصور يعانى من ترهل إدارى صارخ ولم تجد كل المحاولات فى وضع نظام إدارى محترم يضمن النظام والانضباط والاحترام لهذه المنظومة الأكثر شعبية فى مصر، والانتخابات لا تفرز دائما الأصلح أو الأجدر لقيادة الكرة المصرية ولعل الإخفاقات الإدارية المتتالية تبين لنا وبوضوح مدى عمق الأزمة التى نعانيها من اعتداء صارخ على الحكام وتغيير متواصل فى اللوائح وتعدٍ على قرارات الجمعية العمومية وإفراط فى الحوافز والمكافآت والمرتبات والتعيينات داخل اتحاد الكرة بالإضافة إلى الظلم البين الذى يقع على الأندية الصغيرة والتى تمثل الجانب الأكبر من الجمعية العمومية ومع ذلك ينحاز رجال الاتحاد دائما إلى عدد محدود جدا من الأندية أصحاب السطوة والشعبية فتكون النتيجة فشلاً متتالياً والضرب الدائم فى اتحاد الكرة ولعل الأزمة الأخيرة وحكم حل اتحاد الكرة يكون البداية الحقيقية للإصلاح الكروى والإدارى فى مصر، وأعود فأكرر بأن نتيجة الفوز ببطولة أو الخسارة بأخرى ليست مسئولية اتحاد الكرة على الإطلاق بل هى مسئولية الأجهزة الفنية فقط ويجب على اتحاد الكرة حسن الاختيار ووضع كل الإمكانيات تحت تصرف الأجهزة الفنية وحمايتها وتوفير الأجواء الصحية المناسبة للنجاح على أن يتفرغ رجال الاتحاد تماما للعمل الإدارى وترتيب البيت من الداخل ولو نجحوا فى ذلك لقدموا أكبر خدمة ليس لهذا الجيل فقط ولكن لأجيال كثيرة قادمة تحتاج بشدة إلى مثل أعلى وقدوة تكون نموذجا لهم للعمل التطوعى المحترف ولا مشكلة أبدا أن تكون متطوعاً ومحترفاً فى نفس الوقت لأنك تعلم عندما تتقدم للانتخابات بأنها ليست وظيفة بل هواية لذلك أرى أنه من العار أن نرى بعضا من أعضاء الاتحاد يتعاملون مع منصب عضو مجلس الإدارة على أنه وظيفة وعمل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومن هنا تكون بداية الفشل الحتمى للكرة المصرية.

الموضوع شائك وكبير ويحتاج إلى وقت وجهد وإخلاص وأمانة وهذه ليست كلمات أو شعارات بل هى حقيقة فالإخلاص والأمانة مفقودان تماما داخل اتحاد الكرة اللهم إلا من بعض المحترمين المعروفين لدى الجميع والنظام لا وجود له على الإطلاق، فقط الوقت متوافر لدى البعض ليس للعمل والعطاء بل لفرض سيطرتهم وأوامرهم على الموظفين المغلوبين على أمرهم لذلك فالنهاية المحتومة هى الفشل وهو ما وجدناه على مدى اتحادات كثيرة تعاقبت على اتحاد الكرة لذلك أرى أنها فرصة من ذهب للجميع خصوصا الجمعية العمومية لإعادة الكرة المصرية إلى المسار الإدارى الصحيح الذى افتقدناه من زمن بعيد وجاءت الفرصة لإعادته من جديد.