البابا تواضروس يرقي أحد أعمدة كنائس المقطم .. القمص أنطونيوس ظريف .. رجلًا سكن قلوب أقباط منشأة ناصر

أقباط وكنائس

القمص أنطونيوس ظريف
القمص أنطونيوس ظريف


ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة القداس الإلهي بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة، لرحيل البابا شنودة الثالث، بدير القديس الأنبا بيشوي للرهبان الأقباط الأرثوذكس، بوادي النطرون، حيث قام البطريرك المصري بترقية 36 راعيًا إلى رتبة القمصية.

 

كان القمص أنطونيوس ظريف، راعي كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بمنشأة ناصر بجبل المقطم بالقاهرة، والذي يعتبر أحد أعمدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمنطقة، ضمن الـ36 راعيًا المُشار اليهم، لاسيما بعد أن قضى ما يتجاوز الـ26 عامًا في خدمة الكنيسة المصرية. 

 

القمص أنطونيوس، من مواليد منطقة عابدين بالقاهرة، بتاريخ 18 سبتمبر 1959، باسم عوض ظريف بطرش عوض، وحصل على ليسانس الآثار قسم آثار مصرية، من جامعة القاهرة عام 1981، كما أدى دوره في خدمة الوطن كضابطًا احتياطيًا بسلاح المشاة عام 1982، وعمل لفترة قبل تكريسة بسلك الكهنوت كمسؤولًا عن الأنشطة الثقافية للشباب بمديرية الشباب والرياضة بالجيزة، ثم التحق بسلك الكهنوت عام 1990.


خدمته بمنشأة ناصر

بدأ القمص أنطونيوس خدمته الروحية والكنسية بمنطقة منشأة ناصر، في أواخر السبعينيات وتحديدًا في فترة حرائق منشأة ناصر عام 1976، حيث بدأ الأمر بنزوله ضمن قافلة خدمية تابعة لكنيسة السيدة العذراء الشهيرة بـ"المغيثة"، بمنطقة حارة الروم إلى حي الزبالين بمنطقة منشأة ناصر بجبل المقطم بالقاهرة.


وكانت المنطقة في ذلك التوقيت لم تصل إلى المستوى التي هي عليه الآن، حيث كانت تلال القمامة تملئ المنطقة، بالإضافة إلى معسكرات من الكلاب الضالة، تبدأ في الانتشار وإصدار أصواتها المزعجة بدءً مع غروب الشمس، حيث يحل السكون على المكان بشكل شبه تام.


لم تكن البدايات سلسة، بل أكد القمص أنطونيوس في أحد اللقاءات، أنه تعرض لضربة شمس في أول يوم خدمي له بالمنطقة، حيث كان مسؤولا عن إعطاء دروس التربية الكنسية لأطفال المنطقة، إلا أنه أصر على تكملة الخدمة الكنسية بتلك المنطقة مستعينًا بقوة الله حتى وصلت المنطقة لحالة كنسية وروحية مشهود لها الآن.


انتماؤه للكنيسة الأرثوذكسية

تأثر القمص أنطونيوس بعدة منابر أرثوذكسية على رأسها:

·         كنيسة الملاك غبريال بحارة السقايين، والتي تعبر منبرًا أرثوذكسيا مشهود له من عدد كبير من رجال الدين، حيث تلقى القمص أنطونيوس دروس التربية الكنسية بتلك الكنيسة، كما تلقى "حصص الألحان القبطية"، على يد مرتل الكنيسة وهو "المعلم كامل"

 

·         كنيسة السيدة العذراء المغيثة، حيث انطلق خلال فترة الشباب برفقة خُدام الكنيسة المُشار اليها، لخدمة منطقة منشأة ناصر والتي رُسم راعيًا عليها فيما بعد.

 

علاقته بـ"البابا الراحل شنودة الثالث"

تمتع القمص أنطونيوس ظريف بعلاقة أبوة وبنوة مع البابا الراحل شنودة الثالث، حيث جمعت بينهما عدة مواقف سيطر عليها حس الدعابة:

 

جاء أولها حينما سأل البابا شنودة الثالث، القمص أنطونيوس، عن سبب اختياره لذلك الاسم، مشيرًا أن لأسم الرهباني للبابا شنودة هو الراهب أنطونيوس السرياني، فأجاب القمص أنطونيوس قائلًا أن أسمه بالميلاد وهو عوض يعني أنطونيوس، فقال البابا شنودة ضاحكًا: "أنطونيوس فيه من عوض وعوض فيه من أنطونيوس والاتنين واحد".

 

وعن ثانيهما قال إن البابا شنودة كان يتميز بحس الدعابة، حيث أنه كان يعطي البركة والتي تمثلت في ذلك الموقف ببعض القطع من الحلوى الى بعض الأسر وكان بصحبتهم كاهن، وعندما رأه البابا الراحل قال: "هدي لابونا قطعتين لايقلكوا هاتوا عشور الحلويات".

 

بالنسبة للموقف الثالث قال إنه يذكر أن البابا شنودة قال قصة رمزية اثناء القاء عظة كيف تربح الاخرين قال خلالها انه خرج اسد وثعلب وذئب للصيد ذات مرة فاصطادوا حمار وحشي وديك وخروف، فسال الاسد الذئب قائلاً اين نصيبي واين نصيبك؟، فاجاب الذئب انا أخذ الخروف وانت لك البقية، فحمي غضب الاسد وضرب الذب ضربته واحدة قضى عليه بعدها، ثم وجه نفس السؤال للثعلب الذي تعلم من سابقه فقال للاسد لك الحمار في الصباح و الخروف في المساء و الديك بين الوجبتين، فاستحين الاسد الامر ونجى الثعلب.

 

واوضح القس انطونيوس ان البطريرك الراحل كان يرغب في ايصال معنى معين للمستمعين وهو الا يتمسك احد بشئ، ويعطي كل فرد ما يحتاجه من اراد لقباً فليعطيه ومن اراد شيئا فليكن له ماراد، مراعاة لضعف الاخرين ولكسبهم.

 

علاقته بالأنبا أبانوب

يرتبط القمص انطونيوس بعلاقة قوية، بالأنبا أبانوب أسقف منطقة المقطم، بدأت منذ أنا كانا في الثوب العلماني، واستمرت حتى سيم القمص انطونيوس راعيًا، بينما كان الأنبا أبانوب هو أمين الخدمة الأستاذ "فايز"، ثم انتقل الأخير للثوب الرهباني حيث ترهب بدير الأنبا أنطونيوس، باسم الراهب أبانوب، ثم عاد الراهب أبانوب للمقطم مجددًا في ثوب الأسقفية، كراعيًا باسم الأنبا أبانوب، وخلال تلك السنوات دامت علاقة المحبة بينهما حيث كان القمص أنطونيوس يزور الأنبا أبانوب خلال فترة الرهبنة، في علاقة محبة شهد لها كل من يعرفهما.

 

كما أكد القمص أنطونيوس، أنه حلم عدة أحلام، قبل رسامة الأنبا أبانوب، تدل على خدمة الأخير في العالم وترك دير الأنبا أنطونيوس، الأمر الذي تحقق برسامته أسقفًا في إشارة إلى أن ذلك يدل على المحبة الغامرة والتي تملئ قلبه تجاه الأنبا أبانوب.


علاقته بالسيدة العذراء

تعتبر السيدة العذراء هي شفيعة القمص أنطونيوس ظريف، حيث أكد أنها صنعت معه معجزة حقيقة، في سن صغير جدًا حيث تعرض لارتفاع مفاجئ وشديد جدًا في درجة الحرارة، إلا أن السيدة العذراء قامت بشفاؤه.


 محبة الشعب له

يتمتع القمص أنطونيوس ظريف، بمحبة شعبية كبرى في كنائس منطقة المقطم، ولاسيما شعب كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد أبانوب بمنشأة ناصر، كمان تجمعه علاقة مودة كبرى بينه وبين الكهنة الذين يخدمون نفس الكنيسة معه، وهم القس شنودة والقس يوحنا والقس أرسانيوس، وجاءت تلك المحبة نظرًا لخدمته بالمنطقة قبل أن تُقام الكنيسة من الأساس، حيث كان يقوم بتدريس دروس التربية الكنسية، بعد تجميع أكبر قدر من الأطفال داخل منزل أحد الخُدام المُحبين للكنيسة.


وحملت الـ 26 عامًا، والتي ظل في معظمهم القمص أنطونيوس ظريف متحملًا مسؤولية الخدمة بمفرده، المحبة بين قلب القمص أنطونيوس وشعبه، حيث أن الراعي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مسؤولا أمام الله مسؤولية كاملة عن روحينيات شعبه وحل مشاكلهم، وقد يصل الأمر الى المشاكل الأسرية والاجتماعية أيضًا.


وتجلت تلك الشعبية في الزلزال الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ترقيته قمصًا في الذكرى الخامسة لرحيل البابا شنودة الثالث، كما تجلت أيضًا في الحفل الضخم الذي شهدته منطقة المقطم في الربع الأخير من العام الماضي، والذي نظمه شباب الكنيسة احتفالا باليوبيل الفضي له.


كما يُقدم القمص أنطونيوس عدة حلقات للإجابة على الأسئلة التي تدور بذهن شعبه لاسيما فئة الشباب، وتم تصوير تلك الحلقات تحت عنوان "أنت تسأل وابونا يجيب"، وتم نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفريق سانت ماريا والنهيسي للمسرح الكنسي عبر الفيس بوك.