أنا جارفيس و عيد الأم

منوعات

بوابة الفجر


ظهرت العديد من الاحتفالات في أمريكا لتكريم الأمهات خلال عام 1870 لكن هذه الاحتفالات لم يكن لها صدى في المستوى المحلي. 

 حتي ظهرت "أنا جارفيس" التي  أسست الجمعية الدولية ليوم الأم عام 1912، واستمرت في كتابة الخطابات التي تنادى فيها بأن يصبح هذا العيد عيدآ قومياً بكل ولايات أميركا ويكون في الأحد الثاني من مايو. وبحلول عام 1909، أصبحت كل ولاية تقريباً تحتفل بهذه المناسبة إلى أن جاء الرئيس ويلسون في 9 مايو عام  1914 بتوقيع إعلان للاحتفال "بعيد الأم" في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات، وفي هذا الوقت كانت الاحتفالات بعيد الام قد دخلت كلا من المكسيك وكندا والصين واليابان وامريكا اللاتينية وافريقيا، ثم بدأت فكرة وأكدت بأن مصطلح "mother's" يجب أن يكون مفرداً وفي صيغة الملكية -في اللغة الأنجليزيه- وليس جمع في صيغة الملكية لجميع العائلات تكريماً لأمهاتهم ولكافة الأمهات في العالم واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة من قبل  الكونغرس الأمريكي في أُسس القانون و أيضاً من قبل الكثير من الرؤساء في إعلاناتهم مركزين على عيد الأم.

و كان أول احتفال لعيد الأم عام 1908 عندما قامت "أنا جارفيس "ذكرى لوالدتها في أمريكا و بعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة وبرغم من نجاحها في عام 1914 إلا أنها كانت محبطة لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من اجل التجارة اعتمدت المدن عيد الأم و أصبح الآن يحتفل به في جميع العالم. 


 آنا جارفيس لم تتزوج وكانت شديدة التعلق بوالدتها، اميركية ولدت في 1864م ، كانت أمها دائماً تردد العبارة التالية: "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادى شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم" وتترجم  رغبتها هذه في أنه إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهى النزاع والكره الذي يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة "آنا" أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة.


ولم تكتف "آنا" بذلك بل استمرت في كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التي تنادي فيها بأن يكون هذا العيد عيداً عالمياً تحتفل به كل شعوب العالم وليس أميركا فقط، وقبل وفاتها في عام 1948م تحقق حلمها الذي كان يراودها وانتشرت الفكرة في جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل به أكثر من 400 دولة علي مستوى العالم الغربى والعربى.


تم تحويل المنزل الذي كبرت فيه آنا جرافيس في مدينة جرافتون في غرب فرجينيا إلى متحف خاص بحياة المرأة التي ابتكرت عيد الأم، و هو متاح للزوار خمسة أيام في الأسبوع و يزوره نحو 1500 شخص في عطلة عيد الأم، ولكن الغريب في الأمر أن المديرة التنفيذية للمتحف "أوليف ريكيتس" وزوجها يصرحان بأن المنزل يوجد به أشباح، أحدها لشقيق جارفس الذي توفي عندما كان صغيرا و شبح لجندي مقتول إضافة إلى شبح والدة جارفيس.


كشفت "ريكيتس" من خلال الوثائق التي درسها من أجل إعداد كتاب عن حياة جارفيس أنه لا توجد لآنا أي علاقة غرامية مما يعني أنها كانت تكره الرجال خصوصا وأن أغلب من التقت بهم عبروا لها ع نرفضهم لفكرة عيد الأم لأن الأم لا تحتاج إلى يوم خاص بها فهي تقوم بما يتوجب عليها لتلبية احتياجات أسرتها ليس إلا.
تقول "ريكيتس" أن آنا كانت معروفة بشخصيتها المزدوجة، حيث كانت لطيفة و عنيدة شيئا ما وكانت عزيمتها قوية لتخليد ذكرى الأمهات إلا أن فجأة رفضت فكرة التسويق لهذه المناسبة بشكل عنيف، حيث كانت تبادر إلى مهاجمة من يعارضونها خاصة ممن يرسلون الزهور مما أدى إلى توقيفها في أكثر من مناسبة.

عرفت جارفيس بحبها للون وردة القرنفل لأن هذا النوع من الزهور كان هو المفضل لدى والدتها، وكانت من أفكار جارفيس هو ارتداء اللون الأبيض لتكريم الأمهات المتوفيات واللون الأحمر لتكريم الأمهات الأحياء وكانت تدعو الناس لذلك.