مينا ميلاد يكتب: عيد الأم بالمصري أبو أُم الأجنبي

ركن القراء

مينا ميلاد - ارشيفية
مينا ميلاد - ارشيفية




في ذكرى الاحتفال بعيد الأم، وبظل التزاحمات التي تُطرح على الانترنت، سواء كانت معايدة على الأمهات أو افتقادًا لهن، كان ولابد معرفة ما أهمية هذا اليوم؟، من الذي ابتدعه ولماذا؟، تلك كلها أسئلة تراوضنى منذ سنوات عديدة، ولكني لم أكن لاهتم يومًا، إلا أن لفت نظري أحدى المنشورات، لصديق حُرم من نعمة من نعم الله تُسمى "الأم" .

 يرجع أصل عيد الأم إلى الولايات المتحدة الامريكية، وتحديدًا ولاية فيرجينيا، حيث كان الكرُه يسود بين الأهالى، وذلك نتيجة الحرب الأهلية، التي سادت في تلك الفترة من الزمن، وبناءًا على ذلك، ظهر عيد الأم برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين، بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يومًا في السنة ليُذكرَّوا الأبناء بأمهاتهم.

بعد ذلك قام على أمين، الكاتب الصحفي المصرى، باقتراح فكرة تعريب عيد الأم، ونشر الفكرة بعاموده اليومي بجريدة اخبار اليوم، قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نُطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق .

ولكننا كمصريين لا نعترف بتلك القيم الإنسانية، التي يجب مراعاتها لتطبيق شئ مستجد على عاداتنا وتقاليدنا، فنطبق العديد من العادات الامريكية أو الغربية بشكل عام، حتي وأن كُنا ليسوا بحاجة لها !، ولا يقف الحد عند ذلك بل ويتمادى إلى عدم مراعاة أدميتُنا تجاه بعضنا، ونقوم بمعايرة بعضنا البعض علانيتًا، غير شاكرين الله حتي وأن كان هذا الشكر سرًا بين العبد وربه.

فنرى ما يُشبه بالتتار، الذي وكانه لم يعد يرى والدته بالحياة الحقيقية، ويوم 21 مارس سيراها على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتبدأ "الحفلة" دون مراعاة أي شعور أدمى لمن فقدوا أمهاتهم، وكان الله لم يخلق سواهم وأمهاتهم معهم، أهدانا الله جميعًا و أغمدنا برحمته .