أحمد شوبير يكتب: بالجزمة

الفجر الرياضي




■عندما تتعارض المصالح الشخصية مع المصلحة العامة فالرحيل أفضل

■ كرسى اتحاد الكرة لا يصلح أن يكون عروة فى جيب الجاكيت

■ أمامكم فرصة تاريخية لإعادة الكرة المصرية إلى مسارها الصحيح

■ اتحاد الكرة يسيطر على معظم وسائل الإعلام ويغضب من انتقاد برنامج أو صحيفة

كنا نظن أن اتحاد الكرة بما يضمه من شخصيات محترمة سيفرض الاحترام والانضباط على منظومة الكرة فى مصر ولما لا ورئيسه واحد من أكبر رجال الكرة فى مصر والعالم فهو عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم وطريقه معروف للجميع ووعوده قبل الانتخابات كانت كلها تصب فى خانة الانضباط والاحترام وأنه لم يسمح لأى كائن بالخروج عن النص مهما كانت التكاليف.

إلا أننا فوجئنا باتحاد فى غاية الضعف فمسابقة الدورى العام أصبحت فى مهب الريح بعد امتناع الأهلى والزمالك عن لعب مبارياتهما وبعد إصرار رئيس نادى الزمالك على تنفيذ أوامره بعدم خوض أى مباريات فى المسابقة وقال بالحرف (لو فى راجل فى الاتحاد يوقع علىّ عقوبات) هكذا قال الرجل بالفم المليان ونفذ تهديده وانبرى اتحاد الكرة فى محاولة إقناعه دون جدوى ونجح فى تنفيذ كل أوامره.

وبعيدا عن المسابقة شهدت أروقة الاتحاد أزمة أخلاقية لم تحدث من قبل عندما ضرب أحد المستشارين القانونيين زميله بالجزمة وأشبعه ضربا على مسمع ومرأى من بعض السادة أعضاء الاتحاد وبدلا من أن يخرج علينا اتحاد الكرة ببيان معلنا فيه القيم والمبادئ مبينا القرارات الرادعة التى اتخذها فى مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة إذا بهم يؤكدون أن الأمر بسيط وأنه لا داعى لتضخيم الأمور وأنه لا يعدو كونه خلافا فى محيط الأسرة الواحدة.

وامتدت المأساة إلى خارج البلاد عندما اختلفا عضوان من اتحاد الكرة على مصروف الجيب الخاص بالسفر وهما فى مهمة باسم مصر فى أصعب الظروف التى واجهت مصر من تهديد بنقل مقر الاتحاد الإفريقى والتهديدات بعقاب الكرة المصرية إن لم تنصع لأوامر رئيس الكاف السابق عيسى حياتو بل إن الخلاف امتد أثناء الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقى على من يجلس فى المقعد الأمامى والمقعد الخلفى ما اضطر رئيس اتحاد الكرة إلى سحب ورقة التنظيم من أحد أعضاء الوفد وإيداع صوت مصر بنفسه.

كل هذا واتحاد الكرة فى حالة غضب من أى كلمة نقد توجه له من أى إعلامى أو برنامج رياضى على الرغم من سيطرتهم التامة على معظم وسائل الإعلام.

الأمر أصبح فى غاية الخطورة لو صمتنا على هذه المهازل التى لم نرها من قبل فى أى منظومة رياضية فى مصر وأصبح السبق دائما لاتحاد الكرة فى مكل ما يخالف الأعراف واللوائح ولعلى أرى أن الحكم القضائى الأخير واجب احترامه من قبل مؤسسات الدولة وهى فرصة تاريخية لرئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد ليعرفوا حجم شعبيتهم لدى الجمعية العمومية فى حالة إعادة ترشحهم مرة أخرى وهى فرصة لتنقية الاتحاد من بعض الشوائب التى أساءت لهم بشدة فى الأشهر القليلة التى قضوها فى إدارة الكرة المصرية وأرجو ألا يتشتت أحد بقصة المنتخب الوطنى ومسألة التأهل لنهائيات كأس العالم لأننا عندما تأهلنا قبل 27 عاما فى 1990 لم يكن لدينا اتحاد كرة فقد كان هناك حكم قضائى مشابه بحل الاتحاد وتولى الرجل الفاضل الراحل عبدالأحد جمال الدين ملف مساندة المنتخب الوطنى وهو فى النهاية ما نجح فيه الرجل وظنى أن الوزير خالد عبدالعزيز يقوم الآن بنفس الدور بل أكثر من مساندة ومعاونة ومؤازرة لكل منظومة الرياضة المصرية وعلى الأخص اتحاد الكرة المصرى.

الوقت لم يمض بعد لإصلاح المنظومة ومصر مليئة بالرجال المحترمين الذين يستطيعون إعادة الكرة المصرية إلى مسارها الصحيح بالحسم والضبط والربط بلا مجاملات أو خواطر فسمعة مصر هى الأبقى ونجاح الكرة المصرية هو الأهم أما مصلحة الأشخاص وتفضيلها على مصلحة الوطن هو أمر مرفوض لا يمكن لأحد أن يقبله من أى شخص كان، فمصر فى مرحلة تتطلب الكفاءات والإخلاص والعمل بأمانة وليس فقط أن يكون المنصب أيا كان هو وردة فى عروة الجاكيت نتفاخر بها أمام العالم فقط لاغير دون أى خطوات حقيقية لإعادة الكرة المصرية إلى مسارها الصحيح.