الآن يا فينجر .. وإلا

الفجر الرياضي

فينجر
فينجر


إذا وبعد الخروج المهين والمذل لأرسنال الإنجليزي من البطولة الأعرق والأقوى والأعظم في العالم دورى أبطال أوروبا على يد من لا يرحم العملاق البافارى بايرن ميونيخ ومع اقتراب توديع أرسنال لأحد المقاعد المؤدية لدورى أبطال أوروبا وابتعاده عن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للبطولة ، وإختبار صعب هو الآخر ينتظر المدفعجية أمام السيتيزنس مانشيستر سيتي فى آخر بطولة ينافس عليها الأرسنال هذا الموسم وهي كأس الإتحاد الإنجليزي والذى يبدو لنا من أداء الفريقين والمعطيات الظاهرة لدينا صعوبة تخطى أرسنال فينجر لمانشيستر بيب التى تقدم أفضل وأمتع كرة قدم داخل إنجلترا رفقة الريدز ليفربول الكبير بقيادة المخضرم الألمانى يورجن كلوب بغض النظر عن نتائج الفريقين وترتيبهم فى البريميرلييج .


وبعد كل هذا يبقى السؤال مطروحآ ، ما الذى ينتظره أرسين فينجر هذا العجوز الفرنسى حتى يقول وداعآ لجماهير أصبحت لا تطيق ولا تتحمل حتى مجرد وجوده ورؤيته على دكة بدلاء ملعب الإمارات لما أصبحوا يتعرضوا له من إذلال وسخرية من أندية إنجلترا فى البطولة المحلية والأندية الأوروبية فى البطولة القارية ، وما الذى تنتظره إدارة الجانرز على الجانب الآخر حتى تتخذ قرارآ جريئآ يحمى جمهور الفريق الباقى فى لندن من هجر الفريق والإتجاه لفريق آخر لتشجيعه ومعايشة الإنتصارات معه وتحقيق البطولات رفقته وإن كان هذا من المستحيل أن يحدث خاصة مع الفرق الكبرى و التى بتعلق بها الجمهور بشدة كأرسنال الإنجليزي .


نعم يا سادة ، بالفعل جماهير أرسنال أصبحت تحلم باليوم الذى تستيقظ فيه على سماع خبر إقالة أو استقالة هذا المدرب الذى أصبح مادة دسمة لمناقشات الصحافة الإنجليزية برحيله أو بقائه في الأيام الماضية .


لم ولن ينسى جمهور الجانرز ولن ينكر يومآ من الأيام أن هذا الرجل هو الذى قاد أرسنال لقمة المجد الكروى فى تاريخ النادى ووضعه على خارطة الأندية الأوروبية الكبرى والقوية بل وأكثر من ذلك فأصبحوا يلقبونه برمز النادى تمامآ كما كان الحال مع التاريخى الأسطورى الإسكتلندى السير أليكس فيرجسون رمز وتاريخ مانشيستر يونايتد والذى رحل هو الآخر عن عالم التدريب .


بالتأكيد لايخفى على أحد أن أرسين فينجر هو من حقق أعظم لقب للبريميرليج فى تاريخ الدورى الإنجليزى كله منذ بدايته ؛ لم لا وهو الذى قاد الفريق للفوز باللقب موسم ٢٠٠٦ دون أي هزيمة من البداية حتى النهاية وبالتالى أصبح أرسنال هو النادى الوحيد فى تاريخ إنجلترا يحصل على درع البريميرليج الذهبي ، وقاد الفريق فى نفس الموسم لنهائى الأحلام أمام العملاق الكتالوني برشلونة فى نهائى دورى الأبطال وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب لولا غياب اليقظة والتركيز والحظ فى آخر دقائق المباراة والتى إنتهت بخسارة أرسنال بهدف لهدفين ، ولا ينسى جمهور المدفعجية أيضآ أنه وعلى مدار ٢٠ عامآ لم يغب أرسنال عن الأربعة الكبار فى البطولة الأقوى فى العالم الدورى الإنجليزى وبالتالى ٢٠ عامآ متتاليآ وأرسنال لم يغب عن شمس دورى أبطال أوروبا لا يتفوق عليه فى هذا الرقم فى كل أوروبا سوى كبير القارة ونادى القرن بأوروبا العملاق الملكى ريال مدريد ، فأصبح جمهور ألأرسنال معتادآ ولم يفارق أذانهم سماع نشيد دورى أبطال أوروبا وهو الذى إستعصى على أندية كبيرة ذات تاريخ عريق وكبير كمانشيستر يونايتد وليفربول وتشيلسى وغيرهم من الفرق الكثير والكثير من الفرق التى تملك تاريخآ أكبر من تاريخ أرسنال محليآ وأوروبيآ .


كل هذا وذاك لم ولن ينساه جمهور الجانرز من من كان صاحب الفضل فى كل هذا وهو بالقطع الفرنسى العجوز الذى تولى مقاليد الحكم فى هذا النادى قرابة العشرون عامآ منذ عام ١٩٩٦ وحتى يومنا هذا قادمآ من رحلته فى الدورى الفرنسى .


ولكن .؛ مثلما وضع فينجر النادى وجماهيره ولاعبيه على مشارف المجد وأدخلهم التاريخ حقآ بكل ما ذكرناه ، وصنع أرقامآ قياسية مميزة للنادى يصعب على أي مدرب أي ناد تحقيقها ، إلا أنه هو نفسه ذات المدرب الذى يقود الفريق إلى الهاوية ويطيح بهم من على القمة مرة أخرى ويدخلهم أيضآ التاريخ ولكن من الباب الضيق والخلفى وعن طريق نتائج ومباريات كارثية المستوى والأداء والنتيجة يخجل منها جمهور الفريق ولاعبيه ، فلا يجوز أبدآ ألا يستطيع أن يتخطى أرسنال بجماهيريته وشعبيته العريقة تلك الدور ربع النهائي أو حتى دور الستة عشر كل موسم لأكثر من ١٠ أعوام متتالية ، وفى كل مرة يودع فيها الفريق البطولة إلا وتكون الإهانة بالغة كتلك الأخبرة والتى ذاق فيها أرسنال طعم الذل والإهانة والإنكسار أمام كبير ألمانيا البايرن بعشرة أهداف لهدفين يتيمين . وأصبحت حجج وردود المرب معروفة ومشهورة من قبل أن يتقولها وبالأخص أمام أندية البايرن وبرشلونة كلما أوقعته القرعة فى مواجهتهم ، فما من مرة إلا ويتحجج هذا المدرب بأن القرعة ظالمة والحظ لا يقف بجواره بمجرد تسفر القرعة عن مواجهته لأندية كبرى كهذه ، وربما يحب على فينجر أن يعلم أن هذه هي البطولة التى لا يلعب بها سوى كبار القوم فى أوروبا والعالم فلا مجال لأن يجد فى دورى الأبطال فرقآ كساوثهامبتون أو سوانزى أو ستوك أو حتى ميدلزبره ، فهناك يا سيد أرسين لن تجد سوى العمالقة الكبار الريال والبارشا والبايرن واليوفى والأتليتى وغيرهم من الأندية التى تتنافس للظفر بذات الأذنين الكأس الأغلى فى العالم ، فلماذا كل هذه الحجج والمبررات كل خروج وكل توديع للبطولة يا سيد فينجر ؟ وحتى ومع كامل الإحترام لهذه الأندية الكبيرة والإعتراف بفارق القوة والإمكانيات والتاريخ أيضآ بينها وبين أرسنال إلا وهناك أندية إنجليزية أخرى قامت بإقصائهم من قبل وهم فى أوج قوتهم كمانشيستر يونايتد والذى أقصى برشلونة عام ٢٠٠٨ من البطولة وحينها حقق اللقب ، وأيضآ مانشيستر يونايتد كان قد أقصى البايرن عام ٢٠١١ قبل أن يخسر اللقب فى نهائى البطولة أمام برشلونة ، ولا ننسى أيضآ تشيلسى الذى أقصى من قبل برشلونة عام ٢٠١٢ وقت أن كان البلوجرانا حامل اللقب آنذاك وفاز فى النهاية بأول لقب لدورى أبطال أوروبا  فى تاريخ النادى بعد فوزه على البايرن في ملعبه أليانز أرينا . ولم تتحجج كل هذه الأندية الإنجليزية بالقرعة أو غيرها حين كانوا يصطدمون بهم مثلما يتحجج فينغر وأرسنال ، وحتى حينما أوقعت القرعة أرسنال فى مواجهة موناكو الفرنسى عام ٢٠١٥ وظن الجميع أن أرسنال فى طريقه لفك العقدة وتخطى دور ربع النهائي إلا وكانت الصدمة بخروجه مذلولآ مرة أخرى كعادته مودعآ البطولة على أرضه ووسط جماهيره بثلاثية مذلة على ملعب الإمارات.


أما على المستوى المحلى فكانت الفرصة الذهبية فى الموسم الماضى والتى لن تأتى مرة أخرى ليحقق فيها أرسنال اللقب الغائب عن خزائن النادى منذ ١٠ سنوات وفى ظل ترنح كل كبار إنكلترا بلا إستثناء ومع تغيير الفرق لمدربيهم فى منتصف الموسم كما حدث لليفربول بعد الإطاحة بالإسكتلندى براندن رودجرز وتعيين الألمانى يورجن كلوب وتشيلسى الذى أطاح بالبرتغالى جوزيه مورينهو وهو من كان حامل اللقب وتعيين الهولندى جوس هيدنيك ومع المستوى المتذبذب الذى الذى كان عليه المان يونايتد مع الهولندى لويس فان خال وأيضآ ضعف أداء المان سيتى مع التشيلى مانويل بيلليغرينى ، ومع تراجع كل هؤلا الكبار لم يستطع أرسنال فينغر إستغلال الفرصة وخطف اللقب وكانت المفاجأة الكبرى أن حققه معجزة القرن ليستر سيتي بقيادة مدربهةالإيطالى المخضرم كلاوديو رانييري والذي أقيل منذ أسابيع قليلة لسوء النتائج وهو حامل اللقب .


خلاصة القول : أنه بات على إدارة أرسنال والفريق ككل وحتى أرسين فينجر فك الإرتباط الأزلى والذى دام لأكثر من عقدين من الزمن وإعطاء الفرصة لمدرب آخر ذو طموحات جديدة حتى يتسنى للجمهور الوقوف خلف فريقها والسعي لتحقيق الإنتصارات والبطولات وهو ما لن يحدث طالما ظل هذا الرجل داخل ملعب الإمارات ، وللحديث بقية عن المدربين الشباب والجيل الجديد الذى يقود كبار أندية العالم الآن فلم يعد هناك مجالآ للإنتظار يا فرقة العواجيز أرسنال ويا أيها الرجل العجوز أرسين فينجر.