6 أسباب منعت كفار قريش من الإسلام

إسلاميات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تعددت الأسباب التي منعت كفار قريش من الدخول في الإسلام رغم يقينهم التام بصدق النبي صلى الله عليه وسلم

كان كفار قريش على يقين تام أن الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق؛ لكن السؤال هو: لماذا لم يؤمنوا؟!

تعددت أسباب عدم دخول كفار قريش في الإسلام؛ وهي كالتالي:
القَبَلَية أو التعصب للقبيلة .. وكان أبو جهل أوضح من جسَّد هذه القبلية؛ فكان من بني مخزوم، القبيلة  المنافسة لبني هاشم، وقد ظهرت منه مواقف عدَّة تؤكد هذه القبلية، وتُفَسِّر عداءه لرسول الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم.

وكم قال أبو الجهل في كلام له: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشَّرَفَ؛ أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا، وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا، وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ (متساوين)، قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ، فَمَتَى نُدْرِكُ هَذِهِ؟ وَاللهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ أَبَدًا، وَلَا نُصَدِّقُهُ[1].

الكِبر على الإيمان .. وقد جسَّد القرآن هذه الصفة في كفار قريش حين حكى عنهم سبحانه قولهم: {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا القُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 311]. وكانوا يقصدون الوليد بن المغيرة في قرية مكة، وعروة بن مسعود الثقفي في قرية الطائف.

فكانوا يقولون: لو نزل هذا الأمر على رجل عظيم كمن في هاتين القريتين؛ لَكُنَّا آمنَّا بهذا الدين، والرسول صلى الله عليه وسلم -لا شك- أعظم الخلق؛ لكنهم كانوا يقيسون العظمة بكثرة الأموال.

الخوف على السيادة والحكم .. كان منهم من منعه من الدخول في الإسلام خوفه على السيادة والحكم في  قومه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لإقامة دين الله عز وجل في أمور العباد؛ ومن ثمَّ فسيُسْحَب البساط من تحت أقدام الزعماء، كأبي سفيان، وأمية بن خلف، وغيرهم.

الخوف على المصالح المالية .. حيث كان الكثيرون مستفيدين من الوضع الحالي لمكة، بحالتها الكافرة؛ فمكة  بلد آمن، وهي محط أنظار العرب، والتجارة فيها على أفضل ما تكون، ولو حارب العربُ محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ لتحوَّل البلد الآمن إلى منطقة حروب، وهو مما لا يُساعد على الربح أو التجارة.

الخوف على الشهوات والملذات .. وكان من أهل مكة مَنْ يخاف على شهواته وملذاته؛ فالإسلام دعوة تدعو  إلى مكارم الأخلاق، والبُعد عن المعاصي والذنوب، وأهل الباطل لا يُريدون قيودًا أو حواجز بينهم.

الغباء وعدم إعمال العقل .. وقف حاجزًا لدى كفار قريش، منعهم من أن يدخلوا في الإسلام؛ فقد اعتاد مثل  هؤلاء الاعتقاد أن الآلهة متعدِّدة، فحين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للتوحيد، امتنعت قلوبهم وعقولهم من قبول هذا الأمر؛ بل قالوا: {أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا واحدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]! لقد تَعَجَّبُوا من التوحيد! ولكن العجيب حقًّا هو أن يعتقد إنسانٌ أن في الكون أكثر من إله، يقول تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91].
بعد استعراض الأسباب، نُدرك أن معظم أصحاب السيادة والشرف في مكة رفضوا الإسلام لسبب أو لآخر، ونُدرك كذلك أنهم كانوا يُدركون الحقَّ، ويختارون مخالفته عن عمد.