من وقائع التحرش لجرائم الاغتصاب.. "خبراء" يكشفون أسباب انحدار الأخلاقيات في المجتمع المصري

تقارير وحوارات

التحرش في مصر
التحرش في مصر


في السنوات الأخيرة الماضية، ازدادت أفعال لم يكن يعتاد المجتمع المصري على سماعها من قبل تمثلت في ارتكاب جرائم اغتصاب الأطفال والتحرش بالفتيات بأي مكان بالإضافة إلى الانحدار الأخلاقي الذي أصبح سمة في الأجيال الناشئة من المصريين وكذلك الابتعاد عن القيم الدينية والعادات والتقاليد التي تربت عليها الأعراف المصرية.

من جانبها، طرحت "الفجر" تساؤلاً للخبراء لمعرفة أسرار التحول الأخلاقي الذي حدث في المجتمع المصري، وكانت إجاباتهم في السطور التالية.

* المجتمع فقد معاير الأخلاق 

من جانبها، قالت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن أغلب طوائف المجتمع المصري تشهد حالة من عدم الاتزان الفكري والعقلي في الآونة الأخيرة.

وأضافت هالة، أن وصول المجتمع لتلك الحالة يرجع للعديد من الاضطرابات الداخلية في نفس الإنسان ذاته وتظهر في شكل تصرفات بإشباع ما يعانيه من نقص في جرائم غير مُقبولة في عرف المجتمع ولكنها مقبولة في ذهنه فقط، مؤكدة أن المجتمع المصري أصبح مُفتقد للمعايير الأخلاقية التي كانت تحكمه سابقًا نتيجة الضغوط الحياتية بشكل عام وللأزمات الاقتصادية التي يتعرض إليها بشكل خاص.

كما أكدت أستاذة علم الاجتماع، أنه على الدولة أن تقوم بالتصدي لتلك الظواهر في أقرب وقت مُمكن كي لا يأتي الوقت الذي يصعب عليه التحكم في تصرفات المصريين.

* الأزمات الاقتصادية

وفي نفس السياق، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن انتشار ظاهرة الاغتصاب والتحرش في الآونة الأخيرة يرجع لغياب الدور الأخلاقي التي من المُفترض أن تكرسه الدولة في نفوس كافة الأجيال الناشئة من خلال المناهج التعليمية.

وأضاف فرويز، أن السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها الأفراد في المجتمع ترجع للضغوط الاقتصادية التي طحنت المواطن المصري وجعلته غير مُتزن نفسيًا، مؤكدًا أنه يمكن مواجهة تلك الأفعال المُشينة في حق المجتمع بالتوعية من خلال الحملات الإعلانية واللقاءات والندوات في كل حي بكافة أنحاء الجمهورية.

كما أكد أستاذ الطب النفسي، أن عدم مواجهة تلك الظواهر يمكن أن تزيد حجم الاضطرابات النفسية للمجتمع بأكمله وليست مُقتصرة على فئة مُحددة.

* المجتمع دمر المواطن

من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي في تصريح خاص لـ"الفجر"، إنه قبل أن تقوم الدولة بمُعاقبة الخارجين عن الأعراف والتقاليد المصرية لابد من دراسة الأسباب التي جعلتهم يسلكون لفعل تلك التصرفات.

وأضاف مغيث، أن المجتمع جعل من المواطن إنسان غير سوي فكريًا ونفسيًا للضغوطات الحياتية التي يتعرض إليها بصفة يومية، مؤكدًا أن انحدار تصرفات المواطن واللجوء للمحرمات الدينية أصبح أمر سهل التصرف به نتيجة عدم تأهيل المجتمع على أن يعيش عيشة كريمة بالإضافة إلى عدم مُحاسبة الخارجين عن القانون.