عسكريون يروون تفاصيل خطيرة لأول مرة عن جبل الحلال وحقيقة تورط ضباط شرطة في عمليات إرهابية بسيناء

محافظات

ندوة تحديات الإرهاب
ندوة تحديات الإرهاب في سيناء


أكد اللواء مجاهد الزيات وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن تورط ضباط شرطة أو جنود في العمل لصالح العناصر الإرهابية في سيناء أمر عار عن الصحة، مشيرًا إلى أن تلك الأقاويل الدائرة هي تضليل إعلامي عالمي، في ظل إعلام محلي ضعيف.

وأضاف "الزيات"، في كلمته خلال ندوة "تحديات الإرهاب قي سيناء" بمكتبة الإسكندرية بحضور عضوي المجلس المصري بالشؤون الخارجية، اللواء جمال يوسف واللواء محمد إبراهيم، أن الإرهابيين في سيناء يستخدمون تقنيات عالية مثل العبوات الناسفة التي تكون عبارة عن 6 متفجرات تحدث في وقت واحد، مرجعًا حوادث الاضطهاد ضد الأقباط في سيناء، للتشويش على زيارة رئيس الجمهورية المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يتم فتح ملف الأقباط في أمريكا.

وتابع أن الدولة ترفض تهجير السكان من سيناء عقب حادث اضطهاد الأقباط، حتى لا يتم السماح للجماعات الإرهابية بتنفيذ مخططاتهم في الاستيلاء على الأرض، وإعلان سيطرتهم علبها، مؤكدًا أن مشكلة الإرهاب في سيناء إقليمية ودولية، وهناك ضرورة لتصفية الإرهاب من جذوره.

وقال اللواء جمال يوسف، إن منطقة جبل الحلال يعيش فيها كل الهاربين والمجرمين من القبائل العربية في سيناء، ويطلق عليهم هناك "متشمس"، أي أن رئيس القبيلة أهدر دمه، وذلك بالاحتكام إلى الأعراف المسيطرة عليهم، لافتًا إلى أن تلك المنطقة مليئة بالمجرمين والعناصر المتطرفة، غير أن تلك العناصر تحتمي بالقبائل، وأنه في عرف القبائل لا يتم تسليم أي شخص للشرطة.

ونوه بأن بيانات القوات المسلحة عن العمليات في سيناء محدودة، وذلك حتى لا يتسبب في الإضرار بالعمليات العسكرية، وفي ظل ذلك لا يمكن لوسائل الإعلام، نشر أي معلومات إلا من مصدر موثق ورسمي، ويتم عرضها للجميع، لأن هناك جهات تستهدف الروح المعنوية للجيش والشرطة والمواطن، وهدفها أن تهتز ثقة المواطن بالجيش.

وذكر أن الارهاب في سيناء دولي وقادم من دول متعددة، وساحته هي أرض سيناء، موضحًا أن طبيعة سيناء تقوم على انتشار القبائل في قطاعات دولة مصر، وإسرائيل من عرب 48، ثم منطقة غزة، وأن تلك القبائل مرت بمراحل عديدة.

وكشف أنها قبل حرب 67 كان لها نشاط رعوي ولها مناطق نفوذ وسيطرة، وعقب حرب 1967 والاحتلال الإسرائيلي لبعض المناطق المصرية والفلسطينية، استخدمتها إسرائيل لتحقيق مصالحها، ولكن هذا لا يعني أنها قبائل ليست وطنية، وإنما ساعدت الجيش المصري في حرب أكتوبر، وهذه القبائل بطيبعتها لا تنتمي إلى الفكر المتطرف الديني، وليس لها نزاعات، ولكنها تعيش بشكل رئيسي على التهريب سواء السلاح أو المخدرات.

وأضاف "يوسف"، أن المتطرفين في تلك القبائل تبيح تناول الحشيش، والتجارة به أمر مسموح، لكنها تحرم المواد المخدرة الأخرى، قائلًا: "هناك قبائل يعرف عنها التعامل المباشر والواضح مع إسرائيل، مقابل مد لتلك القبائل خط المياه داخل منتصف سيناء، وهناك قبائل على علاقة قوية بالقوات المسلحة المصرية، وقيامهم بحماية خطوط الاتصالات ويحصلون على مقابل مادي، وبالتالي هناك علاقة قوية بين الجيش والقبائل، وهناك قبائل تعتمد على الأنفاق كمصدر دخل أساسي، ولكنها تعمل ضد مصالح الدولة المصرية".

وأكد اللواء محمد إبراهيم أنه لولا حرب الجيش المصري في سيناء كان سيتم فصلها عن باقي مصر، لأن ذلك المشروع مطروح منذ ثلاثة عقود، لكنه كان بشكل غير رسمي من مراكز ابحاث أجنبية، وأنه يتم العمل على تطبيقه بشكل رسمي، مثلما حدث في إقامة دولة إسرائيل داخل فلسطين، بحسب قوله.

وشدد على ضرورة أن تكون المواجهة في سيناء على كاقة المستويات، لكن يجب أن تكون المواجهة الأولى عسكرية وحازمة، ثم التنمية الاقتصادية التي قد تسير بالتوازي، مشيرًا إلى أن المواجهة يجب أن تكون شاملة مثل حل المشاكل مع قطاع غزة، وكافة الدوائر الأمنية في مصر.