الحب في الإسلام

إسلاميات

الحب في الإسلام
الحب في الإسلام


الحب معنى قيمى لا حياه للإنسان بدونه، فهو الميثاق الاول والعهد الاول الذى عقده الحق بين السماء والارض اذ لا ينفك الانسان فى دقائق حياته عن الحب ،بدءا بحب الله الذى يغمر كيان المرء لأنه فطره فى النفس ثم محبه حبيب الله لأنه عرٌف الخلق بالحق وبلًغ الامانه بالحب ونصح الامة بالحب وأرسى دعائم الرحمه وهى فرع من الحب. 

أماقال الحبيب صلى الله عليه وسلم( الراحمون يرحمهم الله ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء وبالحب والرحمه عانقت الام الوليد وأحبته وتعلقت به ولم يزل ستيراً فى غياهب الارحام مهما تكبدت من مشقه وعذابات يقول تعالى .(حملت كُرها ووضعته كٌرها ) الاانما بعد المخاض وعذاباته تحمله على صدرها لترضعه لباناً من حب خالص ذلك الحب الذى يسرى إلى الوليد فإذا به باراً صالحاً و هوحب له قابل مستجيب حيث برى الرضيع هذه الام وكأنها مدينة الحانيه ومن هذا الحب حب الزوج لزوجته ذلك الحب الذىأعده الله وفق نسيج الحياه فقد أودع بين الرجل والمرأه ميلاً فطريا ويجتذب الروح والجسد حافظا على المعموره لكن جعل له وعاءاً مشروعاً يرضى عنه الله وصدق الله العظيم حين قال (ومن أياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجآ لتسكنوا اليه وجعل بينكم مودة ورحمه). 

أما الحب العذرى فمعلوم ومعتبر طالما أن يكلل بالزواج ويقول أبن حزم فى طوق الحمامه عندما سُئل عن الحب قال أوله هزل واخره جد .دقت معانيه لجلالها عن أن توصف فلا تدرك حقيقتها الا بالمعاناه وهو ليس بمنكر فى الديانه وفى الصححين كان مغيث يمضى خلف زوجته بوريره بعد فراقها له وقد صارت أجنبيه عنه ودموعه تسيل على خديه فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( يا ابن عباس تعجب من حب مغيث لبريره، ومن بفض بريرة مغيثا ثم قال لها لو راجعت فقالت أ تأمرنى؟ فقال لا إنما أنا شافع ، قالت :لا حاجه لي فيه ، {رواه البخارى} وقال رجل لعمر ابن الخطاب رضى الله عنه يا أمير المؤمنين إنى رأيته امرأة فعشقتها فقال له : ذلك مما لا يملك تزوجها) {ابن حزم }.

وفى الحديث الشهير جداً الذى روى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قصته الثلاثه الذى أوا تم المبيت الى غار فدخلوه فانحدرت صخره من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا انه لا ينجيكم من هذه الصخره الا ان تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم فدعوا الله إلى أن قال اخرهم اللهم كانت لى ابنة عم كم كانت أحب الناس الىٌ وفى روايه كنت أحبها كما يحب الرجال النساء فراودتها على نفسها{ أى أراد مواقعتها} فامتنعت منى حتى المَت بها سنة من السنين أى ضاقت بها الظروف لمصيبه أصابتها فجاءتنى فاشتطت لمساعدتها أن اعطيها عشرين ومائه دينار على أن تخلى بينى وبينها (أىتسلم له نفسها) ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت إتق الله ولا تفض الخاتم الابحق.

{أى الا بعقد زواج} فانصرفت عنها وهى أحب الناس الي وتركت الذهب الذى إعطيتها إياه.

( اللهم ان كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك فاخرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخره ...{متفق عليه } وها نحن الان نعايش الحب فى أسمي معانيه إذ تدافعت القلوب قبل العقول فى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ومناصرته .وما ذلك الا توظيفا للحب الذى تشربته أرواحنا وعقولنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.