هل تعرف كيف كان حال مصر قبيل الحروب الصليبية ؟

منوعات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


لم يكن الوضع في بلاد العالم الإسلامي قبل الحروب الصليبية طيِّبًا، اللهم إلا في بعض البقاع المتفرقة، ولعل أهم المناطق التي تعنينا هي منطقة مصر لقربها من الأحداث، بل ولتعرضها لبعض الحملات الصليبية.

كانت مصر في هذه الأثناء تحت حكم العبيديين الشيعة (الملقَّبين بالفاطميين)، وقد بدأ حكمهم في مصر سنة (358هـ) 969م وامتد حكمهم إلى الشام والحجاز.

والعبيديون طائفة متطرفة جدًّا من الشيعة الإسماعيلية، وهي إحدى الطوائف المنشقة عن الشيعة والمنتسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، ويقولون بكل عقائد الشيعة وأكثر، ويحرِّفون تحريفاتهم، وهم يدَّعون النسب إلى فاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبوا في ذلك.

 وقد سيطروا على المغرب سنة (296هـ) 908م، ثم انتشروا في شمال إفريقيا، وأقاموا ما يسمونه بالخلافة الفاطمية، وهي ليست في الأصل خلافة ولا فاطمية، إنما هي دولة خبيثة.

وكانوا يدَّعون في أئمتهم أشياء عجيبة، ووصل الأمر إلى ادِّعائهم أن الله حلَّ في أئمتهم ولذلك فهناك منهم من ادَّعى الألوهية وليس النبوة، ومن أشهرهم الحاكم بأمر الله.

وأنشأ هؤلاء المنحرفون الجامع الأزهر في مصر لينشر سمومهم ، ولكن الله أبى ذلك.

 وكانوا يُظهِرون سبَّ الصحابة بل والأنبياء، ويضربون عنق من أظهر حُبَّ أبي بكر أو عمر، ويقطعون لسان من قال في الأذان (حي على الفلاح)؛ لأنهم يستبدلون بها (حي على خير العمل)، ومنكرات أخرى كثيرة مسجلة في كتب التاريخ.

لقد كانت هذه الدولة الخبيثة هي التي تحكم مصر في ذلك الوقت، بل وإنها انقسمت على نفسها في سنة (487هـ) 1094م، عندما تُوفِّي خليفتهم المستنصر، وتكوَّنت فرقتان كبيرتان؛ الأولى هي التي تقطن بمصر وتحكمها، وهي المستعلية (نسبة إلى المستعلي بن المستنصر). أما الفرقة الثانية فهي أشد شرًّا من كل ما سبق وهي فرقة النزارية، وهي المنتسبة إلى نزار بن المستنصر أخي المستعلي بن المستنصر.

أما الطائفة التي كانت تحكم مصر في أواخر القرن الخامس الهجري، أيام قدوم الحملة الصليبية فكانت طائفة المستعلية الإسماعيلية، وكانوا قد فقدوا السيطرة تمامًا على مناطق شمال غرب إفريقيا، ولم يعُدْ لهم في ملكهم إلا مصر، وكانت لهم أطماع كبيرة في الشام وفلسطين؛ ولذلك فإنهم كانوا في حروب مستمرة مع السلاجقة السُّنة، ولم يكونوا يمانعون أبدًا في التحالف مع الروم البيزنطيين تارة، ومع الصليبيين أنفسهم تارة أخرى في سبيل القضاء على السلاجقة، وأخذ جزء من أرض الشام وفلسطين.