"الزوجة المسترجلة".. أسلوب حياة أم خلل هرموني؟

تقارير وحوارات

الزوجة المسترجلة
الزوجة المسترجلة - أرشيفية


"البنت المسترجلة" أو "الزوجة المسترجلة"، مصطلح يطلق على السيدات اللاتي يسلكن سلوك الرجال في ملبسهم وتصرفاتهم، أيضًا تطلق على الفتيات اللواتي يشاركن في الألعاب والأنشطة التي تحتاج إلى قوة بدنية وتعتبر في كثير من الثقافات حكرًا على الذكور. 

 


 

 

وتلك الفتاة التي تتشبه بالرجال في صغرها، يكبر ذلك معها بعد الزواج وتتحول إلى "زوجة مسترجلة"، وتبدأ في إرساء رغبتها في أن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في القررارت التي تتخذها الأسرة بشأن حياتها العائلية في مختلف النواحي.

 

"الفجر" استطلعت أراء بعض المواطنين حول تلك الظاهرة لمعرفة مدى قبولهم أو رفضهم للفتيات التي تتشبه بالرجال، وكذلك الزوجات التي تقوم بدور الرجل في ظل وجود زوجها.

 

تقول دعاء ابو العزم معبرة عن رفضها لـ"البنت المسترجلة": "البنت المسترجلة بكل تصرفاتها وشكلها ولبسها وأسلوبها برفضها تماما"، متسائلة: "هي ربنا خلقها بنت ليه تسترجل ليه تعيش دور مش دورها؟"، متابعة: " وأنا ضد كلمة مجتمع والمفروض تتعامل كده ودا الصح لاء دا غلط".

وتضيف: "الغريب إن البنت المسترجلة غالبا بتكون شايفه نفسها صح وإن دا الطبيعي اللي مفروض يمشي عليه كل البنات وإنه بيكون إحترام من وجه نظرها". 

 

وعن الدور الاجتماعي للرجل والمرأة، يقول محمد معوض، إنه لا يوجد "بنت مسترجلة" و"ولد مخنث"، فالدور الاجتماعي للرجل والأنثي يقسمه المجتمع، ولكن للاسف في مجتمعاتنا تقسم طبقًا للطبيعه البيولوجية، فمثلا "الولد يجيله مسدس والبنت عروسه، رغم انه ممكن العكس عادي، البنت تبكي والولد لا، رغم أنه ممكن العكس، بالاضافه لتوزيع للأدوار في العمل فالأنثي تعمل الأعمال البسيطة والأعمال الشاقه للرجل، على الرغم أن الواقع نفى ذلك وأثبت إن الأنثى من الممكن أن تحل محل الرجل في أي شئ إلا في العمل التي تحتاج فيه لرحمها.

 

وتابع: "دا بيثبت إن مفيش بنت مسترجله بس في بنت خضعت لظروف فاكتسبت بعض الصفات حتى تستطيع ان تتعايش".

 

أما عن الزوجة المسترجلة التي ترغب في اتخاذ القرارات بعيدًا عن الرجل، فيقول أحمد علاء الدين إن ذلك يرجع إلى شخصية الرجل نفسه "إما بتكون ضعيفة أو هو أصلاً مش ليه لازمه لا بيحل ولا يربط"، فالمرأة يجب أن تسترجل في الحالة الأخيرة حتى يصبح في البيت مدبرًا للأمور، متابعًا: " وعلى فكره مش عيب لما الزوجه تاخد قرارات هي إذا كانت فعلا في الصالح.. ودي كمان بترجع لشخصية الراجل ودرجة التفاهم بينهم ممكن يكون مش بيفهم بس عايز كلمته هي تمشي". 

 

تأثير الهرمونات على الفتاة

 

ومن بين الأراء الطبية في ذلك الشأن، يقول الدكتور وائل إبراهيم استشاري أمراض النساء والولادة، إن تعرُّض المرأة لضغوط نفسية وعصبية شديدة يؤثر على دورة الهرمونات في جسمها، وأن جسم المرأة يحتوي على هرمونات أنثوية، ولكن الكثير من النساء يجهلن أن أجسامهن تحتوي على هرمون ذكري وهو الذي يضفي على المرأة بعض الصفات الخاصة بالذكور كخشونة الجلد وظهور الشعر في الوجه وخاصة فوق الشفاه وفي بعض أجزاء الجسم الأخرى ويعمل هذا الهرمون في جسم المرأة ولكن بنسب متفاوتة، ويزداد نشاطه عند اضطرابها ومضاعفة مجهودها البدني.

 

دور الضغوط النفسية والعصبية

 

ويقول صبحي أبولوز، الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، إن المرأة إذا وقعت تحت ضغوط نفسية نتيجة كثرة مشاغلها وتعدّد مسئولياتها في المنزل والعمل، فإن ذلك يحدث انخفاضا في نسبة التبويض، مما يؤدي إلى التقليل من نسبة هرمونات الأنوثة “البروجسترون والإستروجين”، فيؤثر على تكوينها البدني كأنثى من حيث نعومة بشرتها ونمو شعرها وثدييها وغير ذلك من وظائف هرمونات الأنوثة، وطالما أن المرأة عصبية ومتوترة فإن ذلك يقلّل التبويض، مما يؤثر على إمكانية حدوث الحمل بالنسبة للمتزوجات، ويؤدي لبعض أمراض الحيض أو انعدامه، وعدم انتظامه لدى الفتاة.

 

اسباب اجتماعية لـ"الزوجة المسترجلة"

 

فيما تقول الدكتورة نهلة عبدالسلام، استشاري العلاقات الأسرية، إن من الظواهر الغريبة في الآونة الأخيرة ظهور نمط "الست المسترجلة"، فنجد كثير من البنات تبدأ في التشبه بالرجل أما في المظهر أو السلوك  ومنهم من تتقمص شخصية الرجل بشكل كامل في اللبس والصوت والتصرفات.

 

وأضافت "عبدالسلام"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه علي سبيل المثال نجد بعض الزوجات تأخذ دور "سي السيد " في المنزل  وهي الآمر الناهي لكل شئؤن الأسرة وتحب أن تكون مسيطرة علي كل مجريات الحياة الزوجية، وهذا النوع من الزوجات يعاني منه الزوج كثيرًا ويسبب له الحزن والإنزعاج والإحراج لأن الرجل الشرقي يحب دائما أن تكون زوجته  حملًا وديعاً تشعره بأهميته وتكون خاضعة له طوال الوقت و لا يرتفع صوتها في وجوده، ومرحه وتجيد الطهي  لكن بشرط أن يشبه أكلها أكل والدته.

 

وأشارت استشاري العلاقات الأسرية إلى أن في معظم الأحيان تأخذ الزوجة هذا الأسلوب عندما تشعر بضعف زوجها وتردده في أخذ القرارات، فيجب أن يكون الزوج حازم في قراراته ولا يجعلها تنفرد بالقرارات وحدها فيما يخص حياتهم الأسرية.

 

وتصيف:  "قد تلجأ الزوجة لهذا الفعل لشعورها بإهمال الزوج وتجاهله لها فتحب أن تثير غضبه وتلفت انتباهه لها عن طريق هذا الاسلوب، ولذلك يجب أن يجلس معها ويمنحها مزيدًا من الحب والاهتمام والتقدير والاحترام".

 

وتابعت: "عندما يكون الزوج مستبد ويستخدم معها  العنف والقوة فهي لا توجد سوي هذا السلاح لكي تدافع عن وجودها ونفسها معه ، فيجب أن يحاول بقدر الامكان تجنب الصراع والصدام معها ولا تحقر رأيها وتستهزأ به".

 

واستطردت: "قد يكون سبب تصرف الزوجة بهذا الأسلوب نتيجة لطريقة خاطئة تربت عليها  في أسرتها قبل زواجها، وكانت الأم هي المتحكمة والأب لا دور له، فتحاول أن تقتدي بأمها وتطبق ماكانت تفعله مع زوجها، في هذه الحالة دور الزوج أن يتصرف معها بذكاء ويعودها علي أسلوب الحوار وإحترام الرأي الآخر ويوضح لها أن الحياة الزوجية يستحيل أن تستمر بهذه الطريقة وأن الابناء هم من سيدفعون ثمن الخلافات بينكم".