للعنب فوائد عديدة والإكثار منه يسبب مشاكل فى الهضم وآلاما بالمعدة

الفجر الطبي



العنب واسمه العلمى (Vitis vinifera)أصبح من النباتات التى تعتبرا مصدرا جيدا لعلاج العديد من الأمراض ومنذ ظهور كفاءته العلاجية ظهر معه بعض الجدل، هل هو فعلا مفيد لعلاج الأمراض، وهل هناك حالات محظور عليها تناول العنب، وهل تناول العنب قد يتفاعل مع أدوية أخرى ويؤثر عليها؟

يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، يجب أن نعى أن تأثيرات العنب العلاجية ليس مقتصرا فقط على ثماره كما هو عالق فى أذهان أغلب الناس، ولكن فوائده تمتد أيضا لأوراقه التى تستخدم كغذاء فى معظم بلادنا العربية، وأيضا تعتبر بذور العنب من الأجزاء الهامة التى تدخل فى علاج العديد من الأمراض.

ولنبدأ بالثمار، فثمار العنب تحتوى على نسبة عالية من السكريات وبعض المواد الفلافونويدية المضادة للأكسدة، وقد أثبتت الأبحاث قدرة هذه المواد على خفض نسبة الكوليسترول والدهون الضارة بالدم، وتعمل على انبساط الأوعية الدموية وتقى القلب من أمراض الشرايين والأوردة.

كما أثبتت الأبحاث أن تناول ثمار العنب يسهم فى علاج بعض حالات الإمساك وكل هذه التأثيرات السابقة تكون أقوى فى العنب الأحمر أكثر من الأبيض، لاحتوائه على تركيزات أعلى من هذه المواد الفعالة.

أما الأوراق التى تحتوى على مواد فينولية عالية التركيز لها تأثير أيضا مضاد للأكسدة، بالإضافة لتأثيرها القابض للأوعية الدموية ومضادة للالتهابات الجلدية، مما يجعلها مناسبة لعلاج الجروح وسرعة التئامها وهذه المواد القابضة لها تأثير قوى لعلاج حالات الإسهال لقدرتها القابضة والقاتلة للعديد من الميكروبات المعوية، وأيضا تعد أوراق العنب الأحمر الأقوى فى التأثيرات العلاجية السابقة.

أما البذور فقد أكدت الأبحاث أن زيتها وخلاصة بذور العنب التى تحتوى على مواد فينولية، تسمى (Proanthocyanidin) تساعد على التخلص من أعراض التعب والإرهاق وترفع مناعة الجسم، وتقلل التوتر وتساعد على علاج قصور الدورة الدموية فى الأطراف التى تسبب تنميل الأرجل وتورمها وبدورها تكون علاج قوى فى حالات الدوالى وبعض أعراض الشيخوخة.

كما أكدت أبحاث حديثة أن خلاصة بذور العنب تحسن رؤية الأعين المرهقة وتعالج عدم وضوح الرؤية والزغللة، كما ظهر بحث حديث ينفى قدرة خلاصة بذور العنب فى علاج ضغط الدم كما كان معروفا من قبل.

أما عن الأبحاث المصرية فقد أثب بحث منشور من رسالة ماجستير تحت إشراف الدكتورة سهام الهوارى الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهره قدرة العنب على إدرار البول وكمضاد للأكسدة، ومنشط لخلايا الكبد، وقامت الرسالة بعمل مقارنات بين التأثيرات البيولوجية والطبية لأنواع العنب المختلفة.

أما بالنسبة للآثار الجانبية للعنب فثماره محظور أكلها بكميات كبيرة لمرضى السكر، كما أن الإكثار منه قد يسبب بعض آلام فى المعدة وبعض مشاكل فى الهضم والامتصاص.

كما قد يسبب بعض الصداع فى الجرعات العالية وحتى الآن لم تستطع الأبحاث إثبات مدى أمان العنب على الحمل، ولذلك يجب عدم الإكثار منه فى حالات الحمل.

وتعتبر المشكلة الأكبر فى العنب هو تفاعلاته مع الأدوية الأخرى فقد أثبتت آخر الأبحاث أن العنب يؤثر على مادة اسمها (Cytochrome P450) وهذه المادة هى المسئولة عن الأيض، وتحويل معظم الأدوية لصورتها الفعالة عن طريق الكبد، فتناول العنب مع بعض الأدوية يؤثر بالسلب على كفاءة هذه الأدوية، خاصة التى تتحول عن طريق الكبد ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: الأدوية التى تحتوى على الثيوفيللين والبربوانولول والهالوبيريدول والفيناستين والكلوزابين، ولذلك يجب استشارة الطبيب المعالج عن مدى تأثير العنب على الأدويه الموصوفه وكيفية تفادى هذا التفاعل.

كما أن العنب يزيد من سيولة الدم لذلك محظور تناوله مع الأدوية التى تمنع التجلط مثل (warfarin)، لأنه قد يسبب النزيف ويجب فى هذه الحالة تعديل جرعة الدواء المانع للتجلط مع الطبيب المعالج.