في يوم الصحة العالمي.. مختصون: المصريون يعانوا من " اكتئاب سودوي" يؤدي للإنتحار

تقارير وحوارات

إنتحار  شخص - تعبيرية
إنتحار شخص - تعبيرية



يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل كل عام، إحياء للذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية، وتقوم المنظمة في هذا اليوم بتحديد موضوع صحي محدد يهم الناس في أصقاع العالم أجمع.

وحددت منظومة الصحة العالمية في هذا اليوم، موضوع حملة العام هو الاكتئاب، وعنوانها "دعونا نتحدث عن الاكتئاب"، لذا تستعرض "الفجر"، في هذا التقرير، معدلات الاكتئاب في مصر، والأسباب المؤدية له.

تحيي منظمة الصحة العالمية في السابع من إبريل، من كل عام يوم الصحة العالمي، التي دعت إليه في عام 1948 إلى تكريس هذا اليوم لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي على أن يتم كل عام، اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي لتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلّم منظمة الصحة العالمية، وذلك اليوم هو أيضاً مناسبة لاستهلال برنامج دعوي طويل الأجل يتم في إطاره الاضطلاع بشتى الأنشطة وتخصيص موارد لفترة لا تقتصر على هذا اليوم بل تتجاوزه.

الاكتئاب يؤثر على الناس بجميع أعمارهم، وفي جميع مناحي الحياة بالبلدان كافة، وهو يسبب ألماً نفسياً، ويؤثر في قدرتهم على القيام حتى بأبسط المهام اليومية، ويخلف أحيانًا عواقب مدمرة على علاقاتهم مع أسرهم وأصدقائهم، ومن الممكن أن يؤدي الاكتئاب في أسوأ الأحوال إلى الانتحار، وهو الآن السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.

١,٥ مليون مصاب بالاكتئاب فى مصر
من جانبه أعلن الدكتور احمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي و أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، أن ١,٥ مليون مصري مصاب بمرض الأكتئاب، فيما تصل نسبة المصابين عالميا الى ٦٪، مشيرا الى أن معظم الأمراض المزمنة يصاحبها مرض الاكتئاب، كما يصيب ٢٠٪ من مرضى السرطان، و ٤٠٪ من مرضى الشلل الرعاش، وتصل نسبة وفيات مرضى القلب المصحوب بالاكتئاب إلى ١٧٪، كما يعد الأكتئاب عامل مؤثر فى الإصابة بالجلطات.

لذا تعددت حالات الانتحارفي مصر، لاسيما في الأونة الأخيرة، بسبب غلاء أسعار السلع الأساسية والضرورية في حياة المواطنين، حيث أخذها البعض على أنه الحل الوحيد أمامه للتخلص من أعباء المعيشة اليومية.

انتحار ربة منزل
في الثامن عشر من سبتمبر لعام 2015، انتحرت سيدة تدعى صفاء حمدي، 32 سنة، ربه منزل ومقيمة بمركز بني مزار، عن طريق إلقاء نفسها أمام القطار، بعد مشاجرة مع زوجها بسبب الفقر وسوء الظروف المعيشية وعدم مقدرته علي توفير أبسط احتياجاتها في الحياة.

خلافات على مصروف المدرسة
ومن حالات الانتحار الشهيرة التي تدوالها السوشيال ميديا بشكل مكثف واقعة انتحار مواطن يدعي فرج رزق فرج، 48 سنة، ويعمل سائق، شنقا على لوحة إعلانية بالطريق الصحراوي السريع بين القاهرة والإسماعيلية في 24 من سبتمبر عام 2015، بسبب خلافات مع زوجته على مصروفات أبنائه في المدرسة.

انتحار مواطن تحت عجلات القطار
في الثالث عشر من يونيو الماضي، لقى رجلا أربعينيًا مصرعه، بمركز دشنا بمحافظة قنا، عقب انتحاره بوضع عنقه على خطوط السكك الحديدية، و أفادت تحريات المباحث الجنائية بأن ضائقة مالية تسببت في عجزه عن الإنفاق على أسرته ما دفعت المواطن للانتحار.

انتحار رب أسرة شنقًا
وفي السادس من أكتوبر الماضي، تكررت نفس حالة الانتحار لرب أسرة في العقد السادس من عمره، في منطقة حي عرابي بمدينة كفر الزيات، حيث قرر التخلص من حياته شنقًا داخل منزله، لفشله في تدبير نفقات المعيشة، والوفاء باحتياجات أسرته.

وكشفت التحريات عن الظروف المعيشية الصعبة التي مر بها المتوفى في الفترة الأخيرة، حيث يعول 3 أبناء ولدين وبنت، في مراحل مختلفة من التعليم، إضافة إلى زوجته، ربة منزل بدون عمل.

حالة يأس واحباط تؤدي للانتحار
في ضوء ما سبق أوضح  الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن لجوء بعض المواطنين في العقد الثاني من أعمارهم إلى الانتحار على أنه الحل الوحيد أمامهم  للتخلص من أعباء الحياة وعدم قدرتهم الاقتصادية على  المعيشة يعتبر احباط شديد ويأس ناجم عن العجزعلى استطاعة المعايشة خاصة أن هؤلاء في عمر المراهقة، فتغلبهم لحظات الضعف.

اكتئاب سودوي
وأضاف "فرويز"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن اتجاه الفئة  العمرية الكبيرة فيما فوق الثلاثين إلى الانتحار يعتبر اكتئاب سودوي؛ نتيجة تراكم الأعباء على مدار عمره، لافتًا إلى أن جين الاكتئاب بينمو على مراحل إلى أن يصل إلى نهايته السودوية التي تؤدي تصور له أن الحل هو انتهاء حياته.

التفكير التشاؤمي
في سياق متصل أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن عدم الاستقرار المادي له أثار سلبية على الحالة النفسية للمواطن، فهو يؤدي إلى عدم استقرار أسري، وبالتالي يعيش الفرد داخل دوامة التفكير والعجز في ايجاد حلول تتناسب مع دخله المادي فيؤدي إلى اكتئاب مزمن ووقوع فوضى في المجتمع نتيجة التفكير التشاؤمي.

 وأوضح " هاني"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن عدم الاستقرار الأسري سيؤثر على الاستقرار الوظيفي؛ نتيجة حالة الإحباط و التوتر المستمر والتفكير في أعباء الحياة التي أصبحت شىء روتيني وفرض على الجميع، مما يؤدي إلى عطلة عجلة الإنتاج في البلد.