بعد الاستعانة بـ"إخوان مصر".. هل تطارد "أردوغان" لعنة الفراعنة؟ (تقرير)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

ما أشبه اليوم بالبارحة.. سيناريو الإخوان في مصر، يتكرر الآن في تركيا، فما فعله الإخوان في الاستفتاء المصري على دستور 2012، يشهده الشعب التركي اليوم من الجماعة الإرهابية عقب إدلاء الأتراك بأصواتهم في الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التى وافق عليها البرلمان فى يناير الماضى، والتى تمنح الرئيس التركي صلاحيات ديكتاتورية واسعة.

 

فعلى نهج الرئيس المعزول "محمد مرسي" سار الرئيس التركي "أردوغان"، في الاعتماد على عناصر إخوانية لتعزيز صلاحياته الديكتاتورية في الاستفتاء، وكما فعل الإخوان في مصر يقومون باستخدام نفس أساليبهم اليوم لخداع الشعب التركي.

 

وخلال السطور التالية نرصد لكم ملامح التشابه بين أساليب الإخوان في استفتاء المصريين على دستور 2012، والتعديلات الدستورية في تركيا الآن.

 

خطط الإخوان في مصر

إبان التصويت على الاستفتاء الشعبي في مصر، على دستور 2012، قام الإخوان باستخدام عدد من الآلاعيب لمغازلة الشعب المصري لإقناعهم للتصويت بنعم على الدستور، وكانت تلك الأساليب بين "القاء الخطب في المساجد، توزيع الزيت والسكر في الميادين والمحافظات، وتوزيع الهدايا على المواطنيين، وجولات في مختلف المحافظات لمحاولة إقناع الشعب بالتصويت لصالحهم".

 

خطط الإخوان في تركيا

وعلى نفس نهجهم الذي اتبعوه في مصر، قام الإخوان في تركيا باستخدام نفس ألاعيبهم لدعم أردوغان، وهو ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن "مصادر تركية مطلعة" قولها إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استعان بعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي المتواجدين داخل تركيا للترويج للتعديلات الدستورية التي يجريها.

 

إلقاء الخطب في المساجد

وأضافت المصادر، أن ذلك "يأتي في إطار محاولات أردوغان المستميتة لفرض هيمنته على مقاليد الأمور في تركيا"، وأوضحوا أنهم يقومون بمساندته من خلال إلقائهم خطب الجمعة في العديد من مساجد تركيا، كما كانوا يفعلون في المساجد المصرية إبان استفتاء دستور الإخوان 2012، مشيرين إلى أن ذلك في إطار المخالفة للقوانين التركية التي تحظر اعتلاء أي أجنبي للمنابر.

 

جولات لحث المواطنين على التصويت بالموافقة

وأشارت المصادر، في تصريحات لها، إلى أن النظام التركي استعان بالإخواني الهارب محمد الصغير في القيام بعدة جولات في محافظات جنوب شرق تركيا، لحث المواطنين الأتراك على التصويت بالموافقة على تلك التعديلات.

 

توزيع الهدايا على الشعب

ولفتت المصادر، إلى أن أردوغان يتبع نفس الأساليب التي اتبعها التنظيم الإرهابي في مصر خلال الانتخابات، وذلك بتوزيع الهدايا والمواد الغذائية والبطاطين عبر زيارات قامت بها عناصر من أمانة الشباب بالحزب الحاكم (العدالة والتنمية).


هل تطاردهم لعنة الفراعنة؟

طاردت جماعة "الإخوان" في مصر لعنة الفراعنة، وذلك بعد فشلهم في السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، وقيام الشعب بثورة 30 يونيو، من أجل عزل تلك العصابة عن حكم مصر، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في تركيا وذلك عقب استعانة "أردوغان"، بالإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة التركية من خلال استفتاء شعبي.

 

ضمان حصولهم على الأمان

ومن جانبه قال أحمد بان، خبير الحركات الإسلامية، أن السبب وراء دعم الإخوان لأردوغان في تركيا، هو لتعويض فشلهم في مصر، حيث أن الجماعة أدركت استحالة عودتها لمصر مرة أخرى لذلك اتخذت من تركيا مأوى لها لذلك تدعم أردوغان.

 

وأكد بان، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أردوغان قام بالاتفاق مع جماعة الإخوان لدعمه في صراع الاستفتاء الدستوري، مقابل تأمينهم وعدم تسليمهم للسلطات المصرية.

 

سبب الدعم هو رد الجميل ولمصالحهم الشخصية

وقال هاني الجمل، خبير في الشأن العربي، أن مساندة الإخوان لأردوغان في تركيا، جاء ضمن استكمال الاتفاقيات بين أردوغان والإخوان، والتي ظهرت منذ وجود الإخوان في مصر.

 

وأضاف الجمل، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإخوان يقومون برد الجميل لأردوغان بعد مساندته لهم عقب عزلهم من مصر، مشيراً إلى أن ذلك الهدف الإخواني المعلن لأردوغان، ولكن الهدف الحقيقي للجماعة الإرهابية هي مساندة أردوغان للسيطرة على مقاليد الحكم لضمان تأمين وجودهم في تركيا بعد ضياع أملهم للرجوع إلى مصر مرة أخرى.

 

واستبعد خبير الشأن العربي، وقوع نفس مصير الإخوان لأردوغان، حيث أن أردوغان في يده مقاليد الحكم في تركيا لن تعطي فرصة لأحد للانقلاب عليه، كما أنه ضمن الشعب التركي الذي التف حوله بسبب قوة الملف الاقتصادي.