التاريخ الدموي لـ"إيران".. المقابر الجماعية "دليل إدانة"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تاريخًا دمويًا يطارد إيران، بسبب ما تقوم به من إعدامات للمواطنين والمعارضين، إلا أن هناك شئ شاهدًا على ذلك التاريخ الدموي وهو المقابر الجماعية التي تم العثور عليها خلال السنوات الأخيرة في قطر.

 

مجزرة السجناء المعارضين 1988

هناك أفعال أثبتت التاريخ الدموي لنظام الملالي في إيران رغم محاولته لإخفاء حقيقته الدموية والمقابر الجماعية لفترة حكمه وما يثبت ذلك المجزرة التي ارتكبتها السلطات الإيرانية في 1988، وراح ضحيتها آلاف السجناء المعارضين.

 

وقد طالبت مجموعة خبراء حقوقيين ومدافعين عن حقوق الإنسان خلال مؤتمر صحفي في جنيف الأمم المتحدة بفتح تحقيق في المجزرة، مؤكدين وجود أدلة جديدة لديهم وتنضوي هذه المجموعة في إطار لجنة شكلت حديثاً تحت اسم "العدالة لضحايا مجزرة 1988 في إيران" ومقرها لندن، وهي تضم في عداد مجلسها الاستشاري مجموعة من الشخصيات المعروفة عالمياً مثل الرهينة السابقة لدى حركة فارك في كولومبيا أنغريد بيتانكور، ووزيرة الدولة الفرنسية السابقة راما ياد التي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية في 2017، والرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق طاهر بومدرة.

 

وبحسب منظمة العفو الدولية "أمنستي"، أعدمت السلطات الإيرانية بين أغسطس 1988 وفبراير 1989، حوالي 5 آلاف معتقل سياسي، في حين تؤكد منظمة مجاهدي خلق أن العدد الحقيقي يبلغ 30 ألف قتيل غالبيتهم من ناشطيها وفي نهاية أغسطس عام 2016، اتخذت هذه القضية أبعاداً جديدة بعدما نشر في إيران تسجيل صوتي لآية الله حسين علي منتظري، النائب السابق لمؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني والذي أصبح لاحقاً رمزاً لمعارضة النظام والذي توفي في 2009.

 

وبحسب التسجيل الذي يعود إلى العام 1988 والذي نشره نجل منتظري، فإن الأخير وصف عمليات الإعدام هذه بأنها "أفظع جريمة ترتكب في الجمهورية الإسلامية" وبعد نشر التسجيل قرر عدد كبير من عائلات الضحايا، سواء داخل إيران أم خارجها، الكشف عن معلومات تتعلق بمقابر جماعية دفن فيها هؤلاء المعارضون السياسيون، كما أعلن خلال المؤتمر الصحافي في جنيف عضو آخر في اللجنة هو ازادة ثابتي نائب رئيس رابطة المحامين الانغلو-إيرانيين وأكدت اللجنة امتلاكها أدلة على 12 مقبرة جماعية "لم تكن مكشوفة لحد الآن وأن المعلومات تتضمن العنوان الدقيق للمقابر وأبعادها وحتى في بعض الحالات أفلام فيديو عن المقابر جمعها شهود عيان داخل إيران خلال الأسابيع الأخيرة وأرسلوها عبر طرق مختلفة إلى اللجنة، وتم تأييد صحة هذه المقابر من مصادر مختلفة".

 

 وبحسب منظمة مجاهدي خلق كما تتهم المنظمة وزير العدل الحالي في إيران مصطفى بور محمدي بأنه كان أحد أبرز المسئولين عن تلك الإعدامات، مشيرة إلى أن "عشرات من المسئولين الرئيسين عن هذه المجزرة يعملون في أكثر المناصب الحكومية سيادية في الوقت الحاضر" في إيران.

 

المقابر الجماعية في إيران

أفاد شباب مدينة مشهد العثور على مقبرة جماعية تعود الى مجزرة عام 1988 في منطقة محمية في بستان ملك آباد بمدينة مشهد يعود الى خامنئي، وهناك مقبرة جماعية تضم قتلى صيف 1988 ولم يفلح آحد لحد الآن في اعداد تقرير عن الموقع بسبب كونه محميا بشدة.

 

يذكر أن المعنيين بالمجزرة سرعان ما حاولوا اخفاء ودفن الجثث في صيف 1988 بعد المجزرة التي طالت السجناء السياسيين. وتفيد تقارير نشرت لاحقا أن كشفت عن الآثار المتبقية من أعمال الدفن السريع لبعض المقابر الجماعية.