هيثم فهر التاجي يكتب: مباريات مصر بإستاد الخارجية الدولي

ركن القراء

هيثم فهر التاجي
هيثم فهر التاجي


الشخص الذي قال أن التاريخ يعيد نفسه هو بالنسبة لي من قال أن في عالم السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هو أيضآ نفس الشخص الذي قال بأن السياسة تقوم علي المصالح لا العواطف.. حقيقة تعمدت أن أبدأ مقالي بتلك الجمل التاريخية الشهيرة حيث كل جملة منهم خرجت من قادة سياسيين عظام أداروا ملفات لا يمكن الإستهانة بها أو تجاهلها من قبل كل من هو مولع بالسياسة وفهم أساليبها والتعمق في مضمونها .. ما جعلني أن أمسك قلمي وأجود كلماتي وأربط الحاضر بالماضي هو تفاجئي من رد فعل بنو وطني علي ما يحدث في الساحة السياسية الدولية تجاهنا .. تفاجئت من إستغرابهم لتبادل أدوار بعض الدول معنا وكأن البعض من المصريين نسوا ما جري عبر التاريخ من مواقف كثيرة متشابهة لما يحدث اليوم معنا من قبل قطبي العالم وكيف ينظرون إلينا وما يريدوه منا وموقف مصر ما هو للتعامل مع تلك السينفونية السياسية التي تعلو أصوات عزفها تجاهنا تارة وتنخفض ألحانها معنا تارة آخري.

روسيا لا كما يظن البعض بأنهم أبناء عمومتنا يفرحهم ما يفرحنا ويحزنهم ما يصيبنا ولا أمريكا الصديقة المثالية تجاه شركائهم تغرد لتغريدهم وتصمت في حزنهم .. فما هنالك إلا مصالح تجمع ومصالح تفرق مصالح تم القسم القلبي الغير مذاع علي الألسنة بالتعهد به وببنوده .. والجميع وقع علي لوائحه بنفس راضية ونية متكاملة العزيمة لذلك ترون ما يحدث في محيطنا المصري بشكل خاص ومحيطنا العربي بشكل عام بأن القطبي يأيدون دولآ مختلفة مع بعضها في النهج السياسي ويحاربون دولآ متفقين مع بعضهم في النهج الفكري .. رقعة الشطرنج لا يجلس أمامها إلا المفكرون مدعمون بالأقوياء بجوار كتفهم ليستطيعوا التخطيط والتنفيذ والحماية والدفاع..

فتلك المجرة إرتضينا قوانينها كبنوا آدم بأنه ما لم يجمع الأشخاص وحدة التراب والأرض لا يثق به أبد الدهر .. وما لم يكن معه شئ لا في يد غيره لا يضع مقعده علي طاولة المشاركة والمفاوضات .. فلا ترفعوا صور غير صور أبناء بلدكم ولا تنصبوا في ميادينكم أعلامآ غير علمكم فالجميع صداقاتهم زائلة وتحالفاتهم متغيرة .. إلا أنتم جمعتكم وحدة التراب ولن يفرقكم من بعضكم البعض إلا الموت .. إفتخروا بمصريتكم وحدها وإحترموا الصداقات المؤقتة لبلدكم دون أن تعطوها أكثر من حجمها وإجعلوا من التاريخ خير معلم ومثقف حتي لا تتفاجئوا بتغير مواقف الدول وأنظمتها معكم بين الحين والآخر .. فليس هناك صديق مستمر ولا عدو دائم.