المنادي.. مهنة اندثرت منذ زمن بعيد

منوعات

بوابة الفجر



"اللى مالوش ماضى مالوش حاضر " هذا المثل يدل على أهمية تراث وماضي الشعوب؛ لأن الشعوب تُعرف من ماضيها، كانت هناك عادات وتقاليد ميزت شوارعنا ورسمت ملامحنا مارسها الأجداد وانتقلت عبر الأجيال.

هناك الكثير من المهن التي اندثرت عبر الزمن، ولكن مع التقدم التكنولوجي السريع أصبحت بعض هذه المهن في طي النسيان والبعض الاخر يعاني الأهمال.
تُعد مهنة "المنادي" من هذه المهن التي اندثرت، قديمًا حيينما نسمع صوتًا مرتفعًا في أحد الشوارع، حتمًا هناك خبر لابد من نقله للمواطنين، وكان قديمًا نظرًا لغياب وسائل الإعلام حتى التقليدية، فكان لابد من اتباع طريقة لتبليغ الناس بالأمور الهامة.

المنادي هو شخص يقدم خدمة جماعية للقرية وهو المراسل الخاص للمختار وأداته في التبليغ، وكان يُعد همزة الوصل بينه وبين أهل البلدة، فيكلفه المختار بتبليغ الناس من تعليمات للحكومة أو لتطعيم الأطفال أو ضد أحد الأمراض المعدية، أو المطلوبين للخدمة الاجبارية، أو لدفع الضريبة.. وغيرها من الأخبار.

كان صوت المنادي يدوّي في أزقة القرية لإبلاغ الناس مضمون ما يراد إبلاغه، وكان يبدأ كلامه قائلًا: "يا سامعين الصوت صلوا على النبي"..

وكان المنادي لم يقتصر فقط على إبلاغ الأخبار الصادرة من الحكومة ولكن كان أهالي القرية يطلبون منه أن يطوف القرية وينادي على أي شيء مفقود أن كانت نقودًا أو من المواشي.

ورغم أن تلك المهن القديمة اندثرت ولم تعد موجودة في المجتمع المصري إلا أنها ما تزال حية في ذاكرة الأجداد، بعدما لعبت دورًا أساسيًا في حياتهم قديمًا.