تفاصيل اصطياد 8 إرهابيين بطريق سوهاج سفاجا.. وضرب 4 بؤر إجرامية بأسيوط

العدد الأسبوعي

قوات أمن سوهاج -
قوات أمن سوهاج - أرشيفية


فى حملة أمنية استغرق إعدادها عدة أشهر


شنت الأجهزة الأمنية خلال الأسبوع الجارى، حملة أمنية مكبرة على أخطر البؤر الإجرامية بمحافظة أسيوط.

ضمت الحملة 4 مساعدين لوزير الداخلية، بهدف القبض على المئات من العناصر الهاربين من تنفيذ أحكام جنائية مشددة، وتجار مخدرات وأسلحة غير مرخصة، مع ضرب بؤر للعناصر الإرهابية التى تلقت تدريباتها خارج مصر، وارتبطت بعدد من أوكار الجنائيين كنوع من التخفى، بمراكز صدفا، والقوصية، وديروط، ومنفلوط.

كما نجحت الحملة فى إجهاض ترويج صفقة ضخمة من نبات البانجو المخدر، والتى كانت العناصر الإجرامية تستعد لبيعها كبديل عن الحبوب المخدرة بعد أن نجحت الأجهزة الأمنية المختلفة فى الحد من تداولها.

استغرق الإعداد لحملة وزارة الداخلية عدة أشهر قبل إعلان ساعة الصفر بمداهمة تلك الأوكار، وتعاونت خلال عمليات الإعداد جميع الإدارات على مستوى الوزارة، مثل الأمن الوطنى، والأمن العام، والمباحث الجنائية، واستعانت الحملة بدرع الوزارة القوى، المتمثل فى فرق الأمن المركزى والعمليات الخاصة.

تمثلت شرارة البداية بقضية خطف صيدلى قبطى بمحافظة أسيوط، حيث كشفت تلك القضية عن تحالف جنائى وإرهابى بصحراء المحافظة، وتطورت المعلومات التى استغرقت عدة أشهر إلى إعداد ملف أمنى متكامل عن أهم أنشطة العناصر الإجرامية الخطرة، وتحركات عناصر الجماعات الإرهابية، بداية من التخطيط إلى تنفيذ العمليات بمحافظات مصر المختلفة، مستغلين فى ذلك شبكة الطرق الحدودية الواقعة بين محافظات الوجه القبلى، سواء طرقاً ساحلية أو صحراوية.

استغلت العناصر الإجرامية النجوع على ضفاف النيل، والتضاريس الجبلية التى رسمت صعوبات جمة أمام أجهزة الأمن لاختراقها، وتطلبت تكتيكات أمنية محترفة.

بدأت الحملة منذ شهرين تقريبا، بتكثيف حملة إزالة المنازل بعدد من القرى المطلة على النيل، وعلى الجانب الآخر كان ضباط الأجهزة الأمنية المختلفة يرسمون على ماكيت خطة الاقتحام مداخل ومخارج تلك القرى التى تحولت إلى بؤر إجرامية خطرة، حتى على قاطنيها.

بالتزامن مع ذلك كثفت الأجهزة الأمنية حملات التفتيش على المزارع الصحراوية، حيث نجحت فى إجهاض العديد من العمليات التخريبية الخطرة.

فى بداية اليوم الأول للحملة اجتمع لأكثر من ساعتين لمناقشة خطة التحرك فى توقيت واحد، اللواء جمال عبدالبارى، مساعد الوزير للأمن العام، واللواء عاطف قليعى، مساعد الوزير لأمن أسيوط، واللواء أسعد الذكير، مدير المباحث الجنائية، والعميد د. منتصر عويضة، رئيس مباحث المديرية، بحضور مساعد الوزير لفرق الأمن المركزى، ورئيس مباحث الوزارة، ومدير إدارة تنفيذ الأحكام، وقيادات من مساعدى مدير الأمن العام بشمال وجنوب الصعيد، وقيادات بالأمن الوطنى.

وترأس اللواء أشرف رياض، مدير الأمن العام لشمال الصعيد، حملة اقتحام قرية جزيرة الحوطا الشرقية، التى تقع شمال محافظة أسيوط، وتتسم بتضاريسها الجبلية من جهة، ومحاذاتها للنيل من جهة أخرى.

فيما قاد العميد د.منتصر عويضة، حملة اقتحام جزيرة بنى فيز، التابعة لمركز صدفا جنوب المحافظة، وتتسم الجزيرة بمحاذاة ضفاف النيل من الجهة الغربية، ويكثر بها أشجار الرمان التى يسهل التخفى وسطها، وتمتد الجزيرة من الناحية الشرقية حتى حدود مركز البدارى شرقا، ومركز طما التابع لمحافظة سوهاج، كما أن لها حدوداً على طريق البحر الأحمر.

وقاد مساعدو مدير المباحث، بالتعاون مع ضباط الأمن العام، حملات اقتحام قرية جزيرة الحواتكة، التابعة لمركز منفلوط، شمال المحافظة، وتشتهر الجزيرة بتجارة السلاح المهرب من ليبيا، بالإضافة لحملة اقتحام قرية القصير، شرق مركز القوصية، وتشتهر القرية بتجارة المخدرات.

وكان القادة خلال الاجتماع قد استعرضوا دور كل قيادة، وفريق العمل المرافق، وكيفية الاقتحام، وطرق التعامل مع اى طارئ مفاجئ، وقام مساعد الوزير لقطاع فرق الأمن المركزى بمراجعة استعدادات الفرق من الذخيرة والقمصان الواقية من الرصاص، بالإضافة للفرق التى تم استدعاؤها من المحافظات المجاورة مع قوات التمركز.

وتوجهت الفرق فى توقيت واحد إلى 4 اتجاهات، جنوب شرق محافظة أسيوط وتحديدا لجزيرة بنى فيز، التى تؤوى عصابات إجرامية خطرة هاربة من محافظات أخرى، حيث استوطنوا وسط أشجار الرمان، وشيدوا الدشم وأبراج المراقبة، وأثناء المداهمة أصيب ضابط. وتمكنت القوات من ضبط عدد من المسلحين أثناء الاقتحام.

المجموعة الثانية من القوات توجهت لقرية جزيرة الحواتكة، التابعة لمركز منفلوط، وسط شمال محافظة أسيوط، والتى تطل على النيل من الناحية الشرقية، ويحدها جبال قرية المعابدة، التابعة لمركز أبنوب، وتتميز الجزيرة بالزراعات الكثيفة.

المجموعة الثالثة من القوات توجهت لأخطر البؤر الإجرامية، بقرية جزيرة القصير، التابعة لمركز القوصية، شمال المحافظة، وهى قرية يحدها النيل غربا، والطريق الصحراوى أسيوط- القاهرة الشرقى، وينتشر بها مزارع المخدرات، وورش تصنيع الأسلحة.

توجهت المجموعة الرابعة إلى جزيرة الحوطا الشرقية، التابعة لمركز ديروط، آخر مراكز المحافظة شمالاَ.

تمكنت القوات من دخول جزيرة بنى فيز، عن طريق اللنشات النيلية بالتزامن مع دخول قوات أخرى عبر الطرق البرية، من ناحية مركز البدارى، وتم ذلك بسرعات أربكت العناصر الإجرامية المستهدفة، التى بدأت فى إطلاق وابل من الأعيرة النارية باتجاه قوات الأمن، التى بادلتهم بوابل من القذائف السريعة من المدرعات، مع اعتلاء قوات من الأمن المركزى وضباط المباحث الجنائية، والأمن العام لبعض المنازل لإحكام السيطرة، ودفع العناصر المستهدفة للخروج من التحصينات إلى مزارع أشجار الرمان.

وتمكنت القوات من ضبط ما يزيد على 46 متهم من العناصر الإجرامية الخطرة، مع هروب آخرين بالمزارع الكثيفة بالجهة الجنوبية للجزيرة، وتمكن الأمن الوطنى والقوات الخاصة من اصطياد عدد 8 من الإرهابيين الذين حاولوا الخروج من الجزيرة، إلى طريق سوهاج- سفاجا، شرق جنوب أسيوط، وذلك بتصفية 3 عناصر من الصادرة ضدهم أحكام فى عمليات إرهابية، و5 من المتهمين الجنائيين المسئولين عن حمايتهم.

تمكنت القوات أيضا بعد هدم الأبراج والدشم بجزيرة الحواتكة، من دخول منازل مشاهير تجار السلاح بالقرية، مع تعزيز قوات أمنية للجهة المقابلة للقرية من ناحية جزيرة المعابدة، من خلال لنشات المسطحات المائية حتى تم تضييق الخناق على أهم العناصر، رغم هروب بعضهم، وتمكنت القوات من ضبط أكثر من 90 قطعة سلاح مختلف الأنواع، بعضها جديدة، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخيرة، كما تم اكتشاف 3 ورش لتصنيع الأسلحة، وضبط ما يزيد على 30 متهماً بأحكام جنائية، واستعرض الأمن قوته لفرض سطوة الدولة، نظرا لخطورة المنطقة ووجود خصومات ثأرية بين بعض العائلات، راح ضحيتها العشرات من أبناء القرية.

كما كشفت القوات مزارع للمخدرات بقرية القصير، التابعة لمركز القوصية، واستغرق عمل الضباط ما يزيد على شهر لجمع معلومات دقيقة عنها، وأسماء تجار المخدرات، و6 ورش لتصنيع الأسلحة، وتمت المداهمات بلوادر ثقيلة، وتشكيلات من العمليات الخاصة، وتم تحرير 35 قضية تجار وزراعة مخدرات، وضبط ما يقرب من 48 فداناً بنبات البانجو، و58 طنا من نفس المخدر أثناء عمل الحملة بقرية القصير، والحوطا الشرقية.

تم اصطياد أهم وأخطر العناصر الإجرامية بقرية جزيرة الحوطا الشرقية، التابعة لمركز ديروط، فى عملية ناجحة لفريق المعلومات من ضباط الأمن العام، وتنفيذ الأحكام، الذى تمكن من محاصرة العناصر الإجرامية الخطرة، وحائزى الأسلحة دون ترخيص، وورش التصنيع، وأماكن لتخزين المخدرات، وضبط ما يزيد على 80 قطعة سلاح ما بين بنادق آلية، ورشاشات، وبنادق مشخشنة، بالاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة التى شنت حملة على المغارات الجبلية، وتفتيشها بشكل احترافى للكشف عن العناصر التى تستغل مغارات الجبال مسكن لها.

وترتبط جزيرة الحوطا الشرقية بأكثر من طريق، سواء عن طريق النيل، أو الطرق البرية الصحراوية، والدروب الجبلية.

وقامت الجرافات واللوادر التابعة لقوات الأمن بهدم فيلا تم بنائها على النيل مباشرة، حيث تبين أنها ملك لأحد تجار المخدرات المشهورين، وسبق ذلك حملة تفتيش موسعة أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من نبات البانجو، و5 ورش لتصنيع الأسلحة غير المرخصة، وضبط 35 عنصراً من العناصر الإجرامية الصادر ضدها أحكام جنائية، واستمر عمل قوات الأمن لأكثر من 16 ساعة متواصلة وسط حرارة الشمس القارصة.

أسفرت الحملة خلال الـ10 أيام الأولى عن ضبط 12200 حكم قضائى، منها 300 حكم جنائى بأحكام تتراوح بين المؤبد والإعدام، والأشغال الشاقة، وأكثر من 480 قطعة سلاح بعد استعراض سيطرة قوات الأمن على البؤر الأربع.

من جانبه قال اللواء جمال عبدالبارى، مساعد الوزير للأمن العام، إن خطة الوزارة تمت تحت إشراف اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، بهدف استهداف جميع البؤر الإجرامية التى يصعب اقتحامها، موضحا أن الحملة استهدفت أيضا قرية البرليس والبلابيش فى سوهاج.

وأشار إلى أن استعراض الأمن، وتعزيزه بأسيوط يمثل تعزيزا لباقى المحافظات المجاورة، مؤكدا أن الحملة سوف تستمر بأسيوط لمدة 20 يوماً، ثم تنتقل لمحافظات أخرى تم إعداد دراسات حول البؤر الإجرامية بها وتمثل خطورة على أمن وسلامة المواطنين بأرجاء مصر.