نديم مازن.. رجل الإخوان الجديد فى واشنطن

العدد الأسبوعي

نديم مازن
نديم مازن


شغل منصب رئيس جمعية الطلبة المسلمين فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا


يسعى الإخوان للحفاظ على تواجدهم فى الولايات المتحدة الأمريكية على النحو الذى يضمن مصالح التنظيم خاصة فى عهد الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب.

وفى إطار تحركات التنظيم  من أجل البقاء فى قلب صناعة القرار الأمريكى تم تأسيس منظمة جديدة تدعى «جيتباك» تعمل على تحضير المسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية للترشح للمناصب العامة فى المدن والولايات الأمريكية.

وبحسب موقع وند الأمريكى المتخصص فى التحليلات الإخبارية فإن التحقيق فى خلفية نديم مازن مؤسس هذه المنظمة  يكشف عن علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين التى تعمل من أجل التأثير على السياسة الأمريكية منذ التسعينيات.


1- قصة نديم مازن

كان أول مسلم ينتخب فى منصب وطنى بالولايات المتحدة هو السيد كيث إليسون الذى انتخب فى عام 2006 لتمثيل منطقة مينيسوتا، وأدى يمين توليه منصبه ويده على القرآن، فتح وصول إليسون إلى الكونجرس عالما من الاحتمالات للمسلمين الآخرين ذوى التفكير السياسى.

لكن الانتصارات منذ ذلك الحين كانت قليلة ومتباعدة، كما يقول نديم مازن، وهذا هو السبب فى تأسيسه لـ«جيتباك»، أو مركز الدعوة لسياسات العدالة والتعليم والتكنولوجيا، والغرض الوحيد من هذه المنظمة الجديدة هو تنظيم وتدريب المسلمين لاحتلال المناصب الانتخابية على المستويات المحلية والوطنية. أصبح مازن، مؤسس ورئيس شركة جيتباك، أول مسلم ينتخب فى ماساتشوستس لمنصب عام عندما فاز بمقعد فى مجلس مدينة بوسطن فى عام 2013.

نديم مازن ينتمى لعائلة  مصرية هاجرت للولايات المتحدة الأمريكية منذ العديد من السنوات، يتمتع بمظهر بسيط حيث يحرص على ارتداء البنطلون الجينز والتحدث بأسلوب جذاب، وبحسب موقع ويند الأمريكى تعكس منظمة جيتباك تحركات جماعة الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية للتمتع بكتلة سياسية قادرة على الدفاع عن مصالح الجماعة فى واشنطن العاصمة كما تؤكد كلير لوبير نائب رئيس إدارة الأبحاث والتحليل فى مركز سياسة الأمن ومؤلفة كتاب «صعود أول حزب لجماعة الإخوان فى أمريكا».

وبحسب لوبيز فإن علاقات نديم مازن بجماعة الإخوان المسلمين واضحة ولا تخضع لأى مجال من الشك، فنديم عضو مؤسس لفرع منظمة كير فى ماساتشوستس كما شغل منصب رئيس جمعية الطلبة المسلمين فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

جمعية الطلبة المسلمين فى أمريكا تعد منظمة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، والكثير من أعضاء تنظيم القاعدة القادمين من أمريكا كانوا أعضاء فى الجمعية، ولعل أفضل مثال على ذلك أنور العولقى مؤسس تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية الذى كان رئيسا لجمعية الطلاب المسلمين فى جامعة ولاية كولورادو.

وكان العولقى قبل انضمامه لتنظيم القاعدة واغتياله فى غارة جوية أمريكية باليمن باستخدام طائرة دون طيار عام 2011، يلقى محاضرات عن الإسلام للعاملين فى وزارة الدفاع الأمريكية باعتباره ممثلا للإسلام الوسطى.

2

إنجازات سياسية

الإنجازات  السياسية التى حققها المسلمون فى أمريكا منذ انتخاب اليسون فى عام 2006،  كان من ضمنها اختيار إليسون نفسه فى موقع المسئول عن اللجنة الوطنية الديمقراطية، علاوة على انتخاب أندريه كارسون فى  الكونجرس فى عام 2008، كما أصبحت مدينة هامترامك فى عام 2016 أول مدينة يحكمها مجلس مدينة ذات أغلبية مسلمة، وانتخب الناخبون فى مينابوليس إلهان عمر كأول مشرعة مسلمة فى البلاد فى نوفمبر.

وجاءت  إلهان «34 عاما» إلى أمريكا لاجئة من الصومال وتم إعادة توطينها فى  حى الصوماليين المتنامى فى منطقة سيدار ريفرسايد فى مينابوليس، وليس غريبا أن هذا الحى الصومالى قد جمع الآن أعدادا كافية لانتخاب ممثل صومالى فى مجلس نواب ولاية منيسوتا.

ويعد وصول المسلمين إلى مراكز ومناصب حكومية فى الولايات المتحدة الأمريكية هو أسلوب مثالى لتوصيل الصوت الحقيقى للإسلام لصناع القرار فى واشنطن وتصحيح صورة الإسلام التى شوهت على يد التنظيمات الإرهابية، ولكن عندما  تسيطر جماعة الإخوان على عمليات وصول المسلمين إلى هذه المناصب، فعلينا أن نتوقع مزيدا من التشويه للإسلام.  

وبحسب الموقع الأمريكى فإن هذا هو بالضبط تصور الإخوان المسلمين لكيفية الاستيلاء على أمريكا منذ عشرات السنوات، من خلال ما وصفوه بالجهاد الحضارى غير العنيف، ولكن فى المقابل فإن المسلمين الأمريكيين الذين يصلون إلى هذه المناصب بالجهاد الحضارى غير العنيف لا يترددون فى دعم الجهاد غير الحضارى والعنيف فى دول الشرق الأوسط.

وكان الدكتور عبدالله السيد المفوض الصحى الحالى لمدينة ديترويت، قد أعلن فى فبراير أنه سيخوض الانتخابات على منصب حاكم ولاية متشيجان كديمقراطى. ومثل إلهان، إليسون وكارسون، يحظى السيد  بدعم كامل من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أو كير،  الذى يعد واحدا من أشهر المنظمات المنبثقة  من جماعة الإخوان المسلمين، وقد انتخبت العديد من المدن الكبرى الأخرى مثل مينابوليس وبوسطن المسلمين  فى مجالس المدن، الأمر الذى يؤدى بدوره إلى التعيينات الرئيسية للمسلمين المرتبطين بشكل أو بآخر بالتنظيمات الإخوانية فى إدارات الشرطة والإطفاء.

ولكن بحسب الرجل الجديد للإخوان المسلمين فى أمريكا نديم مازن مؤسس جيتباك هذا ليس تقدما كافيا، مازن صرح فى جريدة بوسطن جلوب «المسلمين ممثلون تمثيلا ناقصا بشكل لا يصدق فى المناصب المنتخبة، ووجود المسلمين فى المناصب المنتخبة يمكن أن يغير صورة الإسلام فى الإعلام من وضع  الدفاع إلى العمل الذى نقوم به بالفعل حول القضايا الاجتماعية مثل السكن بأسعار معقولة».

ووفقا لتقديرات مركز بيو للبحوث، هناك حوالى 3.3 مليون مسلم فى أمريكا، يمثلون نحو 1.5 % من سكان الولايات المتحدة، وتقدر مؤسسة كير وآخرون أن عدد المسلمين يمكن أن يتراوح بين 5 و7 ملايين نسمة.

3

سياسة إخوانية  

تضيف كلير لوبيز أنه فى حين  يؤيد معظم السياسيين المسلمين علنا العدالة الاجتماعية، والعدالة البيئية، بل يصل الأمر إلى تأييد الإجهاض الحر، والزواج من نفس الجنس، وتأسيس منصة كاملة لحقوق المثليات والمثليين ومزدوجى الميل الجنسى، إلا أن هذا التأييد، هو دليل على استعدادهم لتبنى أى مبادئ من أجل الوصول لهدفهم.

ويرصد الموقع الأمريكى تفاصيل العلاقات السياسية التى تجمع بين تنظيم الإخوان وعدد من الكيانات السياسية فى الولايات المتحدة، مؤكدا أن العلاقة بين الإخوان والحزب الديمقراطى عميقة وممتدة للعديد من السنوات، كذلك أعلن حزب الخضر المستقل فى أمريكا استعداده للتعاون من أجل بناء شبكات تعاون سياسى مع منظمة كير أحد أكبر الكيانات الأمريكية المرتبطة بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين.  

وتعد منظمة كير بمثابة المظلة لأغلب المنظمات الإخوانية فى الولايات المتحدة الأمريكية ويقول نهاد معوض المدير التنفيذى لها أن أحد أهداف المنظمة دفع المجتمع الإسلامى لمزيد من المشاركة فى الحياة العامة الأمريكية، رغم الشهرة الكبيرة التى تتمتع بها المنظمات الإخوانية فى أمريكا باعتبارها الممثلة لمجتمع المسلمين إلا أنها فى حقيقة الأمر لا تمثل هذه المنظمات الشريحة الأوسع للمسلمين فى أمريكا، حيث تضع هذه المنظمات شروطا عديدة لعضويتها ولا يتجاوز أعضاء منظمة كير الأربعة آلاف.