أنور الزناتي يكتب: بين القاهرة وبيروت تُفتح "خزانة التراث العربي"

ركن القراء

أنور الزناتي
أنور الزناتي


من قلب القاهرة النابضة بالحياة ، وبرعاية دار الفكر اللبناني المشهود لها بالحرفية العالية والكفاءة المتميزة ، بالاشتراك مع الدكتور جوزيف شهدا والدكتور أنور محمود زناتي؛ تنطلق موسوعة "خزانة التراث العربي" .

وتأتي الموسوعة استكمالاً للصلات الفكرية والمعرفية والثقافية القديمة بين المثقفين المصريين واللبنانيين، نتذكر سليم وبشارة تقلا وتأسيس جريدة الأهرام العريقة، وفي مصر تحققت طموحُ الشقيقَين تقلا بترسيخ تلك النهضة الفكرية وتجلّتفي إِبعاد "الأَهرام" عن اللغة الضعيفة، واعتمادِ الرصانة في اللغة والأَخبار، واحترامِ قــرّاء راحوا يزدادون في مصر وبلاد الشام، متابعين جريدةً ناشطةً تغذّيها ثقافةُ ناشـرَيها الشقيقَين وحرصُهما على تقديم الأَفضل كلّ يوم، ما سيجعل طه حسين يراها لاحقاً "ديوان الحياة المعاصرة".

وإذا نظرنا في عدة مباني بالقاهرة والاسكندرية ترجع لأهل الشام مثل قصر قرداحي وفيلا سرسق وأيضا الأسماء اللبنانية لشوارع الاسكندرية مثل سابا باشا وخليل خياط وشكور وفيكتور باسيلي وأيضا مالا يعرفه الكثير ان مسرح سيد درويش الحالي كان في الأساس فيلا زيزينيا، واشتراها جورج قرداحي وانشاء مكانها مسرح سيد درويش وقدمه هديه للشعب السكندري وأن لبنان افتتحت قنصليتها بالإسكندرية عام 1947 بعد عامين فقط من الاستقلال.

ومن الشخصيات اللبنانية التي من أصول لبنانية وأثرت في مصر نجد منهم: نعوم شبيب المهندس الذى بنى برج القاهرة، والأديب أحمد فارس الشدياق، والأديبة وردة اليازجي، والشاعر سليم النقاش، والأديبة زينب فواز، والروائي جورجي زيدان، والشاعر خليل مطران، والأميرة الكسندرا الخولي، والممثلين جورج أبيض، وعزيز عيد وبديعة مصابني، وأمين عطالله الذى اكتشف سيد درويش، وماري سليم، وثريا فخرى وبشارة واكيم، والمنتجة اسيا داغر، والمنتج هنري بركات، والكاتبة مي زيادة، والتشكيلي جورج صباغ، والشعراء ايليا أبو ماضي وايمى خبر، وفؤاد حداد والمؤرخ جورج انطونيوس، والصحفية فاطمة اليوسف التي عُرفت بروز اليوسف.

ويستكمل المسيرة تلك المفكر اللبناني "جوزيف شهدا". وهو مفكر وتربوي وشاعر وناقد  لبناني، ألف عدداً كبيراً من الكتب الأدبية واللغوية والتربوية والمدرسية  وكذلك في مجال قصص الأطفال، وقد قررت أغلب أعماله في المناهج الدراسية اللبنانية ، من كتاباته: شبلي الملاط في أبعاده الفكرية والأدبية، 1991م، وهلوسات عطشى على ضاف الذاكرة، ورقصات بدائية حول نار العقل، والبيئة حلم من الماضي، والبناء الروائي عند توفيق يوسف عواد.

ويتبنى المفكر اللبناني الأرثوذكسي موسوعة خزانة التراث العربي بالتعاون مع الأكاديمي المصري أنور محمود زناتي.

أما دار الفكر اللبناني فهي غنية عن التعريف فهي تعد من أعرق وأقدم دورالنشر الرائدة في العالم العربي، وهي دار لها رؤية ورسالة ثقافية رفيعة المستوى يتولى أمرها بحرفية شديدة جاد كامل عاصي المدير التنفيذي، ونادر كامل عاصي ، المدير المالي ، ونديم كامل عاصي، وهي مؤسسة تدار بنظام راسخ استكمالاً لجهود المؤسس الكبير الأستاذ كامل عاصي . 

وتهدف هذه الموسوعة إلى جمع مصادر التراث العربي التي أخرجها العلماء ، والأدباء، والمصنفين في كل فن من فنون التراث العربي ، على اختلاف هذه المصادر، فقد اهتم العرب اهتماما كبيراً بتدوين تراثهم وتسجيل حضارتهم وافتنوا في ذلك افتناناً يدعو إلى العجب والإعجاب والفخر وعلينا أن نجني ثمار تلك الجهود التي نهل منها العالم من قبل فكانت باعتراف الغرب قبل الشرق أنها الشمس التي أضاءت لهم ظلمات الجهل؛ فالطب والكيمياء والفلك والجغرافيا والرياضيات والزراعة والأدب في الغرب كلها مدينة في جذورها الأولى وقواعدها العميقة وأصولها الراسخة إلى حضارتنا التي أثّرت في حياة الغرب المعرفية والاجتماعية والفنية والأدبية بل وفي حاجاته اليومية .وكان لعلماء الحضارة العربية الإسلامية فضل السبق إلى إتباع الأسلوب العلمي في أبحاثهم ودراساتهم ، وكانوا يقدسون العقل والتفكير .

كما تعد دراسة مصادر التراث ، بلا شك كنزاً ثميناً للباحثين , وتعطي بُعداً جديداً  ومثمراً في مجال البحوث التراثية لما لها من مخزون حضاري رفيع المستوى وبدون الاعتماد عليها يكون البحث وحقائقه مقتلعه وتعميماته مبتسرة مفتعلة . 

ويستطيع الباحث في مجال التراث أن يستفيد من الدراسات حول التراث ومصادره فتكون بمثابة المرشد الأمين ناهيك عن قيمتها كموروث ثقافي وحضاري هائل للأمة بكاملها فهي نواة الباحث ومخزونه الاستراتيجي.

والمصادر في الغالب تكون هي الأساس في الحكم على مدي صحة أي رواية، وذلك بقدر ما يتوفر للمصدر من صحة واكتمال .كما لا يمكن بحث مسألة من المسائل أو إشكالية من الإشكاليات في أي فترة من فترات التاريخ بدون وجود مصادر وإلا افتقرت الدراسة إلى أبسط مبادئ المنهج العلمي.

ومن هنا يمكن لكل باحث أن يحدد مصدره الخاص، وأن ينظر في الوقت نفسه إلى أمهات الكتب التي قد تعينه على مزيد من الكشف والتقصي وكانت خطتي في العمل هي : عرض ترجمة لصاحب المصدر متضمنة باختصار ( عصره ، ثقافته ومذهبه الفقهي ، شيوخه الخ) ثم التعرض للمصدر ذاته من حيث ( المحتوى والمضمون .. إلخ ) .وحتى تعم الفائدة يتم الإشارة إلى مكان نشر المصدر ومحققه ودار النشر وسنة النشر ورقم الطبعة الخ .

هذا وقد وتم تقسيم المصادر كالتالي:

- مصادر السيرة النبوية والمغازي 
- كتب الدلائل والشمائل والخصائص
- تراجم الصحابة والتابعين
- تراجم الخلفاء 
- تراجم الوزراء والأمراء
- تراجم القضاة
- تراجم العلماء
- تراجم المحدثين والرواة
- تراجم القراء والمفسرين
- تراجم الفقهاء والأصوليين
- تراجم الزهاد والصوفية
- تراجم اللغويين والنحاة
- تراجم الأدباء والشعراء
- تراجم الأطباء والفلاسفة
- تراجم المؤرخين 
- تراجم النساء
- تراجم أهل المغرب والأندلس
- التراجم على البلدان
- التراجم على القرون
- التراجم المرتبة على السنين .
- التراجم المرتبة على الأسماء
- المصادر الأدبية
- المصادر التاريخية
- كتب الفتوح
- مصادر الملل والنحل
- الأحكام السلطانية والخراج
- مصادر الجغرافيا والرحلات
- مصادر الفقه
- لحسبة والنوازل
- اللغة العربية
- المعاجم
- الأنساب
- المصادر الفلسفية
- مصادر العلوم
- ضبط الأعلام والكنى والألقاب والأنساب
- علم الببليوغرافيا
- المراجع الهادية

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.