يتعمد إهانة مصر.. القصة الكاملة لتصريحات "تميم" المُسربة

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي وتميم
الرئيس السيسي وتميم


نشرت وكالة الانباء القطرية تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني آثارت الرأي العام الدولي والمحلي أثناء حضوره حفل تخريج دفعة للخدمة الوطنية، حين طالب فيه دول الخليج وقف ما وصفها بحملة مناهضة لدولة قطر مدينا ربط دولته بالإرهاب، وجاء أيضا في التصريحات التي نسبت إلى تميم إن علاقة بلده مع إيران قوية نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وبعد نشر البيان بفترة قصيرة قامت وكالة الابناء القطرية بسحبه ونشرت على حسابها على "تويتر" إن موقعها تم قرصنته وأن البيان الذي نسب للأمير ليس له أساس من الصحة.

خروج عن النص
وصفت صحيفة "الرياض" السعودية"، تصريحات تميم بن حمد بأنها خروج عن النص، مضيفة بأنها لا تخدم أحدا ولا حتى قطر ذاتها، بل تعمل على شق الصف العربى.

وقالت "الصحيفة"، إن أمير قطر يعتبر إيران قوة إسلامية، بالرغم من كونها قوى شر تعيث فى الأرض فسادا، ولا تريد الخير للشعوب العربية بل والإسلامية عبر نشر الفوضى والحروب والتسبب فى كوارث إنسانية.

وأضافت، أن تصريحات أمير قطر تدخل الأمة العربية نفق التشرذم من جديد، بعد استبشارنا بمستقبل واعد من التوافق العربى الإسلامى تجاه أعدائنا الحقيقيين الذين يسعون دائماً لبث روح الفرقة وخلق المشاكل لأن ذلك فى مصلحتهم دون مصلحتنا.

استمرار التوترات مع دول الخليج
سلطت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الضوء على ادعاءات فبركة تصريحات أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني التي هاجم فيها مصر، والإمارات، والبحرين، والسعودية، قائلةً إنها تعكس استمرار التوترات والشكوك بين قطر ودول الخليج.

وكانت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، نفت نشر تصريحات منسوبة لتميم بن حمد آل ثاني، وقالت إن موقعها تعرض لاختراق من جهة غير معروفة، كما أكدت في وقت لاحق تعرض حسابها على "تويتر" للاختراق.

وردت المملكة العربية السعودية والإمارات على تصريحات تميم بحجب وسائل الإعلام القطرية بما في ذلك قناة الجزيرة.

ونقلت وسائل الإعلام العالمية تصريح تميم: "ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله داعيًا الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة"، مؤكدًا أن قطر لا تتدخل بشئون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه".

أزمة خليجية صامتة
لايزال موقع وكالة الأنباء القطرية خارج الخدمة بعد ساعات من ليلة اشتعلت فيها مواقع التواصل الاجتماعي بالخليج والعالم العربي حول تصريحات مزعومة لأمير قطر تمام بن حمد آل ثاني.

وقالت وسائل إعلام ومسئولون قطريون بحسب "إرم"، إن هذه التصريحات المزعومة غير صحيحة، وإن موقع الوكالة تم اختراقه من قبل"جهة مجهولة".

إلا أن كثيرًا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لازالوا يعبرون عن الدهشة والتساؤلات بشأن ما حدث للوكالة القطرية، إذ إن الاختراق المفترض شمل جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تناقل النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أيضا مقطع فيديو يظهر بث التصريح المزعوم على شريط الأخبار أسفل شاشة التليفزيون الرسمي القطري.

غير أن أكثر ما استوقف مصدرًا دبلوماسًيا خليجيًا تحدث لـ"إرم نيوز" هو أن هذا التصريح حتى ولو كان غير صحيح، إلا أنه كشف للواجهة ما يمكن وصفه بأزمة خليجية صامتة وامتعاض لدى بعض دول الخليج شعبيًا ورسميًا من سياسات قطر في المنطقة.

وقال المصدر إن ردود الفعل الواسعة أظهرت حالة من عدم الرضا وانعدام الثقة بين دول خليجية وقطر، خصوصًا مع تباين الرؤى المستمر حول دور ما يوصف بالإعلام "الإخونجي" الذي تموله الدوحة.

ولا يخفي النشطاء الإماراتيون وبعضهم مسئولون رسميون غضبهم من هذا "الإعلام الإخونجي" معتبرين أنه يجهد في محاولات التشويه والإساءة لبلادهم، بينما انتقد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أخيرا “الإعلام الإخونجي" ووضعه في خانة الأعداء.

ومعظم ما يوصف بـ "الإعلام الإخونجي" محظور في كل من السعودية والإمارات، لكن البلدين أضافا إلى قائمة الحجب موقع قناة الجزيرة ووسائل إعلام رسمية قطرية تزامنا مع تصريح الأمير تميم المزعوم.

تعمد إهانة مصر
قال جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية، إن خبر الهجوم على مصر، من تميم بن حمد أمير قطر، نشر على كافة المنصات الرسمية لوكالة الأنباء القطرية ويبعد حجة الاختراق، وهو ما يفيد تعمد إهانة تميم لمصر.

وكان دبلوماسيون قطريون، أفادوا أن موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا" تم اختراقه، وإضافة تصريحات منسوبة لتميم بن حمد تسيء لمصر والإمارات والسعودية والبحرين.

جدير بالذكر أن أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، قال إن ما تتعرض له بلاده من حملة ظالمة -حسب زعمه-، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، مضيفًا أن الحملة تستهدف ربط قطر بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليميًّا ودوليًّا، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها.