بدأت في 1994.. اللعبة القطرية الكاملة لتعميق جراح اليمن

تقارير وحوارات

جنود قطريين
جنود قطريين


على الرغم من الدور الواضح لقطر في تدمير اليمن حاليًا، إلا أن بالرجوع للتاريخ نجد أن هناك جذور لذلك الدور، وأن اللعبة القطرية لإضعاف اليمن لم تبدأ في الوقت الراهن بل بدأت منذ سنين.

 

البداية في 1994

في حرب صيف 1994 التي شنتها قوى النفوذ الشمالية على الجنوب، بعد فشل الوحدة اليمنية، دعمت قطر حزب الإصلاح اليمني الذي يمثل جماعة الإخوان الذي كن له دور كبير في الحرب عن طريق عناصرهم الجهادية التي عادت من أفغانستان وقتها، بالإضافة الى فتاوى علماء الحزب التي كفرت أبناء الجنوب، ليكون هذا الحزب شريك أساسي في الحرب على الجنوب بدعم من قطر.

 

وبعد أن تمكنت القوات الشمالية من السيطرة على الجنوب، ظلت قطر تدعم جناح الإصلاح المتشدد الذي تولى حكم عدد من المحافظات الجنوبية ابرزها لحج وأبين وشبوة، حيث تم مكافأة العناصر الجهادية القادمة من أفغانستان بإعطائهم مناصب عليا في هذه المحافظات لمشاركتهم في حرب اجتياح الجنوب.

 

وظلت قطر الداعمة الأولى لكافة الجمعيات والمعاهد التي تتبنى الأفكار الجهادية المتشددة، وتحت حجج المشاريع الخيرية ودعم الفقراء، حتى تمكنت هذه الجماعات من التمدد والوصول الى محافظات أخرى، وباتت تملك الأسلحة والتمويل الكافي لتحركها .

 

دور قطر بعد فرض الوحدة اليمنية

وبعدما فرضت الوحدة اليمنية بالقوة في عام 1994 من قبل قوى النفوذ الشمالية، وما تسببت به شرخ اجتماعي كبير بين الشمال والجنوب، الا أن قطر لم تعترف بأي مظلمة على الجنوبيين، رغم اعتراف المخلوع صالح وعلي محسن ومعظم قوى النفوذ ان الجنوبيين تعرضوا للظلم منذٌ العام 1994 ، وظلت " قطر " تدعم حزب الإصلاح الذي كان جزء رئيسي من الظلم الذي لحق بأبناء الجنوب، بل كانوا شركاء في الحرب والدمار وصناعة الإرهاب في المحافظات الجنوبية.

 

وخرج الجنوبيين في عام 2007 ليعبرون عن الظلم الذي لحق بهم، ويرفضون سياسية الامر الواقع التي افرزتها حرب صيف 1994، ولكن كل ذلك لم يغير شي في السياسة القطرية، بل ظلت وسائل الاعلام القطرية تدعم حزب الإصلاح على حساب الحركات والأحزاب الأخرى، وتجلى ذلك بعد ظهور ثورات ما يسمى الربيع العربي، اذا انحازت قناة الجزيرة بشكل كامل للإخوان المسلمين، وحزب الإصلاح في اليمن، على حساب الحراك الجنوبي الذي ظهر في عام 2007 وقبل ثورات الربيع العربي بسنوات ويطالب بمطالب عادلة وحقيقة افرزها واقع 1994 م.

 

 مواجهة قطر لدول تحالف دعم اليمن

وفي نهاية مارس 2015، بدأت دول التحالف العربي في دعم اليمن بعاصفة الحزم، ونجح تحالف أبناء الجنوب مع قوات التحالف العربي ولا سيما السعودية والامارات في دحر المد الإيراني، وتأمين المحافظات الجنوبية، وبدأت اليمن تُشكل من جديد، بفضل الدعم السعودي والاماراتي لكافة القطاعات الخدمية والتنموية ولا سيما المحافظات المحررة.

 

 انزعاج من الإخوان

وهنا إنزعجت الأحزاب اليمنية المرتبطة بالإخوان وبدأ في تحدي السعودية والإمارات، ومن ثم عملت وسائل اعلام دولة قطر المؤيدة للإخوان مرة أخرى الى دعم هذه الأحزاب.

 

ويقول ناشطون يمنيون، ان موقف قطر خذل الجنوبيين مرة أخرى، من خلال تبنيها سياسية حزب الإصلاح، على حساب من صنع الانتصارات، وهو الامر الذي سيؤدي الى شرخ في التحالف العربي، تلبية لرغبات تنظيم الاخوان .