بعد فشل وساطة الكويت بين قطر ودول الخليج.. هل ستنقلب الدوحة على "تميم"؟

تقارير وحوارات

أمير قطر تميم بن
أمير قطر تميم بن حمد


تصاعد غير مسبوق، في مسير العلاقة بين قطر ودول الخليج، عقب تصريحات تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، المسيئة للمملكة العربية السعودية والدول العربية، ورغم تواجد أمير قطر والوفد المرافق له، في زيارة لدولة الكويت، التقى خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للتوسط للصلح بينه وبين دول الخليج، إلا أنها فشلت، ونشب على إثرها أزمات وصراعات داخل الأسرة الحاكمة بقطر، حيث توقع مراقبون بأن الحكم بقطر سيشهد انقلاب على "تميم"، قريبًا.
 
وتأتي زيارة أمير قطر، للكويت، بعد أيام من تصريحاته التي أحدثت استياء داخل دول مجلس التعاون الخليجي، عن علاقات بلده بإيران في ظل حملة إعلامية أطلقتها وسائل إعلام قطرية تستهدف المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
 
أمير الكويت يتوسط للصلح
استقبل أمير الكويت، الوفد القطري، بقصر دسمان في العاصمة الكويت، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، التي أكدت أنه تم خلال اللقاء "تبادل الأحاديث الودية الطيبة حول مجمل الأمور التي عكست عمق العلاقات الأخوية الطيبة والراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بما يخدم مصالحهما المشتركة، ودعم العمل الخليجي المشترك في إطار ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي من علاقات تاريخية وطيدة، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية".
 
ووفقًا للوكالة الرسمية، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها قطر الاستعانة بالكويت لحل أزماتها مع دول مجلس التعاون، فقد قامت الكويت بإخراج الدوحة من أزمة في عام 2014، بعد أن قامت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها احتجاجاً على ممارسات قطر.
 
وأدت وساطة الكويت حينها إلى اتفاق يتضمن بنوداً عدة ملزمة لقطر، أبرزها وقف تدخلاتها في الشأن الداخلي لدول الخليج والدول العربية، ووقف التحريض الإعلامي القطري، فيما لم تلتزم الدوحة بالعديد من هذه البنود.
 
فشل وساطة الكويت
تجمع تقارير صحفية على أن لا وساطة كويتية بين قطر وجيرانها الخليجيين، بعد زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للكويت ولقائه أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، واكتفاء وسائل الإعلام في البلدين بالقول إنها زيارة رمضانية روتينية.
 
الأسرة الحاكمة بقطر تتبرأ من "تميم"
وبعد الزيارة بيوم، نشرت الصحف السعودية رسالة أرسلها عدد من أبناء أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يعتذرون فيها عن إساءات الحكم الحالي في قطر، كما ذكرت صحيفة الرياض السعودية.
 
وأكد البيان، الذي حمل عنوان " بيان فرع أحمد بن علي من أسرة آل ثاني"، رفضهم لسياسات الأمير تميم و" التبرؤ من تلك السياسات قبل أن تغرق المركب بالعائلة".
 
وتناولت الصحيفة على صفحتها الأولى تاريخ "خمسة انقلابات في 46 عاما"، وتوقعت ألا يكون الانقلاب السادس ببعيد في قطر.
 
توقعات بانقلاب على "تميم"
وفي هذا السياق، أكد مراقبون، أن ما تشير إليه الصحف السعودية عن احتمال وقوع انقلاب سادس لا يبتعد عن سياق سياسي تاريخي جرى سابقا في قطر وأن المواقف الصادرة عن تيار آخر داخل أسرة آل ثاني قد توفر مسوغا شرعيا للتغير داخل الطبقة الحاكمة في الدوحة.
 
وأوضحت أن الحكم الجديد في السعودية أكثر تشددًا مع قطر من الحكم السابق الذي كان أصر، بين ما أصرّ عليه، على إغلاق الدوحة لمعهد أقامته لتدريب الناشطين السياسيين على استخدام وسائل الاتصالات من أجل التحريض السياسي في دول المنطقة.
 
وذكرت المعلومات أنّ الملك سلمان مصرّ أكثر من أي وقت على أن توقف قناة الجزيرة القطرية برامجها التي تهدّد الأمن القومي السعودي والخليجي من منطلق التبني الكامل لبرنامج جماعة الإخوان المسلمين ونشاطهم السياسي.
 
وأشارت إلى أن السعودية تريد أن يفهم القطريون أن تعاطيها مع الإخوان المسلمين في اليمن لا يعني أنها راضية عن سياسة هذا التنظيم وأن تغييرا جذريا طرأ على موقفها منه بشكل عام.
 
ونقلت بعض المصادر عن مسؤول سعودي قوله “لم تسر قطر معنا، لا في مصر ولا في ليبيا ولا في سوريا”، مضيفا أن القطريين استسلموا لإيران وحزب الله بعد خطف بضعة صيادين من العائلة الحاكمة (آل ثاني) في العراق (أواخر العام 2015).
 
استياء عائلي قطري
ونشرت صحيفة الحياة، التي تصدر من لندن، مقابلة مع أحد أفراد الأسرة الحاكمة من معارضي الحكم الحالي، أعرب فيه عن الاستياء كذلك من الشقاق بين قطر وأشقائها الخليجيين.
 
وقال الشيخ الدكتور سعود بن ناصر آل ثاني للحياة إنه تلقى دعوة من شقيق أمير قطر ومستشاره لزيارة الدوحة الجمعة، لبحث صيغة توافقية للخروج من الأزمة الحالية بين قطر ودول الخليج والدول العربية، كما ذكرت الصحيفة.
 
محاور قطرية للخروج من الأزمة
وأكد الشيخ سعود أن اجتماعه في الدوحة بحضور رئيس الوزراء القطري وعدد من مستشاري الأمير "سيتناول أربعة محاور هي: مناقشة تقدم الجانب القطري باعتذار رسمي لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، والمحور الثاني هو إيقاف عمليات المكتب الإعلامي التابع للمكتب التنفيذي للسيدة الأولى في قطر الشيخة موزة المسند، والثالث هو تجميد التحالف بين قطر وإيران والمحور الرابع هو توقف المكتب التنفيذي عن دعم العمليات في ليبيا ومصر وشمال أفريقيا والسودان، وطرد العناصر المتطرفة كافة التي تحتضنها قطر تحت مسميات مختلفة".
 
توسطات قطرية لحل الأزمة
وحسب الصحيفة، سيزور المعارض من أسرة آل ثاني الدوحة، اليوم الجمعة على متن طائرة خاصة تابعة لمستشار أمير قطر.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه لا يمثل نفسه فقط، بل "أصوات شيوخ ومعارضين قطريين للسياسة التي تتبعها الدولة إزاء أشقائها في المنطقة".