رامي المتولي يكتب: "خلصانة بشياكة" و"فى ال لا لا لاند" ملوك الكوميديا فى رمضان 2017

مقالات الرأي

رامي المتولي
رامي المتولي


ثلاثة مسلسلات كوميدية رئيسية تتنافس فيما بينها على نيل الشعبية الأعلى بين الجمهور بدأ بهم موسم رمضان الدرامى، «خلصانة بشياكة»، «فى ال لا لا لاند»، «ريح المدام»، وما ان مرت أيام على بداية السباق حتى أصبحت الرؤية أوضح فيما يتعلق بالمسلسلات الثلاثة، الفروق فيما بينهم اتسعت بشدة من حيث الجودة، تمسك بخط درامى قوى وعدم الاعتماد على حيلة درامية مستهلكة لخلق مجموعة من الاسكتشات المتتالية رغبة فى الوصول لكوميديا تعتمد على الإفيهات والمواقف والتى ربما تبدو تجلب الضحكات بسهولة، لكن العكس هو ما حدث بالفعل ومحاولات التطوير والتنويع التى قدمها الثنائى هشام وشيكو مع احمد مكى من جانب ودنيا سمير غانم من جانب آخر ناجحة جدًا فى نقطة العودة لتقديم مسلسل كوميدى متماسك الاهتمام بعناصره موجود وحاضر والافيهات والاسكتشات تتراجع فى مقابل وجود حبكة رئيسية على عكس ما يفعله أحمد فهمى بكل ثقل الظل والمبالغة فى الأداء.

على مستوى الحبكة...

«خلصانة بشياكة» و«فى ال لا لا لاند» يعتمدان على فكرة رئيسية فى كل منهما بشكل عام يمنح كلا المسلسلين مساحة كبيرة للتمدد خلال عدد حلقاتهما المقررة، الأمر الذى يجعل وجود خط رئيسى ثابت يسير ويتفرع منه خطوط أخرى تبدأ وتنتهى فى مدد أقل لنعود للخط الرئيسى الثرى بالأساس مرة أخرى الأمر الذى يجعل كلا المسلسلين يتجدد بشكل طبيعى وسلس ويتسم بالمنطقية.

«خلصانة بشياكة» يبدأ من الحرب بين الجنسين التى أدت لتدمير العالم، ويناقش العلاقات بين الجنسين بشكل ساخر ونقدى عن طريق الحكايات التى يرويها الحاج (بيومى فؤاد) التى تعود بالزمن لما قبل الحرب فى الوقت الذى نشاهد فيه نتيجة هذه العلاقات فى الحاضر وهو انقسام البشر لمعسكرين متحاربين هما الرجال والنساء، المساحة الممنوحة لحكايات الماضى حسب الخط الزمنى فى المسلسل تمثل رصدا للكثير من الظواهر وتناقش عادات تحمل كوميديا خاصة بها مختلفة تماما عن الكوميديا التى يرويها الخط الرئيسى هو حاضر ما بعد الحرب بأزماته المختلفة تمامًا.

«فى ال لا لا لاند» يسير على نفس الخط تقريبًا يؤسس لمجموعة مختلفة تمامًا عن بعضهم البعض من البشر جمعهم التواجد على متن طائرة واحدة تقع على جزيرة نائية هذا هو الخط الرئيسى الذى تتفرع منه خطوط اخرى هى حكايات هؤلاء الأشخاص قبل واقعة السقوط، خاصة أن شخصياتهم اختلفت وهم على الجزيرة، وكلا العملين يعتمد على المحاكاة الساخرة (بارودي) لعدد كبير من الأفلام والمسلسلات أبرزها مسلسل Lost وأفلام الديستوبيا.

على الجانب الآخر وبمستوى فقير فنيًا يأتي «ريح المدام» بحادث أيضًا يجعل من داليا (مى عمر) تفقد ذاكرتها وتتحول لشخصية جديدة كل يوم والسبب هو فقدان ذاكرة جزئى وهو ما يجعل زوجها سلطان (أحمد فهمي) يطاردها يوميًا ليتزوجها حتى تشفى حسب تفسير صديقه الطبيب النفسى (أكرم حسني) الساذج لحالاتها، فأبسط قواعد الدراما انك حر والخيال بلا حدود شرط إقناعى بقواعد عالمك وهو ما لم يحدث فى مسلسل «ريح المدام» الذى لجأ بكل بساطة للتسطيح والاستسهال مع مجموعة من الافيهات المستهلكة والماكياج لجلب الضحكات من الجمهور دون الاهتمام بأى عنصر اخر فى العمل فلا الطبيب النفسى الكارتونى سيظل يستمع فقط لحكايات ضحية الحادث، ولا فقدان الذاكرة الجزئى يجعل من الزوجة وجها جديدا كل يوم وعلاجها ان يتزوجها زوجها كل يوم.

على مستوى التمثيل...

التحالف بين مكى والثنائى شيكو وماجد من جهة واستمرار التعاون مع بيومى فؤاد والاستعانة بوجوه جديدةعلى أعمالهم نقطة قوة صبت لصالح مسلسلهم مع السيناريو الجيد والمساحة المتوازنة الممنوحة للجميع، نجد انفسنا امام عمل كوميدى متماسك يهتم صناعه بجميع عناصره ليس فقط عنصر التمثيل والأداء الكوميدى بل على مستوى تصميم الإنتاج بأكمله والملابس والإكسسوار، نحن أمام حالة متكاملة ومحاولة تنويع خارج إطار كوميديا الإفيهات المستهلكة ونحو مسلسل بارودى بطابع مصرى، نفس الحالة بالضبط مع دنيا سمير غانم والتى تقدم للعام الثانى على التوالى كوميديا لا تعتمد فقط على الإفيهات وسذاجة الطرح وكأن جمهور الكوميديا يقدس الإفيه فقط أو أن الكوميديا هى الاستسهال فى الكتابة كما الحال مع احمد فهمى صاحب القدرات التمثيلة المحدودة والتى طالما كانت تجد ملاذا آمنا وسط الثنائى ماجد وشيكو، لكن إصراره على تصدر البطولة وحده والاستعانة بأكرم حسنى ومع توالى الحلقات يظهر بأداء مفتعل ومتكرر لا يتغير فى كل أعماله.

فى النهاية...

يكمن الاختلاف والدفاع المستميت أيضًا على مسلسلى «خلصانة بشياكة» و«فى ال لا لا لاند» ويمكن ان يرى شخص أن احدهما جيد والآخر لا، فهو اختلاف يعود للذائقة فى النهاية ومحكوم بعوامل متعددة يدخل فيها علاقة الجمهور بالفنان بطل العمل وعلاقة العمل نفسه بما سبقه من اعمال ايضًا تدفع الجمهور للمقارنة بينهما على سبيل المثال «نيللى وشريهان» مسلسل دنيا العام الماضى أفضل من مسلسل العام الحالى فى عدة عناصر لكن هذا بالتأكيد لا يجعل من الأخير سيئ على الإطلاق.

الأعمال المذكورة هى اعمال تضم عدة عناصر فنية يمكن تقييمها لكن محاولة الادعاء بوجود اى عناصر تفوق أو حتى جودة فى مسلسل فهمى بكل مشتملاته هو ضرب من الكوميديا الحقيقية.