منال لاشين تكتب: ثواب الجماعة فى تأديب قطر

مقالات الرأي



انتظر المصريون كثيرًا وطويلا قرار الرئيسى السيسى قطع العلاقات مع النظام القطرى وطرد سفير الدوحة بالقاهرة، وذلك ردًا وجزاء لكل الجرائم التى ارتكبتها الأسرة الحاكمة ضد مصر، خاصة منذ قيام ثورة 30 يوينو واختيار الشعب المصرى طرد الإخوان، وقد مولت الدوحة ورعت إرهاباً موجهة ضد مصر وأبنائها، ولذلك كان الكثيرون يطالبون بطرد سفير قطر مثلما طرد جماعة الإخوان.

ولكن الرئيس السيسى اختار بحق اللحظة التاريخية والسياسية المناسبة لاتخاذ القرار، وذلك بالتنسيق الجماعى مع عدد من أهم وأكبر الدول الخليجية وأهم جناح شرعى فى لبيبا، وقد ظهر أثر العمل الجماعى أو ثواب الجماعة فى تأديب النظام القطرى على محاولاته المستمرة لتقسيم وزعزعة الاستقرار فى الدول العربية.

ولسنوات طويلة ظلت الدوحة تتوهم أنها تستطيع- عبر الوكالة والسمسرة لدول وأنظمة كبرى- أن تتضخم وتصبح دولة كبيرة ومحورية فى المنطقة، وأن تنافس نفوذ وثقل كل من مصر والسعودية.

وجاء الربيع العربى فتصورت قطر أن اللحظة حانت لتتحكم فى الوطن العربى عبر توطين الإخوان فى كل ثورة وكل نظام، واختصت الدوحة مصر بالنصيب الأكبر من مؤامراتها، لأن لديها عقدة تاريخية من مصر من ناحية، ولأن مصر أزاحت نظام الإخوان عنها فضاع الإخوان فى الوطن العربى.

ومنذ إعلان قرارات المقاطعة السياسية والاقتصادية والجوية والبرية والبحرية انهار حلفاء قطر من الإخوان، وبدأت جيوشهم الالكترونية فى ترويج فكرة خبيثة، يقولون لك لماذا نقطع العلاقات مع دولة عربية ونحن لم نقطع العلاقات مع إسرائيل؟!

وهذه قولة حق يراد بها باطل، فقطر تملك علاقات حميمة مع إسرائيل أكثر من كل الدول العربية التى أعلنت قطع العلاقات مع قطر. فلا مجال للمزايدة فى هذا الملف.

الأمر الثانى أن مؤامرات الأشقاء وأصحاب الدم الواحد توجع أكثر بكثير من مؤامرات الاعداء، وعندما يقتل قريبك أو شقيقك ولدك ويحرق أرضك ويدمر حياتك فإنك تشعر بآلام أضعاف أى ألم يسببه لك العدو، فجرح القريب أقوى وأعمق.

وأنا شخصيا مقتنعة بأن بدء تحرير الوطن العربى من السيطرة الأجنبية، وبدء تحرير فلسطين سيبدأ بتحرير الشقيقة قطر من هذا النظام، وأن تأديب هذا النظام وعودة قطر للعرب هو خطوة مهمة لتوحيد الموقف العربى، وانتهاء عصر شق الصف العربى من خلال السمسار العربى.