د. رشا سمير يكتب : نعم سيدى.. الحق أبلج والباطل لجلج!

مقالات الرأي

د. رشا سمير يكتب
د. رشا سمير يكتب : نعم سيدى.. الحق أبلج والباطل لجلج!


حين تولى باراك أوباما رئاسة أمريكا، كان أول مسلم أسود يتولى رئاسة دولة عظمى تتحكم فى أقدار كل دول العالم تقريبا.. كان السؤال الذى شغل بال الشعب الأمريكى آنذاك هو: هل سينحاز أوباما لأبناء عشيرته من السود أم سيكون رئيسا لكل الأمريكان؟.. ولكن أثبت أوباما بالدليل القاطع أنه جاء لينهض بالاقتصاد الأمريكى، غير مُنحاز ولا مُستعين بأحد من أبناء عشيرته اللهم إلا لو كان يتمتع بكفاءة عالية.. وهكذا كان فوز أوباما بفترة رئاسة ثانية أمراً بديهياً.. وهكذا أثبت أيضا رغم عدم تمكنه من أدوات اللغة العربية وعدم تخصيص خطاباته لفئة دون غيرها، أن الحق أبلج والباطل لجلج!..

فالحق حين يكون فى بياض النهار هو «أبلج» أما الباطل ولأنه دوما مرتجف وبلا معالم فهو «لجلج».. ورئيس أى دولة لن يصبح يوما جزءا من تاريخها إلا لو كان فى أمسها هو كل حاضرها، وأصبح فى غدها بعضاً من مستقبلها..

لكن حين يُصرح محامى جماعة الإخوان ورئيس مركز «سواسية» لحقوق الإنسان بأن قضية اعتقال 11 مصرياً فى الإمارات لا تتعلق بكونهم إخوانا ولكنها تتعلق بكونهم مصريين تم القبض عليهم بلا مبرر «إحنا كده نبقى دخلنا فى مرحلة اللجلج»!..

وحين يتوجه عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون الخارجية إلى الإمارات فور القبض على «إخواننا» فى الإمارات بدافع أنهم مصريون والرئاسة لن تقبل إهانة أبنائها فى الخارج مرة أخرى «فده كده يبقى أبو اللجلج!».. .

ببساطة لأن مسلسل إهانة المصريين فى الخارج لم ينقطع يوما.. بدءا بألفى سجين مصرى فى سجون آل سعــود لم يكلف الحداد نفسه عناء المرور عليهم فى طريق عودته من الإمارات.. ومرورا بأبناء الجالية المصرية باليونان الذين يتم الاعتداء عليهم بوحشية شديدة كل يوم من جانب أعضاء الحزب النازى فى عملية وحشية من التمييز العنصرى، والشرطة هناك تغض بصرها «على أساس إن إحنا هنا عندنا عمى ألوان بنشوف كل الألون إخوان بس!».. انتهاء بليبيا التى توفى الشاب المصرى عادل محمد فيها بسبب تعذيب وإصابات بالرأس أدت إلى توقف بالمخ وسط صمت مصرى غير مفهوم ولا مقبول..

لماذا إذن لم تتحرك الدولة ولم ينفعل وزير الخارجية إلا عندما أصبح المواطن المصرى مواطناً «إخوانياً»..

إن قضية إخوان الإمارات لم تُغلق بعد، وحيث إن المتهم برىء حتى تُثبت إدانته فيجب أن نقف على الحياد كما فعلنا من قبل مع «الجيزاوى».. لأن وجود المصرى كضيف فى دولة عربية أو أجنبية، وجود يلزمه باحترام قوانين الدولة التى يلجأ إليها، كما يلزمه بالتصرف بطريقة تليق باسم مصر العظيمة.

ولأننا احترمنا من قبل تدخل الإمارات فى قضية هشام طلعت مصطفى وأشدنا بقوة أجهزة الأمن هناك، بل ودقتها فى استخراج تسجيلات كاميرات المتابعة وفكها لطلاسم القضية بحرفية شديدة، وسط تهليل من الأجهزة المصرية وتعاونها الكامل.. فيجب علينا اليوم أن نتعامل بحيادية وبطريقة تُثبت لدولة الإمارات أننا شعب يحترم نفسه من خلال احترامه للآخرين.. ولكى يصبح دفاعنا عن أبنائنا فى الإمارات نابعا من جنسيتهم المصرية وليس فقط لتوجههم الإخوانى..

حتى فى وجود رئيس مصرى ينتمى لجماعة الإخوان، فحروبنا يجب أن تبقى دائما مع الحق، ولا ينبغى أن يكون سلاحنا فيها هو الباطل..

لماذا يحاول الإسلاميون فى كل أنحاء العالم فرض سطوتهم بطريقة استفزازية على الرغم من رفضهم القاطع لممارسات المختلفين معهم؟.. فعلى سبيل المثال هم يريدون السماح لهم بارتداء النقاب فى فرنسا وبناء المساجد فى أمريكا، وعلى الصعيد الآخر يريدون منع السياح بارتداء المايوه وشرب الخمر وعمل الماساج فى مصر!، علما بأنهم هناك من أجل لقمة العيش «يعنى ضيوف» والآخرون هنا للسياحة «يعنى بيدخلوا عملة صعبة».. الله عليكم كيف ترون الأمور؟ وكيف تكيلون بمكيالين وأنتم تتحدثون باسم العدل والفضيلة؟

لقد وجهت رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد إلى المسلمين هناك رسالة شديدة اللهجة قالت فيها: «لم نجبركم على المجىء، نحن نتقبل معتقداتكم ولا نسأل لماذا؟ ونطلب منكم أن تعيشوا معنا فى سلام وتوافق وإلا فلترحلوا» كان هذا ردا على الاقتراح الذى تقدم به التنظيم الإسلامى الأبرز فى أستراليا لتطبيق الشريعة الإسلامية إلى جانب القانون الأسترالى «بصراحة الست جوليا عداها العيب وأزح»!..

يا إخوانى.. .إتقوا الله.. ولا تنسوا أن الحق أبلج والباطل لجلج..