دهب فخر الدين تكتب: اللهم إني صائم

ركن القراء

إيمان فخر الدين
إيمان فخر الدين


مقولةٌ نسمعها وتتردد على آذاننا كثيرًا وخاصةً في شهر رمضان الكريم في البيت، والشغل، في الشارع، والمواصلات والأماكن العامة. 


"اللهم إني صائم" لماذا تُقال؟ 

تُقال لتذكرة النفس عندما يُخطئ إلينا أحد أو ربما نمر بموقف أو نرى مشهدًا غير مقبول فنتغاضي عنه بـ"اللهم إني صائم". 

يفهمها الكثير منا بشكلٍ خاطئ عندما يرى الصائم أحدهم يقوم بتناول كوب ماء أو يدخن سيجار أو يرى فتاةً ترتدي ملابسًا غير لائقة.


فماذا عن المقولة أو مفهوم الصيام؟ 

فقد روي لي أحد الأصدقاء أنه كان يعمل بإحدى الشركات الأجنبية وكان هناك وفد آتٍ من عدة دولٍ أجنبية في شهر رمضان ورفض جميع العاملين تقديم مؤن المشروبات والمأكولات وبدأ الجميع في ترديد مقولة اللهم إني صائم عدا هذا الصديق الذي وافق ورحب بكل حب أن يقدم لهم الوجبات فعاملوه زملائه بعدائيةٍ شديدة حتى احتكموا بأحد المشايخ فقالوا أنهم غير مكلفين، ولا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق ( للمكلف العاصي فقط) وعلى هذا..

 للمرأة المسيحية أو المسلمة غير مرتدية الحجاب وجميع الفاطرين في نهار رمضان أن يعاقبوهم وكأنهم أظلال الله على الأرض! أو يغضوا أبصارهم بعدم النظر بازدراء أم يرددون اللهم إني صائم؟! 

فالصوم علاقة بين الفرد وربه فما ذنب المحيطين به ليعاقبهم على ما يحلو له وما يرد بذهنه من أفكار وتفسيرات قد تكون خاطئة دون الرجوع لأهل الذكر؟.

وكثيرًا ما نسمع عن صائمين لا يفعلون المعاصي بدايةً من بذوغ الفجر وحتى آذان المغرب وماذا بعد وماذا يفعلون؟!.

فهم يقومون بإدانة بعضهم البعض والبعض يتعاطى ما يفقد الوعي والبعض يسبون ويقهرون ويحتقرون ويجرحون بعضهم البعض!. 

أليس الله الذي نعبده في نهار رمضان هو الذي نعبده طوال العام؟!!! 

فهنا نري أن الصوم للصائم كالسجن للسجين ينتهي حبسه وينفك قيده مع أول تكبيره لآذان المغرب. حاشا، فالصوم هو الرحمة والإحسان والعطف هو تهذيب للنفس وتطهير للقلب وإنارة للروح والعقل.

لذا.. يجب أن نفكر ونبحث، بل وننقب في كتبنا الشريفة المقدسة والسنة النبوية وأحكام الدين قبل أن نردد "اللهم إني صائم".