سعد عبدالوهاب.. مغني "الحلال والحرام" الذي رفض التقبيل وورث عن عمه الوسوسة

الفجر الفني

سعد عبد الوهاب
سعد عبد الوهاب


سعد عبد الوهاب هو ابن أخ الفنان محمد عبدالوهاب، لذلك فقد نشأ في بيئة فنية، بالقرب من عمه موسيقار الأجيال، ولد في يونيو 1929، وتخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1949 ثم عمل بالإذاعة بعد تخرجه.

 

موهبته ساعدته في الحصول على شهرة واسعة رغم قلة أعماله، ورغم أنه من الفنانين القلائل الذين وضعوا أمام أعينهم الحلال والحرام في اختيار أدوارهم وألحانهم وأغانيهم، وقرر رفض الحرام تحت أي مسمى أو ظرف، ورث عن عمه "محمد عبد الوهاب" الوسوسة والتأني في كل شيء، إنه العبقري "سعد عبد الوهاب".

 

القرابة بينه وبين محمد عبد الوهاب

اتهمه الكثيرون بأنه لم يحقق نفس شهرة محمد عبد الوهاب بسبب تقليده له والعيش في جلبابه، لكن رد سعد عبد الوهاب على هذه الاتهامات قائلا: "هذه القرابة لم تأخذ مني شيئًا، لكنها أتاحت لي الكثير، فلم أجلس مطلقًا أمام عمي كتلميذ وأستاذ، لكنني شاهدته عن قرب، وتعلمت منه الكثير، كيف ينتقي كلماته وكيف يضع لها التلحين".

 

 وسبب عدم تحقيقه نفس الشهرة هو أنه كان يتميز بالتأني والإتقان الذي يصل إلى حد الوسوسة في العمل، والإتقان الزائد في العمل لدى بعض الناس يؤدي إلى تعطيلهم وتأخرهم عن مواكبة المسيرة.

 

الصفات المتشابهة بينه وبين عمه

كان يتصف بالوساوس علي المستوي الشخصي مثل عمه، فهذه آفة وراثية في العائلة، وكان يهتم بالنظافة الزائدة، وكان يرفض التقبيل أثناء المصافحة، متحججا بأنه مريض كما كان يرفض الوجبات السريعة أو الأكل خارج المنزل.

 

أهم أعماله

لم يضحك الحظ لعبد الوهاب الصغير في السينما، فوجد عدد كبير من النقاد أن أدائه مبالغ فيه، ولا يتسم بنفس الإحساس والعذوبة الموجودين في غنائه، وألحانه، فقرر خوض تجربة الإنتاج بنفسه، وأنتج فيلم "أماني العمر" وظهر فيه ممثل وملحن لأغاني الفيلم، وشاركته البطولة الفنانة ماجدة الصباحي.

 

وعلى الرغم من النجاح الذي حققه الفيلم، شعر عبد الوهاب الصغير أن عملية الإنتاج عملية شاقة جدا، وغير مضمونة، فابتعد فترة عن التمثيل، وانتقل من القاهرة إلى بيروت ثم دمشق، وقضى فترة وهو يحاول تكوين نفسه، لإنتاج المزيد من الأعمال السينمائية، ليفتح عمه محمد عبد الوهاب أبواب السينما أمامه مرة أخرى، ويمنحه فرصة جديدة لتحقيق النجاح الذي رغب فيه، ليقدم أشهر وأهم أدواره السينمائية فيلم "علموني الحب" مع إيمان.

 

وقدم عبد الوهاب الصغير في هذا الفيلم مجموعة من الأغاني المميزة والتي لا تزال محبوبة ومسموعة حتى الآن، ومن أهمها "الدنيا ريشة في هوا"، "على فين وخداني عنيك"، "قلب القاسي"، وأثناء التصوير، حاول مخرج الفيلم إقناع عبد الوهاب الصغير بتقليد عمه في التمثيل والغناء، إلا أنه كان يرفض دائما، ويحاول الحفاظ على أسلوبه وشخصيته الخاصة به، والتي تميزه عن موسيقار الأجيال، وباقي الفنانين.

 

وبعد عرض "علموني الحب" في السينمات حقق نجاحا أكبر من باقي الأفلام التي شارك فيها عبد الوهاب الصغير، إلا أنه لم يرض ولم يشعر بأن ذلك النجاح كافي، ليستمر في التمثيل، فابتعد عن الغناء والتمثيل في مصر حوالي عشرين عاما، سافر فيهم للإمارات العربية المتحدة ليعمل مستشارا للأغنية الوطنية في الإذاعة الإماراتية.

 

قدم للسينما سبعة أفلام، العيش والملح، بلدي وخفة، وأختي ستيتة، وبلد المحبوب، وسيبوني أغاني، وأماني العمر وفيلم علموني الحب، وشاركته البطولة نجمات الصف الأول، كما قدم أكثر من 200 أغنية مثل الدنيا ريشة في هوا، قلبي القاسي، على فين وخدوني عنيك، وشك ولا القمر ومن خطوة لخطوة.

 

وفاته

في نوفمبر 2004، رحل سعد عبد الوهاب، بعد معاناة مع المرض بمستشفى فلسطين، بعد أن قدم فنًا سيبقي خالداً.