منال لاشين تكتب: أسرار ما بين السياسة والاقتصاد

مقالات الرأي



دراسة على مكتب الرئيس بمد دعم الكهرباء للعام المقبل

■ من أسرار التفويض.. السيسى راهن على أن المصريين سينزلون مظاهرات فى رمضان وكسب الرهان.. وتمرد ماتت والإخوان خسروا غزوة بدر

■ نائب قدم دراسة بإلغاء مجلس الدولة وجهة عليا نصحته بغلق الموضوع

■ نائب لزملائه: نقسم البلد بلدين ونأخذ تيران ونعطى السعودية صنافير

تصور البعض أن مناقشة اتفاقية تيران وصنافير داخل البرلمان فى شهر رمضان قد تسهل تمريرها، فيما الناس غائبة ما بين إرهاق الصوم ومطاردة المسلسلات وإعلانات القصور والتبرعات.

ويبدو أن هذا التصور لا يخص الحكومة الحالية أو البرلمان فحسب، ولكنه تصور يضرب بجذوره فى السياسة المصرية بما فى ذلك المعارضة والثوار، ولكن الشعب المصرى قادر على فعل المعجزات، وذات مرة راهن الرئيس السيسى على الشعب فى رمضان وكسب الرهان، ولكن البعض ذاكرته مثل السمكة. فرمضان ليس شهر الصوم والمسلسلات فقط، وقد عبر المصريون فى أكتوبر المجيد فى رمضان.

1- نهاية تمرد

منذ أربع سنوات وتحديدا فى 12 من شهر رمضان اجتمع المشير السيسى بعد ثورة 30 يونيو مع أعضاء حركة تمرد وعدد كبير من السياسيين والنشطاء من ائتلاف 30 يونيو. فى ذلك الوقت الحار من شهر يوليو شرح المشير السيسى للجميع أن مصر تتعرض لتهديدات وضغوط دولية وأن الأمر يتطلب أن يخرج المصريين فى مظاهرات حاشدة على غرار 28 و30 يونيو لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب. فوجئ السيسى بقيادات تمرد وشخصيات حزبية وسياسية تبدى انزعاجا من الفكرة، وأكدوا للسيسى استحالة تنفيذها، وكانت حجتهم أننا فى شهر رمضان، والناس صايمة وتايهة ما بين الصوم والمسلسلات، وعاد السيسى يسألهم من جديد هل المصريون لم يخرجوا فى مظاهرات عشان الصيام ورمضان، وجاءته التأكيدات من كل صوب فجميع الحاضرين من المدنيين السياسيين يرون أن نزول المصريين للتظاهر فى رمضان ضرب من الخيال. ظل السيسى صامتا حتى نهاية الاجتماع، وبعد ذلك بيومين خطب السيسى بمناسبة حفلات التخرج لبعض الكليات العسكرية، وطالب الناس بالنزول فى الشوارع لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب. يوم الجمعة أى بعد 48 ساعة من خطابه، ونزل الشعب بالملايين فى شهر رمضان. هذه الواقعة التى مر عليها هذا الأسبوع أربع سنوات مهدت لخريطة سياسية مختلفة. فهى بداية السقوط السياسى للإخوان لأنهم فشلوا فى حشد مليونى، وكان الإخوان قد ظلوا يرددون أن الجمعة 17 رمضان يوافق ذكرى غزوة بدر، وتوعدوا المصريين بغزوة جديدة ولم يفعلوا شيئا. كما أن تمرد فقدت بريقها، وعندما رأى أحد قياداتها الشابة الملايين فى الشوارع قال إن الحركة ماتت بالسكتة القلبية، وأضاف الجميع كان على خطأ.. لم نعرف المصريين جيدا.

والحقيقة أن هذه الواقعة الحاسمة فى تاريخ مصر أوحت إلى الرئيس السيسى فيما بعد أن الكثير من السياسيين يتحدثون أكثر ما يتحركون وأنهم يصدرون أحكاما غير دقيقة أو صحيحة. فالكثيرون مما يتحدثون باسم الشعب المصرى أو عن الشعب لا يعرفون حقيقة الشعب أو قدرته على الصمود ومفاجأة الجميع.

2- دعم الكهرباء

يبدو أن الحكومة لم تحسم أمرها تماما فى مسألة رفع سعر الكهرباء وإنهاء دعم الكهرباء فى شهر يوليو المقبل. فقد أعدت إحدى الجهات دراسة موقف ورفعتها للرئيس السيسى. الاقتراح يقضى بمد دعم الكهرباء للثلاث فئات الأولى لمدة عام على الأقل لتخفيض الضغط على المواطنين الفقراء والبسطاء، وتأجيل رفع سعر شرائح الكهرباء الأخرى لنفس المدة، وركزت الدراسة أن دعم الكهرباء لا يزال ضرورة لفئات عديدة فى المجتمع، وأن دعم الكهرباء أهم من دعم البنزين والمواد البترولية، وكانت الدولة قد ضخت استثمارات بعشرات المليارات فى الكهرباء وبناء محطات جديدة ورفع كفاءة المحطات القديمة، ولذلك كان من المتوقع أن ينتهى دعم الكهرباء وزيادة الشرائح فى يوليو المقبل بعد كل المليارات التى تم ضخها فى قطاع الكهرباء، وحتى الآن لم يتخذ القرار النهائى بزيادة شرائح الكهرباء فى يوليو المقبل، وذلك ضمن حزمة من الإجراءات الاقتصادية لخفض عجز الموازنة، والتى تشمل رفع أسعار خدمات ورسوم، ولكنها تتضمن أيضا صرف العلاوة الاستثنائية للموظفين.

3- نوادر تيران وصنافير

قضية تيران وصنافير قضية محورية، وبالنسبة لى ولغيرى لدى قناعة أن تيران وصنافير مصرية حتى قبل حكم المحكمة الإدارية العليا الذى أصدره المستشار الجليل يحيى الدكرورى، وهناك آخرين مقتنعون بأنها سعودية، ولكن القناعة الشخصية وحدها لا تكفى. فالقضية متشابكة ما بين محلى وإقليمى ودستورى وقانونى وسياسى. لكن أهم مرحلة الآن هو التعامل بمنتهى الجدية والموضوعية مع كل الآراء داخل البرلمان ومنح الجميع الفرصة لعرض آرائه ومستنداته دون إقصاء أو إرهاب، والأخطر دون تقليل من حجم القضية أو اقتراحات غريبة وشائنة، وسوف أعرض لكم اقتراحين جرى وأدهما قبل الانتشار. نائب نصف مشهور كان يعد دراسة بإلغاء مجلس الدولة فور حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية تيران وصنافير، وذلك تحت زعم أن المجلس لا يوجد له مثيل سوى فى عدة دول فقط، ولكن إحدى الجهات المهمة تدخلت لمنع النائب من استكمال هذا الطريق الخطير. نائب آخر اقترح على بعض زملائه حلا لطيفا للقضية، وهى تقسيم الجزيرتين على مصر والسعودية فتحصل مصر على تيران وتحصل السعودية على صنافير أو العكس، ويا دار ما دخلكيش شر. مثل هذه الاقتراحات تعكس تخبطا هائلا فى تفكير البعض. فنحن أمام قضية دستورية ويجب دراسة مدى دستورية تسليم الجزيرتين أو الموافقة على الاتفاقية دون استفتاء من الشعب، وهو الرأى الذى تمسكت به جمعية حماية الدستور وحزب الوفد وقانونين، ومن جهة أخرى أو فى الموضوع يجب دراسة جميع المستندات من الجانبين. مرة أخرى نحن أمام قضية خطيرة لا تحتاج لتمرير سريع أو أغلبية عددية، بل أعلى درجات التوافق الشعبى، ويجب أن يكون النواب قادرين على الدفاع عن موقفهم أمام دوائرهم سواء كان موقفهم الرفض أو القبول للاتفاقية.

من ناحية أخرى اكتفى عمرو موسى رئيس جمعية الدفاع عن الدستور بالبيان الذى أصدرته الجمعية ورفض هو وعدد من الأعضاء إجراء أى مداخلات فضائية أو الرد على الصحفيين، وقال أحد أفراد شركة التسويق التى يتعامل معها أنه لا يستطيع الرد عشان رمضان.

4- داليا خورشيد فى إفطار رئاسى

من المعتاد أن يختفى الوزراء السابقون عن الدعوات الرسمية فور خروجهم من الوزارة، ولكن إفطار الرئيس للمرأة المصرية شهد الظهور الأول لوزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد. داليا حضرت الإفطار بصفتها زوجة محافظ البنك المركزى طارق عامر. ففى هذا الإفطار حضر معظم المسئولين مع زوجاتهم داليا ظهر عليها زيادة فى الوزن.

فى هذا الإفطار الأول حضرت مجموعة من الراهبات والداعيات المدعوات من قبل المجلس القومى للمرأة، وهذه المجموعة ستقوم بدور التوعية الدينية ومكافحة التطرف بين النساء، وهذا المشروع ضمن مشروعات المجلس القومى للمرأة خلال عام المرأة، وقد ذهب الرئيس لهذه المجموعة من النساء وسلم عليهن تقديرا لدورهن. أما ثانى إفطار رئاسى فكان الأسبوع الماضى للقوات المسلحة وأهم اختلاف فى هذا الإفطار هو جلوس الرئيس على مائدة كبيرة لاستيعاب عدد أكبر من الشخصيات التى ستجلس مع الرئيس، وعلى رأس الشخصيات كان المشير حسين طنطاوى والرئيس السابق عدلى منصور ورئيس الوزراء الأكبر كمال الجنزورى ووزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى وقيادات القوات المسلحة.

5- ميثاق شرف على الفطار

إفطار نادى القضاة تأخر عن موعده ليومين لأن بعض شيوخ القضاة كانوا مدعوين فى إفطار الرئاسة للقوات المسلحة. إفطار نادى القضاة الذى جرى فى النادى النهرى شهد حضورا إعلاميا مكثفا ،فقد وجه مجلس إدارة النادى الدعوة لقيادات كل من المجلس القومى للإعلام ومجلس الوطنى للصحافة، وحضر اللقاء عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين ورؤساء التحرير، وشهد هذا اللقاء فتح نقاش جاد حول العلاقة بين القضاة والإعلام، وتناول النقاش ضرورة إعداد ميثاق شرف إعلامى عند تناول موضوعات القضاء والقضاء والتعليق على الأحكام. مكرم محمد أحمد وكرم جبر وعدا القضاء بجلسات أخرى بعد رمضان لاستكمال المناقشة المهمة.

6- حفلات التبرعات

العديد من رواد الفيس بوك غاضبون بسبب إقامة بعض المؤسسات الخيرية حفلات سحور وإفطار فى فنادق الخمس والسبع نجوم، وإنفاق المال على هذه الحفلات، وكانت الأيام الماضية قد شهدت حفلين من هذا النوع أحدهما لمستشفى بهية للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدى، والثانى حفل الجمعية التى تنشئ أول مستشفى للحروق فى مصر الفنانة هند صبرى كانت ضيفة الشرف فى حفل إفطار بهية بمناسبة مسلسها «حلاوة الدنيا» الذى يتناول مرض السرطان وقد حضرت هند صبرى الحفل بعباءة تونسية لفتت الأنظار.

ولكن ما لا يعرفه رواد الفيس بوك الغاضبون أن هذه الحفلات هى مناسبة لجمع التبرعات، وأن المؤسسات الكبرى والشركات تقوم بشراء «ترابيزات» الحفل بمبالغ كبيرة للمشاركة فى التبرع. كما أن هذه المؤسسات والأفراد المدعوين يقومون بالتبرع مرة أخرى فى الحفل. فهذه الحفلات لا تضيع أموال المؤسسات الخيرية بل تزيد من هذه التبرعات. اللافت للنظر أنه رغم كثرة إعلانات التبرع إلا أن حجم التبرعات أقل من العام الماضى.