خبير استراتيجي: تركيا تطمح لاستعادة مجد الامبراطورية العثمانية

عربي ودولي

خبير استراتيجي: تركيا
خبير استراتيجي: تركيا تطمح لاستعادة مجد الامبراطورية العثما

إعتبر الخبير الإيراني بالشأن التركي حسن أشرفي في مقالٍ له نشره موقع برهان التحليلي ان الزعماء الأتراك الحاليين يعتقدون بقابلية تركيا للتحول لقوة كبرى تهيمن على منطقة نفوذ الامبراطورية العثمانية سابقاً وهم يسعون للإفادة من مكانتها السياسية والاقتصادية لتزعّم العالم الإسلامي.

ويعتقد الكاتب بأن عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي وعلاقتها بالغرب تمثل إحدى أولويات حزب العدالة والتنمية لكن رفض الاتحاد لعضويتها دفع قادة الحزب للتركيز على الاقتصاد ولعب دور قيادة الدول الإسلامية والأخ الأكبر لدول آسيا الوسطى والقوقاز المتحدثة بالتركية إحياءً للقومية التركية.

ويرى أشرفي أن ثورات العالم العربي شكلت نقطة عطف في توجهات المسؤولين الأتراك الذين يطمحون باختبار نفوذهم في المنطقة، وأضاف: خير دليل على ذلك تصريحات القادة الأتراك في زياراتهم لمصر وتونس بعد الثورة ودعوتهم لتبني النموذج التركي وما عبر عنه أحمد داود اوغلو، وزير الخارجية، بـ إحياء العثمانية الجديدة .

ويشير الكاتب إلى اعتقاد تركيا بامتلاكها القدرة على إدارة العالم الإسلامي، وتابع يقول: قبل إعلان فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2011 رسمياً قال اردوغان أمام مؤيديه إن فوزنا هذا سيمتد من اسطنبول إلى البوسنة والبلقان وإلى بيروت ودمشق ورام الله والقدس وغزة والشرق الأوسط وإلى القوقاز وهي البلدان التي كانت خاضعة للامبراطورية العثمانية تحديداً.

ويلفت الكاتب الى دعوة حزب العدالة والتنمية لـ مسعود البارزاني و طارق الهاشمي للمؤتمر الرابع للحزب وتمجيد اردوغان للملوك السلجوقيين والعثمانيين لاسيما السلطان سليم (العدو اللدود لإيران)، معتبراً إنها تُبرز الطابع الطائفي لسلوك تركيا.

وبيّن المقال أن الدعم الكامل للمعارضة السورية والمسلحين وإيواء طارق الهاشمي وإقامة علاقات ودية مع حكومة منطقة كردستان العراق بلا تنسيق مع الحكومة المركزية يؤكد على مضي زعماء الحزب في هذا الطريق، وأردف قائلاً: جدية تركيا في هذا المجال تتّضح من تعريض أمنها واقتصادها للخطر وتناقض توجّهاتها الحالية مع سياساتها السابقة في تقليص الخلاف مع دول الجوار إلى أدنى مستوى.

وألمح الكاتب إلى أن فشل تركيا في بسط نفوذها على آسيا الوسطى والقوقاز على خلفية القومية التركية ، لاسيما في عهد الإسلاميين(!) ، يرجع لعدة عوامل؛ منها تخلي بعض دول آسيا الوسطى عن القومية التركية بمقاسات اسطنبول ورفضها لتركيا كأخ أكبر، وتعصبها لقومياتها المحلية، والخلافات الثقافية، وتنامي التيارات المناهضة للقومية التركية كالقوميات المحلية والتيار الإسلامي، والتنافس الإقليمي وفوق الإقليمي (خصوصا من قبل باكستان والهند والسعودية) لمنع النفوذ التركي على هذه المنطقة، وأضاف: يعد التيار الإسلامي في آسيا الوسطى أكبر منافس للقومية التركية بل وللقوميات المحلية، فتأثير المعتقدات الدينية على شعوب المنطقة منذ بداية القرن العشرين فاق تأثير التيارات القومية.

وذكر المقال أن الجهاز الدبلوماسي التركي يحاول الإفادة من تعميق تحركاته السياسية الإقليمية والشرق أوسطية كورقة رابحة في تفاوضه مع الجانب الغربي ولعب دور أكثر فاعلية فيما يسمى بـ عملية السلام في المنطقة.

ورأى أشرفي أن حزب العدالة والتنمية يهيئ الأجواء الداخلية والإقليمية والدولية للنهوض بدور أكبر تجاه تحولات المنطقة وتطبيق سياسات طَموحَة، وأضاف: من العوامل المساعدة على هذا التوجه تورط السعودية بقضيتي البحرين واليمن، وسقوط الأنظمة الدكتاتورية العربية، وتزامن هذا التوجه مع سياسة أميركا الجديدة في إيجاد دولة إقليمية حليفة لموازنة تنامي قدرة الجمهورية الإسلامية، ونجاح الحزب في السيطرة على الوضع الداخلي وتقويض دور الجيش، مضافاً إلى اعتراف بعض الأنظمة العربية بتركيا، رغم خوفهم التاريخي منها، كقوة تجاه ما يزعمون أنه الخطر الإيراني .