تغير موازين القوى بالمنطقة.. قاعدة محمد نجيب العسكرية (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


القوات المسلحة تنشئ قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام وقاعدة براني العسكرية بالمنطقة الغربية.
تنفيذ أعمال الإنشاء والتطوير الإداري للفرقتين السابعة والرابعة بالجيش الثاني والثالث الميداني.


ترتكز القدرة العسكرية المصرية على أسس راسخة في مقدمتها العقيدة العسكرية التي يؤمن بها كل فرد القوات المسلحة، إما النصر أو الشهادة، يأتي بعدها امتلاك منظومات تكنولوجية متقدمة في مجال التسليح والتدريب والتأمين الاداري والفني تجعلها تحتفظ بأرقي مستويات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ اي مهمة تكلف بها لحماية ركائز الأمن القومي المصري علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية، يصاحبها امتلاك قاعدة صناعية وإنتاجية بالغة التطور تحقق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة وتلبي جزء من متطلبات السوق المحلي وتخفيف العبء عن كاهل المواطن المصري.


 وعلي مدار التاريخ كان للجيش المصري دورة الوطني في حماية دعائم الدولة، فجائت ثورة 23 يوليو عام 1952 بمبادئها وأهدافها التي ألهمت الشعوب والتي كان من بينها إقامة جيش وطني قوي يحمي أركان الدولة المصرية ويحمي ترابها المقدس وهو ما أكده نصر أكتوبر المجيد عام 1973 وكان من أبرز الدروس المستفادة منه أن السلام يبني على أسس راسخة من القوة والعدل فلا يوجد سلام بغير قوة تحميه.

 
وفي أعقاب عام 2011 وما صاحبها من مظاهر الفوضي المدمرة التي طالت العديد من دول المنطقة وتنامي ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات المسلحة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة، كان للجيش المصري بتماسكه وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ علي بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث، وما لبثت أن استتبعها ثورة شعبية في  30 يونيو 2013، استطاع خلالها الشعب المصري بدعم من قواته المسلحة فك ارتهان الدولة المصرية بقيمها وتاريخها الحضاري من جماعات الإرهاب التي استطاعت خلال عام واحد ان تبث سمومها وتشيع الظلام والألم في أوصال الدولة المصرية.



تزامن ذلك مع تبني القيادة العامة للقوات المسلحة استراتيجية دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة علي الدفاع عن أمن مصر القومي، فضلا عن امتلاك المنظومات والخبرات الإنتاجية والإدارية والهندسية التي تمكنها معاونة أجهزة الدولة في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر .

 
وتمضي القوات المسلحة بخطي متسارعة؛ لإعادة بناء وتنظيم منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية علي كافة المحاور الاستراتيجية بما يتسق مع التطور التكنولوجي للقرن الواحد والعشرين بما يمكنها من مواجهة التحديات الإقليمية والمتغيرات الدولية وانعكاساتها علي الأمن القومي المصري داخليا بما في ذلك تأمين الأهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من جانب، وحماية مصالحها الاستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطها الاقليمي والدولي من جانب آخر، فكان إدخال أحدث الفرقاطات ولنشات الصواريخ والغواصات وحاملات المروحيات المسترال بما لها من خواص استراتيجية وتكتيكية تعزز من القدرات الهجومية والدفاعية لقواتنا المسلحة، وكذلك إدخال احدث أجيال المقاتلات متعددة المهام القادرة علي الردع والوصول للأهداف المخططة لها علي مديات بعيدة وتحت مختلف الظروف، كذلك احدث منظومات الدفاع الجوي لحماية سماء مصر بالتزامن مع اعادة تسليح ورفع كفاءة التشكيلات التعبوية بجميع وحداتها والاسلحة المعاونة وعناصر الدعم وتطوير الوحدات الخاصة بما يتناسب مع تطور نظم واساليب القتال الحديثة.
 

 
واشتمل التطوير إلي تنظيم تشكيلات جديدة داخل القوات المسلحة من بينها قوات التدخل السريع المحمولة جوا، وإنشاء الأسطول الجنوبي لتأمين مسرح العمليات البحري بنطاق البحر الأحمر، وإعادة تجميع بعض التمركزات العسكرية في شكل قواعد عسكرية متكاملة تتوافر فيها كافة الخدمات الإدارية والمعنوية للفرد المقاتل، وتتحد فيها مقومات التدريب والاستعداد والقدرة القتالية طبقا لأسس ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة .

 وفي هذا الإطار، تفتتح القوات المسلحة قاعدة محمد نجيب العسكرية غدا، حيث يعد ذلك انجازا جديدا يضاف إلى انجازات القوات المسلحة كما ونوعا، والتي تم إنشاؤها في اطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل القوات المسلحة لتحل خلفا للمدينة العسكرية بمنطقة الحمام التي تم إنشائها عام 1993، مع دعمها بوحدات إدارية وفنية جديدة وإعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها بما يعزز من قدرتها علي تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي والتي من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسي الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها، فضلا عن المساهمة في الحد من التحركات العسكرية وإجراءات الفتح الاستراتيجي في ظل التكدسات المرورية داخل مدينة الإسكندرية فضلا عن كونها تمثل قاعدة للتدريب المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة يتوافر بها كافة الإمكانيات بشكل حضاري متطور.



وبصدور التوجيهات والأوامر بتحويل المدينة العسكرية القديمة إلي قاعدة متكاملة تحت مسمي اللواء محمد نجيب، سطرت الهيئة الهندسية علي مدار عامين ملحمة جديدة لإنشاء جميع مباني الوحدات المتمركزة بالقاعدة باجمالي 1155 مبني ومنشأه ، وتطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول 72 كم منها وصلة الطريق الساحلي بطول 11,5 كم وطريق البرقان بطول 12,5 كم ووصله العميد بطول 14,6 كم والباقي طرق داخل القاعدة بلغت 18 كم ، مع إنشاء أربع بوابات رئيسية وثمان بوابات داخلية للوحدات، كما اشتملت الإنشاءات الجديدة إعادة تمركز فوجا لنقل الدبابات يسع نحو 451 ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية ، كذلك إعادة تمركز وحدات اخري من منطقة كنج مريوط ليكتمل الكيان العسكري داخل القاعدة .

 
ولتحقيق منظومة التدريب القتالي تم إنشاء 72 ميدانا متكاملا شمل مجمع لميادين التدريب التخصصي وميادين رماية الأسلحة الصغيرة، ومجمعا ميادين الرماية التكتيكية الالكترونية باستخدام احدث نظم ومقلدات الرماية، كذلك تطوير ورفع كفاءة وتوسعة منصة الإنزال البحري بمنطقة العُميد .

 

وامتد التطوير الإداري بقاعدة محمد نجيب ليشمل إنشاء المدينة السكنية المخصصة للتدريبات المشتركة منها 27 استراحة مخصصة لكبار القادة و 14 عمارة مخصصة للضباط تم تجهيزها بأثاث فندقي، و 15 عمارة مماثلة لضباط الصف ، مع رفع كفاءة وتطوير 2 مبني مجهز لإيواء الجنود بطاقة 1000 فرد، صاحب ذلك تطوير القاعة المتعددة داخل القاعدة لتشمل ميس للضباط وآخر للدرجات الاخري وقاعات للمحاضرات والتدريب، مع تطوير  النادي الرئيسي للقاعدة وتجهيزه بحمام سباحة وصاله للمنازلات الرياضية مزودة بأحدث التقنيات الرياضية والترفيهية، كما تم رفع كفاءة وتطوير مستشفي الحمام العسكري لتكون بطاقة 50 سرير وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية ، وإنشاء معمل وعيادة طبية بيطرية، وتطوير وحدة إنتاج الخبز بالقاعدة لتصبح 6 خطوط تعمل بالغاز بدلا من 4 خطوط قديمة تعمل بالسولار .

 
وامتدت الإنشاءات الحديثة داخل القاعدة لتشمل قاعة للمؤتمرات متعددة الأغراض تسع 1600 فرد ملحق بها مسرح  مجهز بأحدث التقنيات ومركز للمباريات الحربية وتخته الرمل، ومعامل للغات والحواسب الآلية ومتحف للرئيس الراحل محمد نجيب، كذلك إنشاء مسجد يسع لاكثر من 2000 مصلي .

 

كذلك إنشاء قرية رياضية تضم صالة رياضية مغطاة وملعب كرة قدم اوليمبي ونادي للضباط وآخر لضباط الصف مجهزان بحمام سباحة و6 ملاعب مفتوحة وملاعب لكرة السلة والطائرة واليد .

 

واستكمالا لإقامة البنية الأساسية والتحتية بالقاعدة فقد تم رفع كفاءة شبكة الكهرباء والإنارة لرفع القدرة ومجابهة زيادة الأحمال وتركيب أنظمة الليد لترشيد استهلاك الطاقة الكهربية، والاعتماد علي خلايا للطاقة الشمسية في أعمال الإنارة لأجزاء من القاعدة ، كذلك تطوير شبكة مياه الشرب بالقاعدة ومحطات رفع المياة ، وتجديد ورفع كفاءة محطات الصرف والمعالجة لمياه الصرف الصحي  .


ومع تعاظم دور قاعدة محمد نجيب العسكرية فقد سعت المنطقة الشمالية العسكرية إلى الاستفادة منها في تحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي من خلال إنشاء العديد من المزارع والمساحات الخضراء بزراعة 379 فدان بالإشجار المثمرة، وزراعة 1600 فدان بالنباتات الموسمية كالقمح والشعير والفول والخضروات وإنشاء 3 أحواض لتكديس المياه العكرة بطاقة 70 الف م2 لاستخدامها في الزراعة، وحوض لري المسطحات الخضراء وأعمال التنسيق بالموقع ، فضلا عن سعي المنطقة الي المساهمة بمشروع طموح لانتاج اللحوم يهدف في مرحلته الأولى تربية ألف رأس من الماشية ، لتواصل المنطقة الشمالية العسكرية مسيرة العطاء والجهد كأحد ابرز التشكيلات التعبوية لقواتنا المسلحة المنوط بها الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته. 

 

وفي ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مخاطر وتهديدات مباشرة للأمن القومي المصري خاصة من الاتجاه الاستراتيجي الغربي، فقد حرصت القوات المسلحة علي تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر الإرهابية المسلحة عبر خط الحدود الغربية ، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، وذلك وفقا لمنظومة متكاملة يتم خلالها تكثيف إجراءات التأمين وتطوير نظم التسليح وإعادة تمركز بعض الوحدات المقاتلة لذلك أنشأت القوات المسلحة قاعدة براني العسكرية والتي روعي فيها ان تضاهي احدث الأنظمة العالمية في مجال الاهتمام بالفرد المقاتل معيشيا وتدريبيا من خلال إنشاء مئات المنشآت الجديدة ، وتطوير المنشآت الإدارية وميادين التدريب التكتيكي التخصصية ومخازن للأسلحة والذخائر ، ومناطق تمركز العربات والمعدات داخل القاعدة ، مع الاهتمام بالجانب الترفيهي والتثقيفي للفرد المقاتل من خلال انشاء منطقة متعددة الاغراض تضم صاله رياضية وملاعب مفتوحة وحمامات سباحة ومكتبة علمية وقاعة تاريخية، لتمثل قاعدة براني العسكرية اضافة قوية لقدرة وكفاءة رجال المنطقة الغربية العسكرية في خدمة وطنهم وتنفيذ كافة المهام التي تسند اليهم لحماية الحدود الغربية وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقرار شعبه العظيم .

 

كما اتسعت اعمال التطوير والتحديث لتشمل تشكيلات من الجيشين الثاني والثالث الميداني بتزويدها بأحدث المنظومات القتالية ونظم التسليح الحديثة بما يتواكب مع أسس ومبادئ معركة الأسلحة المشتركة الحديثة ، ولم يقتصر التطوير علي الكفاءة القتالية والفنية وانما امتد ليشمل الإنشاءات الإدارية ومناطق الإيواء الحديثة، ففي الجيش الثالث الميداني تم إنشاء مدينة سكنية جديدة للفرقة الرابعة المدرعة  تضم العديد من المنشآت الإدارية والمرافق والتي تم تصميمها وتجهيزها هندسيا وإداريا وفقا لأعلي مستويات مع الاهتمام بالجانب المعنوي والبدني للفرد المقاتل من خلال الملاعب وصالات الإعداد البدني وأعمال التنسيق الحضاري .

 

كذلك إعمال الإنشاء والتحديث الشامل لجميع منشآت الفرقة السابعة المشاة بنطاق الجيش الثاني الميداني والتي تمت علي اسبقيتين وامتد التطوير ليشمل بناء المئات من المنشآت الجديدة من المباني التخصصية والإدارية وأماكن الإيواء ومناطق تمركز الأسلحة والمعدات لحمايتها من العوامل الجوية ، وكذلك ميادين التدريب والمنشآت الرياضية والترفيهية للوحدات الفرعية والصغري التابعة للفرقة .

 

 لتؤكد القوات المسلحة أنها ماضية بكل قوة في مواصلة مسيرة التطوير والتحديث لمنظوماتها القتالية والاهتمام ببناء الفرد المقاتل وتطوير أداؤه وقدرته علي الوفاء بالمهام والمسئوليات المكلفين بها للدفاع عن الوطن والمعاونة في دعم مقومات التنمية الحضارية وحماية ركائز الأمن القومي المصري علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية .