بـ"كشك الفتوى".. هل يغطي المترو على سوء الخدمات وتدهورها ؟ (فيديو)

أخبار مصر

بوابة الفجر


فوجئ حاتم سعيد، أثناء استقلاله المترو بمحطة الشهداء بكشك يجاور ماكينات المرور لرصيف العربات، يتزين أعلاه بلافتة "لجنة الإفتاء"، وبداخله رجلان يرتديان ملابس أزهرية في انتظار المارة للاستفتاء في أمور دينهم ودنياهم. 


"محاربة التطرف"، بهذه الجملة يلخص محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الهدف من إنشاء "كشك الفتوى" بمحطة مترو الشهداء.

و"كشك الفتوى" الذي بدأ عمله أول أمس بمحطة الشهداء أكبر محطات المترو ازدحامًا، أثار جدلًا كبيرًا بين مؤيد للمبادرة، إذ اعتبرها فريق أنها تصب في صالح المجتمع المصري بمسلميه ومسيحيه وتحارب الفكر المتطرف وتواجه فوضى الفتاوى، بينما رآها فريق آخر أنها مخالفة صريحة للدستور المصري وتوسع الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، فضلًا عن كونها طريقة للتغطية على الوضع المتدني للمترو، وانهيار المنظومة التي تعاني الإهمال والفوضى وسوء الخدمة. 

وكانت إدارة المترو قررت زيادة أسعار تذكرة المترو في مارس الماضي لترتفع إلى جنيهين بنسبة 100%، لمواجهة خسائر المترو التي تضاعفت بعد ثورة يناير بسبب تعريفة المترو، بحسب تصريحات سابقة لوزير النقل هشام عرفات. 

يقول حاتم سعيد الذي يستقل المترو مرتين يوميًا على الأقل أثناء ذهابه وعودته من العمل: "هي هيئة خدمية للركاب ولا هيئة دعوية.. إحنا عايزين خدمة محترمة للركاب، يصلحوا الماكينات اللي مش شغالة، ويزودا عدد العربات.. ويزودوا مواردهم اللي فشوا فيها وبيغطوا على فشلهم بأكشاك الفتوى".
 

وعدّد "حاتم" ما يعانيه في استقلال المترو، قائلًا: "أيهما أفضل وأولى للركاب في ظل سوء معاملة موظفي بيع التذاكر للجمهور، وتعطل السلالم الكهربائية في أوقات الذروة.. العمل على حل هذه المشكلات أم كشك لا يجدي نفعًا"، متابعًا: "لو إدارة المترو شايفين إن دي خدمة مقدمة فالأفضل أنهم يركزون في شغلهم ويحسنوا الخدمة اللي هي النقل والركاب".


وتتناول أطراف الحديث إسراء أحمد، قائلة: "إدارة المترو محتاجة أنها تكون أفضل وتشتغل على تطوير الخدمة بدل إصدار قرارات وبس"، وعن مقر الفتوى قالت: "مالوش لازمة يكون في المترو كان ممكن يستغلوا الأكشاك دي في خدمة أفضل، مصر كل مترين فيها جامع، إيه الفكرة في وجودهم بالمترو؟". 


وتساءلت سمر حسين مستنكرة، حول إمكانية منصة دينية لليهود والمسيحيين في المحطات، قائلة: "يمكن تخصيص رقم هاتفي مجاني بالمؤسسات الدينية، لأن وجود مقر في المحطات الرئيسية هيسبب حالة ازدحام برغم الزحمة الموجودة في المحطة ويعاني منها الجميع". 


أما عبد الملاح أحد مستقلي المترو يرى أن هدف "كشك الفتوى" مواجهة التطرف والفتاوى الداعشية، وليس له علاقة بالخدمات المُقدمة من المترو، وذلك ضمن سياسات الدولة في مواجهة الأفكار المتطرفة. 

وقال سيف البحيري عن مقر لجنة الفتوى بمحطة المترو: "في ناس كتيرة من المصريين بسيطة معندهمش إمكانيات مادية تخليهم يروحوا الأزهر، ولا عندهم القدرة والمعرفة للبحث عن الفتاوى والدليل على الإنترنت، وبشكل عام أرى أن وجود كشك الفتوى فكرة ممتازة للتسهيل وضمان توحيد المرجع الوسطي وهو الأزهر، بدلا عن فتاوى الشيوخ المتشددين، ورغم ذلك لا ننكر الفشل الذريع في إدارة المترو ووجود سلبيات على أقل تقدير لو ما اتحلتش الدنيا هتخرب زي حالة التكدس في أوقات الذروة". 

ويؤكد الشيخ سيد توفيق عبد العظيم مدير التوجيه بمنطقة وعظ القاهرة والمتخرج في كلية أصول الدين دفعة عام 1987، لـ"الفجر"، أنّ إنشاء الكشف كلّف المترو 25 ألف جنيه، وذلك بهدف وجود الأزهر بفكره الوسطي المعتدل للتعامل مع جميع الناس لتصحيح المفاهيم الخاطئة سواء للمسلم وغير المسلم، والمصري وغير المصري، فهي خدمة مجانية للجميع. 

وأضاف أنهم بصدد توسعات في وجود مقار أخرى سواء كانت في محطة المرج أو حلوان، لافتًا إلى أن التعامل مع الفتاوى المغلوطة والقضايا الشائكة تتم عن طريق تدوين اسم المستفتى ورقمه القومي داخل الدفتر للحصر. 

ووصف فضيلة الشيخ علي مصطفى علي واعظ بالأزهر الشريف، خطوة وجود هذه اللجنة بالمترو بـ"الخطوة المتأخرة"، قائلًا: إن الإقبال من الجمهور كان شديدا وكثيفا وهو ما يوضح محبة الناس للدين والأزهر. 

و"كشك الفتوى" الذي بدأ عمله أول أمس بمحطة الشهداء أكبر محطات المترو ازدحامًا، أثار جدلًا كبيرًا بين مؤيد للمبادرة ومعارض أيضاً، ودشّن عدد من رواد موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" هاشتاج "كشك الفتوى" بين مؤيد ومعارض وساخر، إذ اعتبرها فريق أنها تصب في صالح المجتمع المصري بمسلميه ومسيحيه وتحارب الفكر المتطرف وتواجه فوضى الفتاوى، بينما رآها فريق آخر أنها مخالفة صريحة للدستور المصري وتوسع الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، فضلًا عن كونها طريقة للتغطية على الوضع المتدني للمترو، وانهيار المنظومة التي تعاني الإهمال والفوضى وسوء الخدمة.


ومن جانبه علق أحمد عبد الهادي المتحدث باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق قائلا: "تطوير خدمات مترو الأنفاق وإقامة مقر لجنة الفتوى أمران منفصلان، فشركة المترو مستمرة في عملية تطوير وتحديث شامل للمحطات والقطارات والسلالم المتحركة وفقا لتوقيتات محددة ولا يجوز الخلط بين تحمل شركة المترو إقامة كشك تكلف قرابة 15 ألف جنيه كمساهمة للتوفير على المواطنين للحصول على فتواهم، وبين أمر تطوير خدمات المترو، الأمران منفصلان. "