عبد المسيح ممدوح يكتب: انت بتستعمانى ياهرم؟

ركن القراء

عبد المسيح ممدوح
عبد المسيح ممدوح


  ما زلت اتذكر جيدا حينما كنا نجتمع عند خالي الزملكاوي لمتابعة مباريات الزمالك، عرفت مدرسة الفن والهندسة لأول مرة يوم هدف تامر عبد الحميد في مرمى الرجاء البيضاوي المغربي وفرحه الهدف والحصول على البطولة الغالية، غير هدف حسام عبد المنعم في مرمة الإسماعيلي وفرحه الحصول على الدوري العام بعد منافسة شرسة بين الاهلي والزمالك، وتلك كانت فترة ذهبية مطلع الألفينات.

 

كان وقتها لم يكن شعار المشجعين "سنظل أوفياء" أو "الزمالك قادم" أو حتى ما يحدث الآن بإصابة عديد من المشجعين بمرض الضغط والسكر لما يشاهدوه وما يحدث للفريق من نتائج محزنة.

 

لم نجد وقتها ما نشاهده الآن من سباب رئيس النادي للجميع، أو كل المختلفين معه أو حتى منع رموز النادي من الرياضيين من الدخول للنادي أو حتى العبث بالفرق الرياضية والفريق الأول وتغيير كل موسم أكثر من 4 أو 5 مدربين في واقعة لم تحدث من قبل، لأن البطولات كانت الأساس، وهي هدف الجميع ولم تكن الحسابات أو الصراعات هي الفيصل.

 

في طفولتي المبكرة وعلى ما أتذكر كنت في العاشرة من عمري وكنت أشجع نادي مصنف بجمهور شعاره "سنظل أوفياء وكنت من عشاقه في هذه اللحظة من العمر، كانت الانطلاقة حول ملاعب كرة القدم والاستادات لأكون ضمن صفوف الجماهير بالدرجة الثالثة وأشجع ناديّ المحبوب.

 

كانت البداية في المدرجات مع مباراة الزمالك والمقاولون في السوبر المصري الذي انتهى بفوز المقاولون على الزمالك بنتيجة 4: 2 وفي ظل وجود الآلاف من الجماهير ومحبي النادي الأبيض وقتها وجدت الكثير من المعاناه في الدخول للملعب بسبب طول الطابور على بوابة الدخول.

 

كان والدي يحمل زجاجة مياه أخذها الضابط وألقاها على الأرض رفضا منه الدخول بها للمدرجات وكان من يدخل المدرجات يجب عليه الانقطاع عن الأكل والشرب وكل شيئا، كل هذا دون أي اعتبارات بأن هذا الشخص "كفيف" أو حتى والدي رجل كبير أو حتى الوضع في الاعتبار ارتفاع درجات الحرارة، ولكن كان هذا تصرف الضابط المسؤول عن البوابة.

 

ما زال حتى الآن لا يوجد أي اهتمام بذوى الإعاقة داخل الملاعب الرياضية إلا في الأحداث الكبرى أو المباريات التي يتم تصليت الضوء عليها بشكل كبير، مثل مباريات منتخب مصر.

 

أتمنى أن اجد ما يوجد في المباريات الأوربية من تخصيص لأماكن عبور وجلوس ذوى الإعاقة بتخصيص أماكن لهم، دون أي مضايقات من أحد وهذا عكس ما يحدث عندنا من تجاهل تام.

 

كل هذا يحدث رغم المبالغ الطائلة الذي يتم صرفها على الأحداث الرياضية أو حتى شراء فاعليات كبرى يتم إذاعتها على القنوات المصرية أو حتى تنظيم البطولات ونحن ليس عندنا الوعي الكافي بشريحة كبيرة من المواطنين وهم ذوى الإعاقة الذين أصبح الذهاب للملاعب يمثل معاناة لهم.

 

معانة أخرى تتعلق بالتعليق، حيث لا يتواجد معلق واحد يستطيع التعليق على المباراة أخذا في الإعتبار ذوي الإعاقة البصرية الذين يرون المباراة من خلال صوته، هل ليس لا توجد عندكم القدرة الكافية لاستقطاب معلقين يستحقوا أن يقومو بدورهم على أكمل وجه أو حتى يتم تدريب من يقوم بالتعليق على المباريات، ليشعر المكفوفين وغيرهم أن الجميع يهتم بهم ويضعهم في الحسبان؟