وكالة روسية: ما مدى احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في إدلب السورية؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


ناقشت وكالة "سبوتنيك"، مدى احتمال قيام الدول بغزو هذا الجزء من سوريا مع الخبير التركي أويتون أورهان، حيث قال "يبدو أن تركيا تواجه مأزقا رئيسيا الآن بعد أن استولت حركة تحرير الشام التابعة لحركة القاعدة على محافظة إدلب السورية الواقعة على الحدود مع مقاطعة هاتاي في تركيا. كما تسببت هذه الخطوة فى "مخاوف خطيرة" لواشنطن. 

وفي أواخر يوليو، استولت حركة تحرير الشام، - الائتلاف الجهادي بقيادة جبهة النصرة التابعة للقاعدة (المعروفة أيضا باسم جبهة فتح الشام) - على منطقة إدلب السورية على طول الحدود مع مقاطعة هاتاي التركية، واستولت على أكثر من 30 موقعا في الاشتباكات التي وقعت في الفترة من 18 إلى 24 يوليو، وطردت أحرار الشام، وهي مجموعة معارضة تتنافس مع تركيا وقطر، من مدينة إدلب وضواحيها.

وأشارت أنقرة، إلى أن عملية عسكرية جديدة قد تكون في الاعتبار بشأن هذا الجزء من سوريا. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أعلن الجمعة أن بلاده تتخذ "كل الإجراءات الضرورية" للدفاع عن مصالحها الوطنية وحقها في السيادة والأمن إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مضيفا أن تركيا لن تسمح لأي دول اصطناعية بالظهور على حدودها، خاصة في العراق وسوريا.

وتناقشت "سبوتنيك تورك" مع أويتون أورهان، خبير مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط ومقره أنقرة، مدى احتمال قيام تركيا بعملية جديدة في هذا الجزء من سوريا.

وأشار الخبير، إلى أنه خلال المحادثات في أستانا، تعهدت تركيا بمسؤولية فصل ما يسمى بالمجموعات "الراديكالية" و "المعتدلة" العاملة في إدلب السورية.

وأضاف، "تعهدت تركيا بالقضاء على الجماعات المتطرفة التابعة لجبهة النصرة، ورأينا أن النورسة، بعد أن توحدت مع عدد من الجماعات الأخرى تحت اسم "حياة التحرير"، بدأت تتصادم مع المعارضة المعتدلة التي تدعم عملية التفاوض في أستانا".

وأوضح، أن هذا الوضع أثبت أن إدلب تحولت إلى إمارة لتنظيم القاعدة. في مثل هذه الظروف، بدأت العديد من الدول، ومعظمها من الولايات المتحدة، مشاهدتها كذريعة للتدخل العسكري في إدلب.

غير أن أويتون أورهان، قال لماذا يعتقد أنه من المستبعد جدا أن تبدأ تركيا عملية عسكرية جديدة في هذا الجزء من سوريا؟.

وأضاف، "نحن لا نرى أي استعداد لمثل هذه العملية أو نشر للجنود والمعدات، ويبدو أنه مشروع محفوف بالمخاطر، لأنها منطقة جبلية، مع وجود كثيف من مقاتلي النصرة، وبالتالي قد تنظر تركيا وتغلق نقاط التفتيش الخاصة بها لفترة معينة من الوقت حتى تتمكن من تقوية المعارضين "المعتدلين" وإضعاف مقاتلي النصرة".

غير أن الخبير، لم يستبعد القيام بعملية جوية في المنطقة، في إطار الاتفاق مع روسيا على الأراضي الخالية من أي أنشطة عسكرية (ما يسمى بمناطق تخفيف التصعيد). كما اقترح أن يقوم الجيش التركي بعملية مشتركة مع قوات المعارضة "المعتدلة" السورية ضد النصرة. على الرغم من أنه، بسبب بعض المخاطر، فإنه لن يحدث في المستقبل القريب.

وعلق أويتون أورهان، أيضا على التصريحات الأخيرة، بأن الوضع في إدلب تسبب "مخاوف خطيرة" للولايات المتحدة.

ووفقا لتقارير "رويترز"، ففي وقت سابق من أغسطس، حذرت الولايات المتحدة من أن سيطرة الجهاديين السوريين المرتبطين بشبكة القاعدة السابقة على مقاطعة شمال إدلب التي يسيطر عليها المتمردون سيكون لها عواقب وخيمة، وتجعل من الصعب إقناع روسيا بتجديد القصف الذي توقف مؤخرا.

ونقلت الوكالة عن رسالة على الإنترنت، نشرها مسؤول كبير في وزارة الخارجية المكلفة بالسياسة السورية، مايكل راتني، الذي قال إن "الهجوم الأخير الذي شنته حركة تحرير الشام بقيادة جبهة النصرة على تنظيم القاعدة، قبضة على المحافظة ووضع مستقبل شمال سوريا في خطر كبير".

وقال دبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية، "في حال هيمنة جبهة النصرة على إدلب، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة".

وقال أويتون أورهان، لـ"سبوتنيك": "أنا واثق تماما من أنه في مثل هذه الحالة، يجب على تركيا منع الغرب من استخدام أنشطة القاعدة في المنطقة كذريعة لتنفيذ خططها ومشاريعها الجيوسياسية".

وأوضح، كذلك أنه لا وجود عسكري أمريكي في هذه المنطقة، وبالتالي يمكن للولايات المتحدة أن تشن عملية باستخدام الصواريخ، التي تطلق من البحر، أو عملية جوية. وفي هذه الحالة ينبغي الاتفاق مع روسيا. بيد أن القضية الرئيسية هي المجموعة التي ستستخدم في العملية الأرضية. وقال إن الهجمات الجوية باستخدام الصواريخ ستحقق نتائج تكتيكية معينة، بيد أنها لن تحقق أي تغييرات استراتيجية، وينبغي أن تكون هناك عملية برية.

وأشار الخبير، أيضا إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية الوحيدة التي يتم نشرها في مدينة عفرين السورية قادرة على إطلاق مثل هذه العملية البرية، ولكن تركيا لن تسمح بذلك.

وتابع، "بالنسبة لتركيا، فإن مثل هذه الإعلانات عن الولايات المتحدة هي في غاية الخطورة، لأن أنقرة تشعر بالقلق من استغلال الولايات المتحدة، وجود القاعدة في المنطقة كذريعة، محاولة غزو إدلب، وفي مثل هذه الحالة، سوف تكون تركيا مضطرة إلى اخذ زمام المبادرة فى إضعاف أو القضاء على مقاتلي القاعدة في المنطقة".