ثلاثة وأربعون عامًا على الموجة الثانية من الغزو التركي لقبرص

عربي ودولي

الغزو التركي لقبرص
الغزو التركي لقبرص

شن الجيش التركي في مثل هذا اليوم، هجومه الثاني على جمهورية قبرص قبل ثلاثة وثلاثين عاماً، في انتهاك كامل للقانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه.

 

غزا الجيش التركي قبرص في العشرين من يوليو عام 1974، وأطلق المرحلة الثانية من الغزو في 14 أغسطس من العام نفسه، واحتل بذلك أفضل جزء من ميساأوريا وفاماغوستا و وكارباسيا ومورفو.

 

لا يزال الجانب التركي يتجاهل نداءات المجتمع الدولي المتعلقة بقبرص ويحتجز حتى اليوم مدينة فاماغوستا ويتخذها رهينة لهذا الاحتلال العسكري الغير المشروع.

 

يطلق على فاروشا – القسم المسيج  قبالة البحر من مدينة فماغوستا - لقب"مدينة الأشباح" حيث لا تزال حتى اليوم مهجورة وخالية من سكانها.

 

وكانت القوات التركية قد غزت قبرص في العشرين من يوليو 1974، بعد خمسة أيام من الإطاحة بالحكومة الشرعية للرئيس الراحل الأسقف مكاريوس الثالث بعد الانقلاب العسكري الذي نفذته الزمرة العسكرية الحاكمة آنذاك في اليونان.

 

وتبع ذلك مؤتمران لم ينتج عنهما شيء في جنيف، الأول كان بين بريطانيا واليونان وتركيا، والثاني كان بمشاركة إضافية من الممثلين عن القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، وبعد ثلاثة أسابيع من وقف إطلاق النار الذي تم في الثاني والعشرين من  يوليو، وعلى الرغم من أن المحادثات كانت لا تزال قائمة وكان يبدو أن اتفاقا قريباً على وشك التوصل إليه، شن الجيش التركي هجوما ثانياً، ونتيجة لذلك  زادت تركيا من الأراضي التي انتزعتها لتشمل منتجع فاماغوستا السياحي المزدهر في الشرق ومنطقة مورفو الغنية بإنتاج الحمضيات في الغرب.

 

وبهذا يكون قد أصبح ما يقرب من 37٪ من أراضي جمهورية قبرص خاضعاً للاحتلال العسكري التركي، وقد تم اقتلاع ما يقرب من ثلث السكان، أي قرابة 200 ألف  من القبارصة اليونانيين، قسرا من ديارهم وممتلكاتهم، وقتل الآلاف أثناء الأعمال العدائية، واعتبر أكثر من ألف شخص في عداد المفقودين في حين ظل الآلاف من القبارصة اليونانيين والموارنة محاصرين.

 

وقد طالبت العديد من قرارات الأمم المتحدة باحترام استقلال قبرص ووحدتها وسلامة أراضيها وعودة المهجرين إلى ديارهم وانسحاب القوات الأجنبية من الجزيرة بيد أن تركيا تجاهلت جميع هذه القرارات.

 

وقد اختتمت الجهود الأخيرة  من أجل التوصل إلى تسوية قبرصية الشهر الماضي في منتجع كران مونتانا السويسري دون التوصل إلى حل .

 

ومن جانبه، قال الرئيس نيكوس أناستاسيادس، مراراً وتكراراً إنه على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات، إذا قبلت تركيا إنهاء الضمانات وحق التدخل، وأنها  مستعدة لسحب قواتها من الجزيرة.